تستمر لليوم الخامس الأزمة الدستورية والسياسية في اليمن التي فرضتها استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي واستقالة الحكومة مما أدي إلي فراغ في السلطة التنفيذية التي تسير البلاد وفي ظل تحكم جماعة أنصار الله الحوثيين علي السلطة الفعلية بعد استيلائهم علي دار الرئاسة وحصار منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي وعدد من الوزراء الجنوبيين والمحسوبين علي حزب الإصلاح خوفا من هروبهم إلي عدن مما قد يزيد الأمور تصعيدا. وحسنا فعل مجلس النواب بعدم عقد جلسته المقررة أمس للبت في استقالة الرئيس ليعطي مهلة جديدة للقوي السياسية للتوصل إلي حل دستوري يقوده المجلس التشريعي بموافقة القوي السياسية لإعطائه قبولا شعبيا ولكن الأحداث علي الأرض أفشلت الاجتماعات التي يقودها جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إثر انسحاب4 أحزاب من تكتل اللقاء المشترك من اجتماع الأمس برعاية ابن عمر بسبب قيام اللجان الشعبية التابعة للحوثيين بضرب المتظاهرين السلميين الذين خرجوا في مظاهرة أمام جامعة صنعاء للتعبير عن رفضهم تواجد الميليشيات الحوثية في صنعاء والمحافظات اليمنية ولما كانت هذه القوي هي التي تنظم المظاهرات فإنها لم تجد أمامها سوي الانسحاب من الاجتماع وألقت بالمسئولية علي الحوثيين وقالوا إنهم رفضوا كل المقترحات لحل الأزمة من خلال إقناع الرئيس بالعدول عن استقالته وأن يرفضها البرلمان. في غضون ذلك, خرج يمنيون الي شوارع العاصمة صنعاء وسط قلق متنام من تواجد الحوثيين في المدينة والاضطرابات السياسية التي أعقبته. وأدي تقدم الحوثيين إلي إثارة أكبر احتجاجات ضد الحركة منذ سبتمبر. وفي إشارة علي اقتراب نفاد صبر الحوثيين قال شهود عيان إنهم لجأوا مجددا الي القوة أمس لتفريق تظاهرة احتجاج علي وجودهم في صنعاء واقتحموا احتجاجا صغيرا أمام جامعة صنعاء وأطلقوا الرصاص في الهواء وألقوا القبض علي ثمانية أشخاص. فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية الي الجامعة نقطة تجمع خصومهم في شمال العاصمة, طارد الحوثيون الاشخاص النادرين الذين تجرأوا علي التجمع في داخل الحرم الجامعي.