ماذا بعد القضاء علي الإرهاب في سيناء؟! سؤال يطرح نفسه وبقوة خاصة بعد انحسار موجة العمليات الإرهابية وقدرة الجيش علي فرض الأمن بجميع ربوع شبه جزيرة سيناء بحسب تأكيدات المصادر الأمنية. وقبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ مارس المقبل. حيث مازالت أرض الفيروز لم تبح بأسرارها بعد. فجميع الدراسات الجيولوجية تشير إلي توافر ثروات هائلة من المعادن بخلاف امتلاكها مئات الآلاف من الأفدنة الصالحة اللزراعة. ورغم ذلك تظل مشكلة تنمية سيناء تؤرق الدولة بعد أن فشلت الحكومات المتعاقبة علي مدار ال30 عاما الماضية في تحقيق هذا الهدف الذي يؤمن حدود بوابة مصر الشرقية. فضلا عن المشكلات التي يعاني منها أبناء سيناء والتي تعوق تحقيق تنمية حقيقية في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن. "الأهرام المسائي" طرحت السؤال علي نخبة من أبناء سيناء في محاولة للحصول علي إجابة عليه. يقول المهندس عبدالله قنديل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بسيناء ان التنمية البشرية بسيناء هي الحل. هذا هو الهدف الأول الذي لابد وأن نسعي لتحقيقه موضحا أن جميع الاستراتيجيين في العالم علي اختلاف مدارسهم يتفقون علي أن الكثافة البشرية والتعمير هو الحماية الحقيقية للأرض, وأن الفراغ السكاني يشكل دعوة صريحة للعدوان واحتلال الأرض وانتشار الإرهاب. وإذا طبقنا هذا المبدأ علي سيناء, فسنجد أن مساحتها الشاسعة(61000كم2) تمثل6 % من مساحة مصر, وبرغم ما بها من ثروات معدنية وسياحية ومائية (جوفية وسطحية) وأراض صالحة للزراعة فإن عدد سكانها لا يتجاوز نصف المليون نسمة معظمهم من القبائل, بينما يوجد في الوادي نحو7 ملايين من الشباب العاطلين! مشيرا الي أن هذه التنمية البشرية لن تتم إلا اذا أحسن استغلال ثروات سيناء بعد تحقيق البعد الأمني والقضاء علي الارهاب ففي المجال الصناعي يجب إقامة مصانع لاستغلال ثرواتنا بدلا من تصدير المواد الخام للخارج وفي المجال الزراعي يجب أن يتم استغلال منطقة السر والقوارير بوسط سيناء وإمدادها بالمياه لزراعة 400 ألف فدان مشددا علي أن الاهتمام بالنشاط السياحي لا يقل أهمية عن المجالين الصناعي والزراعي خاصة أن شمال سيناء تتميز بمقومات سياحية هائلة وأضاف أن تنمية هذه المجالات الثلاثة سيحقق زيادة الكثافة السكانية بسيناء سيساهم في اقتصاد مصر فضلا عن الإسهام الكبير في القضاء علي البطالة والارهاب. وأوضح الدكتور حسام رفاعي رئيس نقابة صيادلة سيناء يجب تكون هناك خطة بعيدة المدي وأخري قصيرة المدي لحل جميع قضايا سيناء وخاصة الأمنية التي طالما عاني منها أبناء المحافظة مشيرا إلي أنه بعد تملكهم أراضيهم أدي إلي إحداث نوع من الفوضي في التحريات الأمنية السابقة وخاصة الزج بأي اسم في بعض القضايا دون سند قانوني وهذه القضية الأساسية التي نعمل علي إيجاد حل لها حاليا لتمليك أبناء سيناء أراضيهم تملكا حقيقيا لضمان استمرار قطار التنمية. يقول المهندس عاطف مطر مدير عام الشئون الزراعية بشمال سيناء إن الزراعة بشمال سيناء ستشهد عقب القضاء علي الإرهاب مرحلة حقيقية من التنمية وخاصة استصلاح أراض جديدة علي ترعة السلام. وأشار إلي أن أزمة القضاء علي الإرهاب حاليا تسببت في خسائر فادحة للمزارعين حيث يواجهون أزمة حقيقية لتسويق منتجاتهم الزراعية وخاصة