ما بين تصريحات مسئولي التموين.. والواقع.. استمرت أزمة نقص السولار بالعديد من المحافظات ملقية بظلالها الكثيفة علي العديد من القطاعات الاقتصادية وأهمها النقل وامتدت الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود وسط حالة من سخط المواطنين والذي وصل في بعض الأماكن إلي حد الاشتباكات بسبب أولوية الحصول علي السولار فيما تأثرت حركة المرور بشكل كبير وخاصة في الأماكن القريبة من المحطات سواء بالطرق الداخلية أو السريعة. ففي الغربية في الوقت الذي تشهد فيه معظم محطات الوقود علي مستوي المحافظة أزمة طاحنة في نقص السولار ورغم حالة الزحام والتكدس الشديد من جانب جميع السيارات علي محطات الوقود للتزود بالسولار الا ان تصريحات سامي النحاس وكيل وزارة التموين بالغربية جاءت مفاجئة ومغايرة للواقع المرير عندما أكد أن المحافظة لاتعاني من وجود ازمة في نقص السولار وان هناك مبالغة حول وجود المشكلة بل وهناك فائض في حصة المحافظة والتي تصل الي1220 طن يوميا من السولار و370 طنا من بنزين90 و89 طنا من بنزين80 مشيرا إلي أن الشائعات التي ترددت بقوة عن وجود اتجاه من جانب الدولة برفع اسعار الوقود خلال المرحلة المقبلة هي شائعات مغرضة ليس لها اساس من الصحة كانت وراء وجود المشكلة بعدما تدافع اصحاب السيارات المختلفة علي محطات الوقود وبشكل جنوني من أجل ملء خزانات السيارات بالكامل أكثر من مرة علي مدار اليوم الواحد حيث يقومون بتفريغ خزان السيارة ثم يعود أصحابها من جديد بهدف تخزين السولار واستخدامه عند الحاجة خوفا من تعطل مصالحهم وهوماتسبب في حدوث ارتباك داخل المحطات وتفاقم الأزمة وشعورالمواطن بها وأشار إلي أنه خاطب وزارة التموين بضخ حصص اضافية لحين استقرارالاوضاع وعودة الأمور لطبيعتها كما تم تشديد الرقابة علي المحطات لمواجهة تهريب السولار. وفي نفس الوقت ادي استمرار أزمة نقص السولار الي زيادة حالة الغضب والاستياء بين السائقين وخاصة الأجرة والنقل بعد فشلهم في تمويل سياراتهم بالسولار وتعطيل اعمالهم اليومية نتيجة الانتظار بالساعات أمام محطات الوقود دون حدوث انفراجة حقيقية في المشكلة القائمة. كما هددت رابطة اصحاب مصانع الطوب الطفلي بالغربية والبالغ عددها حوالي150 مصنعا خلال المؤتمر الذي عقد لمناقشة سبل مواجهة الأزمة بإغلاق المصانع وتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضا علي توقف الانتاج نتيجة نقص حصص المازوت اللازمة لتشغيل مصانعهم وهو ما دفع محافظة الغربية للقاء ممثلين عنهم حيث وعدهم بسرعة حل المشكلة حفاظا علي هذه الصناعة والعمال من التشريد. كما شهدت قرية الجعفرية التابعة لمركز السنطة مشادة تحولت لمشاجرة بين أحد السائقين وأشقائه وصاحب محطة وقود بسبب الخلاف علي اولوية التزود بالوقود. شلل مروري بالشوارع والطرق السريعة وفي الدقهلية ولليوم الثالث علي التوالي شهدت المحافظة نقصا في السولار وتكدسا واصطفافا لطوابير السيارات أمام العديد من محطات الوقود للحصول علي حصة من الوقود. وفي لفتة ايجابية قام أحد السائقين و يدعي رضا ابو النجا بإبلاغ مباحث التموين بقيام احدي محطات الوقود بمنطقة جديلة بإخفاء السولار و توزيعه علي بعض المقربين من اصحاب المحطة كما قام المواطن بالاتصال هاتفيا بعمليات المحافظة