للارتجال مدارس متعددة سواء في الموسيقي, أو المسرح, أو السينما, وهو موجود في السينما العالمية منذ بدايتها لكن في مصر ربطه البعض بالسينما بظهور ما يسمي بالسينما البديلة أو المختلفة, رغم أن الارتجال موجود في السينما المصرية منذ بدايتها أيضا, ومن أشهر تجارب الارتجال في السينما المصرية فيلم زوجتي والكلب للمخرج سعيد مرزوق عام71, والفيلم كما يؤكد الفنان نور الشريف قام علي الارتجال فالمخرج كان يقوم بشرح اللقطة للممثلين نور الشريف محمود مرسي سعاد حسني ويترك الممثلين كي يرتجلوا الحوار, وفي ذلك الوقت اعترض مدير التصوير عبدالعزيز فهمي لكن مرزوق تمسك بوجهة نظره مؤكدا ان السينما تحتاج للتجديد, فالارتجال أحد الأساليب المعروفة في السيناريو, هي والكتابة عن طريق ورشة العمل, وهو ما أكده النقاد والمخرجون مع وجود اكثر من تجربة في السنوات الخمس الماضية منها افلام عين شمس وهليوبلس, والحاوي, أخيرا ميكرفون. المخرج ابراهيم بطوط مخرج فيلم عين شمس والحاوي الذي حصد به أخيرا جائزة مهرجان ترابيكيا وقال: عين شمس كان ارتجالا داخل الاطار الدرامي للشخصيات بطريقة تجعل الممثل يؤدي الشخصية بارتياح, والارتجال طبعا احد المدارس في الكتابة, ولكن يجب أن يكون مدروسا. بينما يري المخرج أحمد عبدالله الحاصل علي التانيت الذهبي بمهرجان قرطاج عن فيلم ميكرفون ان هيلوبلس وميكرفون ليسا ارتجالا انما نتاج ورشة عمل جمعت بين فريق العمل وقمنا بعمل دراسة نفسية وتاريخ للشخصيات, ولم يحدث ارتجال من أي ممثل أو قول جملة غير متفق عليها, وهذه مدسرة معروفة في كتابة السيناريو وليست جديدة. أما الناقد د. أحمد يوسف فيقول الارتجال, والكتابة عن طريق الورشة, موجود في العالم كله, وليس بشيء حديث, لكنه يكون بشروط, فمثلا مسلسلات السيت كوم تعتمد بشكل أساسي علي الارتجال لأن عدد الحلقات يكون كبيرا جدا والارتجال يكون في ابتكار المواقف, وليس في دراما الحلقات, وصاحب القرار يكون القائد المخرج, أما الورشة فهي موجودة أيضا من وقت طويل فمثلا فيلم الهروب لعاطف الطيب, كتب أول مرة لمصطفي محرم ولم ينل السيناريو أعجاب المخرج, وجعل بشير الديك يعيد كتابته, لنكشف بعد كل هذه الأعوام أن الفيلم لسيناريستين, كذلك فالمخرج ريتشارد لنكن ليتر كان اعتمد علي الارتجال, والورشة في كتابة الجزء الثاني لفيلم قبل الشروق واستعان بأبطال الفيلم للمشاركة في كتابة الأحداث, فيجب علي المخرج الذي يعتمد علي الارتجال أن يستعين بممثلين دارسين, وقادرين علي الارتجال, والمشكلة في مصر سواء في الارتجال, أو الورشة تتم بطريقة الموالد وتدار بشكل خاطئ فالمخرج روبرت السن كان يترك مساحة كبيرة للمثل, لكن في اطار الشخصية, والارتجال في مصر لا ينفذ بشكل ومعايير صحيحة, وفي النهاية المخرج هو صاحب القرار النهائي. في حين يقول الناقد يوسف شريف رزق الله: لا يهم كيف كتب السيناريو, وبأي طريقة, ارتجال, أم ورشة, المهم أن تكون النتيجة جيدة, والارتجال يعتمد بشكل كبير علي موهبة المخرج, وموهبة الممثلين, وقدرتهم علي الارتجال, وفي النهاية مهما كانت الطريقة التي نفذ بها السيناريو فالحكم لا يكون الا عند المشاهدة, وهل خرج الفيلم بشكل جيد, أم لا, والارتحال, والورشة طريقة معروفة في السينما, وليست جديدة, المهن هي كيف يتم استخدامها. ويؤكد المخرج واستاذ السيناريو محمد كامل القليوبي ان الارتجال موجود في السينما المصرية منذ بدايتها, وهناك العديد من المخرجين الكبار الذين استخدموا هذا الأسلوب, ولكنه يجب استخدامه بشمل محكم, ليكون ارتجالا منظما, وليس عشوائيا, وهناك افلام كثيرة عالمية اعتمدت علي الارتجال,والمخرج الذي يقدم هذا الأسلوب يجب ان يختار ممثلين قادرين علي الارتجال ويضع لهم خطة منظمة حتي لا يخرجوا عن خط الدراما التي رسمها, وفي النهاية هو صاحب القرار النهائي وهو من يقوم برسم الشكل النهائي للفيلم في المونتاج.