مكتبة سمسطا الثقافية جنوب بنى سويف عبارة عن شقة سكنية تقع فى حى شعبى تتكون من غرفتين و"صالة" تآكلت جدرانها من الرطوبة ومياه الصرف الصحي، وعلى الرغم من ذلك يحتوى البيت الثقافى على آلاف الكتب القيمة والنادرة فى شتى المجالات الفنية والثقافية والعلمية وتسبب ضيق المكان فى تزاحمها على الأرفف وفوق الدواليب دون نظام أى دون استفادة فعلية للأهالى ومريديه. ورغم أن المكتبة بالنسبة للمجتمع كالذاكرة للإنسان يغذيها على الدوام ليستعين بها عند الحاجة وفيها يختزن المجتمع خبراته وتراثه الثقافى إلا أن ذلك لم يتوافر لمكتبة سمسطا الثقافية ببنى سويف حيث تعتبر ذاكرة مفقودة لدى المسئولين بالمحافظة. بيت ثقافة سمسطا الشهير بمكتبة سمسطا الثقافية والتى تخدم أكثر من 383 ألف نسمة فى حالة يرثى لها جراء إهمال المسئولين بالهيئة العامة لقصور الثقافة حيث تفتقر المكتبة لكل وسائل التكنولوجيا التى تسهل على المطالعين البحث عن مرادهم من الكتب مما تسبب فى عزوف الأهالى عن ارتيادها لتتحول المكتبة إلى مقبرة للكتب وللمثقفين القلائل الذين يترددون عليها على الرغم من احتوائها على الكثير من أمهات الكتب الزاخرة بكنوز المعلومات. الواقع المأساوى للمكتبة دفع القائمين عليها للمطالبة بإنشاء مكتبة جديدة لرفع معاناة قراء سمسطا الذين كادوا يصلون لليأس من حل تلك المشكلة فقاموا بتقديم عدة طلبات للوحدة المحلية والمسئولين بالمحافظة للبحث عن بديل أفضل أسوة بباقى مراكز المحافظة التى تحتوى على مكتبات وقصور للثقافة على أحدث طراز وتمت الموافقة على طلبهم حيث تم تخصيص 800 متر لإقامة مكتبة ثقافية جديدة ورُفِع الأمر للمسئولين بالهيئة العامة لقصور الثقافة والذين قاموا بإدراجها فى خطة صندوق التنمية الثقافية لإنشاء مكتبة جديدة إلا أن ذلك الأمر لم يتم حتى الآن رغم تخصيص قطعة الأرض للمكتبة منذ عام 2006، وهو ما دفع مسئولى الوحدة المحلية لإلغاء هذا التخصيص واعادة تخصيصها لوزارة العدل لإنشاء محكمة على الرغم من أن المحكمة لها مقران بالمركز وهو الأمر الذى أضاع حلم المثقفين بمركز سمسطا فى مكتبة جديدة تخدم نشاطاتهم المتعددة. انتقل "الأهرام المسائى" إلى المكتبة لرصد حجم المشكلة على أرض الواقع حيث قال ياسر مصطفى "أحد القراء الذين كانوا يترددون على المكتبة" إنه على الرغم من أن المكتبة تحفل بالكثير من الكتب الزاخرة بالمعلومات والتى كثيرا ما نحتاج إليها فإن ضيق المكان وتآكل جدرانه وأرضيته بسبب مياه الصرف الصحى جعل مظهر المكتبة مثير للإشمئزاز وهو ما دفعنا للعزوف عن ارتيادها على الرغم من أنها الوحيدة بمركز سمسطا كما أن الرطوبة تسرع من تهالك الكتب وأوراقها وإصابتها بالتلف. ويضيف محمد شريف أحد المترددين على المكتبة أن "سمسطا الثقافية" تحولت إلى مكان طارد للمطالعين والمثقفين من أبناء المركز بسبب ضيق مساحتها وتهالك أثاثها إضافة إلى صعوبة الوصول إلى الكتب التى نبحث عنها لافتقار المكتبة لكل وسائل التكنولوجيا. وطالب أحمد حسن "أحد رواد المكتبة" محافظ بنى سويف سرعة التدخل لإنشاء مكتبة ثقافية تخدم أهالى المركز بدلا من التهديد بسحب التخصيص. من جانبه أوضح راشد على أحمد مدير المكتبة سعينا للحصول على قطعة الأرض وإنشاء مكتبة بديلة وقمنا بمخاطبة المسئولين بالهيئة العامة لقصور الثقافة عدة مرات لإدراج المكتبة ضمن المكتبات التى يتم إنشائها سنويا إلا أن ذلك لم يتم على الرغم من أن قطعة الأرض تم تخصيصها وحصلنا على عدة وعود لإدراجها فى خطة الإنشاءات إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح وهو ما جعل المسئولين بالوحدة يهددون بسحب التخصيص. وأضاف محمد منير مدير عام ثقافة بنى سويف، إن مركز سمسطا يعد الوحيد بالمحافظة الذى يلاقى مثقفوه معاناة جراء تهالك المكتبة الوحيدة الموجودة به، حيث تقع فى حى شعبي، وهو ما لا يساعد على إيجاد جو مناسب للمثقفين للإطلاع، إضافة إلى ضيق المكان وتهالك جدرانها وأرضيتها، وهو ما تسبب فى تراكم الكتب فى المكتبة، وقال نحاول بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى وهيئة قصور الثقافة لاتمام إنشاء مكتبة أخرى بديلة لها، وقال إن سبب سحب تخصيص الأرض من قبل المجلس التنفيذى للمحافظة والتى تم تخصيصها للمركز فى عام 2006، هو عدم توافر الاعتماد اللازم للبناء حيث قررت الهيئة وقتها أن تضع خطة للبناء فى ميزانية عام 2015 2016 إذا توافرت الاعتمادات المالية.