و علي الفور انتقل المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية الي المحطة برفقة مباحث التموين حيث تم التحقيق في الواقعة و تحويل المقصرين الي جهات التحقيق. وأكد المواطن رضا أبو النجا أن أزمة السولار مفتعلة و ان هناك وفرة في المحطات لولا جشع بعض اصحاب المحطات فقد اشتريت( صفيحة الجاز) بمبلغ65 جنيها أي بضعف ثمنها و لذلك لجأت الي المحافظ الذي لم يخذلني كمواطن و انتقل للتحقق من الواقعة و نتمني أن يقوم كل مسئول بدوره حتي تنتهي كل تلك الازمات المفتعلة. كما شهدت الطرق السريعة بالمحافظة حالة من الشلل المروري بسبب اصطفاف السيارات أمام محطات الوقود, مما أدي إلي بطء حركة السير أمام المحطات,كما حدث علي طريق المنصورة الدائري وطريق سندوب المنصورة وطريق ميت غمر المنصورة. وأدي نقص السولار إلي مبيت عدد من السيارات داخل المحطات من أجل الحصول علي السولار, فيما ظهر عدد من تجار السوق السوداء بعدد من المناطق لاستغلال الأزمة وقاموا برفع سعر البيع. وأشار عدد من السائقين إلي أنه فور ظهور الأزمة عادت ظاهرة حاملي الجراكن مرة أخري, وهو ما يسبب ضغطا كبيرا علي المحطات والسيارات علي الطريق. وأضاف السيد محمد سائق سيارة ميكروباص أن الأزمة بدأت بالتفاقم والظهور من الاثنين الماضي, مشيرا إلي أنه يقضي قرابة نصف اليوم بمحطات الوقود وبنهاية المطاف وبعد وقوفه في الطابور يصل إلي المحطة ويقول له العاملون بها لقد نفد السولار. وبدوره, قال عبد الرحمن السيد وكيل مديرية التموين بالدقهلية إنه لا توجد أي أزمة في البنزين والسولار وما حدث هو إطلاق احدي الجماعات شائعات حول ارتفاع أسعار السولار وهنا بدأ المواطنون وحاملو الجراكن بالتوافد والتكالب علي محطات البنزين لتخزينه. وفي بني سويف تسبب نقص الوقود من البنزين(80) والسولار في حالة من الشلل المروري بسبب الطوابير الطويلة أمام محطات التزود بالوقود أملا في الحصول علي حصة كل مالك سيارة ليستطيع أداء عمله او قضاء مصالحة. حيث شهدت الشوارع الرئيسية بالمحافظة اختناقات مرورية خاصة التي توجد بها محطات كما تسببت الازمة في نقص سيارات السرفيس والنقل الجماعي بجانب المشاجرات والمشاحنات التي شهدتها تلك المحطات بين المواطنين من أجل الحصول علي الوقود. ومن جانبه أكد شعبان عبد العال مدير عام التموين أن أزمة الوقود ببني سويف ستشهد انفراجة قريبة فوزارة التموين أكدت ضخ احتياجات وحصص المحافظة بمستودعها الرئيسي في الأيام القليلة القادمة وأضاف مدير التموين قائلا: هناك سوء استهلاك أيضا عند الأهالي فالجرارات الزراعية تخزن لموسم الحصاد والتاكسي يقوم بملء خزاناته ويعيد بيعها مرة أخري وهناك العديد من سائقي الشاحنات الكبيرة التي يصل تانك السولار بها الي1600 لتر يقومون ببيعها ليحصلوا علي فارق سعر بالسوق السوداء وذلك أفضل عنده من العمل بسيارته. ولو حصل كل شخص علي احتياجاته فقط لن تحدث ازمات فهي ثقافة شعب وتجب معالجتها في النهاية. وأضاف المستشار محمد سليم محافظ بني سويف أن سبب ازمة الوقود بالمحافظة يرجع الي نقص كميات الوارد المخصصة من البترول للمحافظة وأنه يبذل قصاري جهده يوميا لمتابعة وصول حصص المحافظة كاملة وامداد المناطق والمدن التي توجد بها اختناقات وتعطش للوقود حتي تنتهي الأزمة.