رفضتها محافظة دمياط.. ولم تقبلها الدقهلية.. والأهالي: نعيش بدون خدمات.. وأقرب حنفية على بعد 40 كيلو يعيش أهالي جزيرة قرية العزبي، التي تقع على بحيرة المنزلة ما بين محافظتي دمياطوالدقهلية، حياة القرون الوسطى على لمبات الجاز، نظرًا لعدم وجود كهرباء، ويحلمون بوسيلة مواصلات سهلة تصلهم بمدينة دمياط، لأنهم يعتمدون على اللنش السريع الذي ينقلهم مرة واحدة فقط في اليوم من وإلى الجزيرة، ويستغرق مدة لا تقل عن 45 دقيقة إضافة لارتفاع القيمة المالية لأجرة اللنش. واستوطن السكان الجزيرة عندما جاء العزبي الكبير واستقر فيها وحملت القرية اسمه، وبمرور الزمن زاد عدد السكان حتى وصل إلى حوالي ثلاثة آلاف نسمة, وأعلنوا جزيرتهم كدولة مستقلة بعد أن سقطت من ذاكرة المسئولين. ويعمل معظم رجال الجزيرة بمهنة الصيد ببحيرة المنزلة ولكن بسبب تلوث البحيرة أصبح من الصعب مزاولة المهنة فاتجه بعضهم للعمل في مدينة دمياط بمختلف الحرف. ويعاني غالبية سكان الجزيرة من الإصابة بالفشل الكلوي وتضخم في الطحال، وهذا نتيجة شرب ماء البحيرة الملوث، وأيضًا من الصرف غير الصحي الذي تصبه منازل الجزيرة علي شواطئها. وظهرت في حياه أهالي الجزيرة مشكلة أكبر هى عدم اعتراف الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط الأسبق بأهالي الجزيرة وتأكيده عدم تبعيتهم لمحافظة دمياط، وتبعيتهم لمحافظة الدقهلية التي ترفض بدورها الاعتراف بهم، في حين أن جميع بطاقات الرقم القومي الخاصة بأهالي الجزيرة تابعة لمحافظة دمياط ومعظم رجال القرية يعملون في مصالح حكومية تابعة للمحافظة. كما يعاني أهالي القرية من مشكلة التعليم، حيث توجد أقرب مدرسة على بعد 40 كيلو يقطعها الأهالي باللنش السريع، لذلك فغالبية أطفال ونساء الجزيرة أميون لا يعرفون شيئًا عن القراءة والكتابة، إضافة إلى ذلك يعاني أهالي العزبة يوميًا من الحصول على مياه الشرب فهم يقطعون أكثر من 40 كيلو مترًا للحصول على مياه الشرب من قرية غيط النصاري بدمياط الأقرب للجزيرة، ويقومون بملء جراكن المياه من حنفية على الشاطئ بغيط النصاري مقابل جنيه واحد للجركن الواحد، ويتولي بعض الأشخاص مسئولية ملء جراكن المياه من وإلي الجزيرة يوميًا. يقول محمود عابد -من أهالي القرية-: "نذهب لإحضار حاجتنا من مياه الشرب من قرية غيط النصاري المجاورة باللنشات ولم نر مسئولاً عندنا إلا محافظ دمياط السابق عبد العظيم وزير حيث زارنا وجلس في الجزيرة معنا يومًا كاملاً ووعدنا بخدمات كثيرة، لكنه انتقل إلى محافظة القاهرة بعد زيارتنا بأسبوع وبعد ذلك لم نلق أي اهتمام حكومي إلا قرار نقل تبعيتنا إلى مركز الجمالية بمحافظة الدقهلية". وأكد صبري العزبي، أحد سكان الجزيرة، أن الجزيرة منسية وكأنها ليست أرضًا مصرية بالرغم من عدد سكانها الكبير وأهل الجزيرة غلابة يفتقدون مستشفى يعالجهم رغم وجود أراض كافية للبناء عليها ومن يصاب من أهل الجزيرة بمرض أو يشعر بالتعب يذهب لمدينة دمياط، ولو توفي أحد الأشخاص هنا نحمله على اللنش مسافة 40 كيلو حتى نصل إلى مقابرنا في دمياط. وأضاف طه عبده غزل: "كل أهل الجزيرة يشتغلون في الصيد ونفسنا نعلم أولادنا لأننا لا نريدهم يشعرون بما نشعر به الآن لكن لا توجد مدرسة ولو أردنا تعليم أولادنا لابد من ذهابهم إلى دمياط والآن بعد ضمنا للدقهلية ما الحيلة؟. وأوضح الشيخ مفرح الخميسي الذي جاء إلى الجزيرة منذ فترة ليحفظ أطفال الجزيرة القرآن الكريم ويعلمهم القراءة والكتابة أن الجزيرة قطعة من مصر لكنها منسية تمامًا وممكن يتوفي أي شخص بسبب إصابته بحمي أو الأمراض الكثيرة المنتشرة في الجزيرة فلا يوجد لوحدة صحية أو مدرسة تعليمية. وتابعت الحاجة فاطمة القيقاع: "بعد وفاة زوجي وعائلي الوحيد أصبت بعدة أمراض ولا أجد علاجًا لحالتي وهناك أطفال تموت بسبب عدم وجود رعاية ولا يوجد احد يسأل علينا". وأكدت سمية العزبي، أننا نريد إنشاء وحدة صحية نتلقى فيها العلاج ونعالج فيها أطفالنا بعد انتشار الأمراض في الجزيرة فأقرب مستشفى يبعد لمسافات طويلة عنا في مدينة دمياط فلو تعب أحد منا ليلاً يكون الموت هو الأقرب له لأننا نقف مكتوفي الأيدي عن علاجه".