مع إغلاق كوبري السلام. وأضاف أن الاستثمار الزراعي بسيناء حاليا يجب أن يتجه لاستخدام آثار السيول السابقة بسيناء وما أحدثته من تغير نوعي في التربة حيث تسببت السيول في تخصيب التربة فضلا عن وفرة المياه. وأوضح أنه يوجد أكثر من نصف مليون فدان بوسط سيناء صالحة للزراعة وخاصة زراعة القمح ولا تحتاج الي تسوية أو تسميد فالتسميد طبيعي خاصة عند سقوط الأمطار من اعالي قمم الجبال منحدره علي الأراضي فأنها تأخذ معها مايسمي بطمي الجبال والذي يعتبر سماد طبيعيا والتجارب السابقة أثبتت بما لايدع مجالا للشك صالحية هذه الأراضي مشيرا إلي أن إنتاج سيناء من القمح بلغ 27 الف إردب خلال العام الماضي. وتؤكد الدكتورة إيمان سراج أستاذة المحاصيل بكلية الزراعة ان سيناء صالحة تماما لزراعة القمح ويجب استخدام التقنيات الجديدة في زراعة أصناف جديدة من القمح عالية الجودة تتأقلم مع جميع الظروف المحيطة بالتغيرات المناخية مع الاهتمام بزراعة السلالات الجديدة للقمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه حيث ان قضية توفير الغذاء تزداد واهم عنصر تحقيق الأمن الغذائي هو رغيف الخبز وفي هذا السياق فإن الجهود تتكاتف بين الجهات البحثية والتطبيقية للوصول إلي الاكتفاء سواء من خلال التوسع الافقي في مناطق الاستصلاح الجديدة أو التوسع الرأسي بتحسين انتاجية السلالات المحلية أو استنباط سلالات جديدة وكذلك للوصول الي طرق تداول للقمح لتقليل الفاقد أثناء الانتاج والنقل والتخزين. وأضافت لابد من استخدام الطرق البيوتكنولوجي في استنباط اصناف جديدة من القمح يتحمل الظروف البيئية المعاكسة. وأضافت أن المحافظة انتجت في اعوام سابقة مايقرب من 15 ألف طن من القمح بواقع 3-4 آردب للفدان وهذه كمية كبيرة. وأشارت إلي أن منطقة وسط سيناء تعتبر وبلا شك من المناطق الهامة بالمحافظة والأمل معقود في أن تصبح سلة الخبز لمصر وتحقق الاكتفاء الذاتي لمصر نظرا لخصوبة التربة بهذه المنطقة. فيما تبذل الجهود حاليا لزراعة منطقة وسط سيناء باستغلال مياة الابار والمياة المتواجدة بسد الروافعة لاستغلاله في الزراعة اما في المجال الصناعي فيقول المهندس المعز شحتة من أبناء سيناء ان سيناء لم تبح بأسرارها فهي تحوي كنوزا وخيرات لأتعد ولاتحصي من المنجنيز, والذهب, والفيروز والرخام والجرانيت والرمال البيضاء والفوسفات والنحاس باعتبارها أهم ثروات شمال سيناء ولايوجد سوي مستثمر واحد أقام صناعات علي خامة واحدة بالرغم من وجود الخامات والطريق القادم للتنمية واشار المهندس المعز شحتة زعرب الي أنه مازالت كنوز سيناء ضائعة حيث إنها لم تستغل حتي الآن علي الوجة الأكمل, كما أنها تواجه العديد من التحديات منها الارهاب الاسود المنتشر بسيناء والذي نامل لان تقضي علية الدولة قريبا فضلا عن وجود5 محميات طبيعية تمنع استغلال الخامات الطبيعية الموجودة بالمناطق الجبلية واستحواذ هيئة التنمية السياحية والزراعية علي مساحات كبيرة من الأراضي داخل كردون المحافظة, بالاضافة الي وجود خامات في مناطق تحتاج لمزيد من الدراسات وخاصة في منطقة جنوبسيناء. وفي النهاية فإن ستقرار الأوضاع الأمنية بسيناء واعلان سيناء منطقة خالية من الإرهاب تعتبر البداية الأولي لاستغلال تلك الثروات الضائعة وتوفير الآلاف من فرص العمل بالإضافة إلي زيادة الدخل الاقتصادي لمصر.