جاء سقوط القصر الرئاسى باليمن فى قبضة الحوثيين لتسقط بذلك العاصمة صنعاء فى يد واحدة من أخطر جماعات التمرد العنف التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتى تندرج من حيث الأهداف- مع غيرها من تنظيمات وجماعات كتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وجبهة النصرة فى سوريا والعراق. وأشار موقع "ذى انترناشيونال بيزنس تايمز" الاقتصادى الأمريكى إلى أن الأوضاع الحالية فى اليمن كشفت عن بعد جديد فى حالة انعدام الاستقرار التى تشهدها اليمن منذ سقوط الرئيس على عبدالله صالح وحتى سقوط القصر الرئاسى ليطرح التقرير تأثير الأحداث الأخيرة على تجارة النفط ليس على العالم العربى وحده ولكن على العالم كله خاصة وأن اليمن تطل على واحد من أهم مضائق العالم وهو مضيق باب المندب. ويقول التقرير إن هذا المضيق هو ما تمر به ناقلات النفط فى طريقها من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندى أو العكس وأنه لو حدث وأن سيطر الحوثيون بعد استيلائهم على القصر الرئاسي- فى السيطرة على البلاد وما يتبعه من الاستيلاء على البنية التحتية بها وخاصة انتاج اليمن من النفط فوقتها تكون اليمن قد انهارت بالفعل. ويذكر التقرير أن مضيق باب المندب يتحكم فى نسبة 8% من التجارة العالمية منها 4 % -أى نصف تلك التجارة- من النفط والمنتجات البترولية على مستوى العالم وهو المضيق الذى يفصل شبه الجزيرة العربية من شرق افريقيا ويربط البحر الأحمر علما بأن هذه النسبة فى تزايد مستمر كل عام مشيرا إلى أنه فى حالة تصاعد العنف باليمن وعدم التوصل الى اتفاق بين المتمردين الحوثيين والحكومة المركزية فسيكون مضيق باب المندب مهدد بالاغلاق وهو ما قد يؤثر على العديد من الدول المحيطة بها ومن ضمنها مصر. ويؤكد التقرير أنه فى حالة تعرض هذا المضيق للاغلاق أو الى السيطرة من قبل المتمردين فلن تتمكن ناقلات النفط أو غيرها من ناقلات اخرى من العبور عبر قناة السويس كما لن يتم عبور النفط من خط أنابيب سوميد مما قد يضطر تلك الناقلات للعبور من جنوب افريقيا مما يعنى وقتا أكبر وتكلفة أعلى كما ستتأثر حركة تصدير النفط وكافة أنواع التجارة إلى الدول الاسيوية خاصة القادمة من جنوب اوروبا وشمال افريقيا ما يعنى أن اغلاق هذا المضيق من شأنه اجبار شركات النفط على اتخاذ أطول الطرق بعد أن كانت مختصرة من خلال قناة السويس. ويشير التقرير إلى أن اليمن كأفقر دولة فى شبه الجزيرة العربية الناتج المحلى الاجمالى للفرد الواحد أقل من عشر وضعه فى دولة مجاورة لها كالمملكة العربية السعودية- لا يمكن أن تحتمل اغلاق مثل هذا المضيق المهم خاصة وأن اليمن والتى ستواجه أزمة كبيرة فى تصدير نفطها والذى يشكل 57 % من صادرات اليمن للخارج وهو الخطر الذى بدأ باستيلاء المتمردين الحوثيين على الميناء الرئيسى فى البلاد فى مدينة عدنالجنوبية الشهر الماضى واستيلائهم على أكبر القواعد العسكرية هناك. والعلاقات بين كل من اليمن ومصر ذات جذور عميقة تاريخيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا بل و تعليميا حيث يعود تاريخ تلك العلاقات إلى عهد محمد على باشا. وكان الاستثمار يمثل جانباً ذا أهمية فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين وليس أدل على ذلك من أن حجم الاستثمارات اليمنية فى مصر قبل بداية الربيع العربي- وصلت إلى 71 مليون جنيه ورغم ضخامة فرص الاستثمارات المصرية فى اليمن خاصة فى مجال صناعة الأدوية وتعليب الأسماك وصناعة الأحذية إلا أن الربيع العربى وجاءت تداعياته لتضع النهاية أمام تلك الفرص.