لماذا تنظر القذي الذي في عين أخيك؟ وأما القشة التي في عينك فلا تفطن لها؟ هكذا تحدث المسيح في انجيل متي, وأظنك تتفق معي ان كلامه لايحتاج إلي تعليق, هو أكبر من اي شرح, ويعلو علي كل تفسير. شخصيا, احتاج إلي قديس, إلي عارف بالله, إلي روح شفافة, يستوعب هذا المعني الكبير, يمنحه الله التوفيق الإلهي, حتي يزرع ويرسخ هذا المعني في نفسي, حتي يغدو جزءا من طبيعتي ومن اخلاقي, ومن ثم يتحول إلي نور يتجلي في سلوكي, في قولي, في فعلي.. المسيح حقيقة نورانية تعلو علي الوصف, لم يكن ولايمكن ان يكون طرفا في ألاعيب السياسة, وصراعات المصالح, وتجاذبات القوي, وتوازنات النفوذ. المسيح لنا, لنا جميعا, لكل الإنسانية, تراثه ليس تركة يستحوذ عليها أحد, أو يتحدث باسمها كبير أو صغير. المسيح لنا للسائرين إلي الله رغم الظلمات, للفقراء, للمساكين, للأبرار, للأخيار, لأهل التسامح, لأحباب الله أينما كانوا.. طوبي للمساكين بالروح, لأن لهم ملكوت السموات طوبي للحزاني, لانهم يتعزون طوبي للجياع والعطاش إلي البر, لانهم يشبعون. طوبي للرحماء, لانهم يرحمون. طوبي لانقياء القلب, لانهم يعانيون الله, طوبي لصانعي السلام, لانهم ابناء الله يدعون. طوبي للمطرودين من أجل البر, لأن لهم ملكوت السماوات. طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم, وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات, فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم. دروس المسيح لاتنتهي, امنت به, منذ عرفت الإيمان وليدا علي الفطرة, أعجبت به كلما تقدمت بي سنوات العمر, عندي حنين دائم يدفعني لأن أعود إليه, وألا انقطع عنه. عودوا إلي المسيح, يرحمنا ويرحكم الله.