تختتم مساء غدا السبت ورشة ميكانيزم العرائس للفنان العالمي برانداجرودنيك من المسرح القومي الأيسلندي, والتي استضافها مسرح القاهرة العرائس علي مدار أسبوعين تقريبا ضمن مشروع الورش الموازية للعرض المسرحي الجندي الصفيح للفنان محمد فوزي, وتحت إشرافد.ناجي شاكر ورعاية قطاع الانتاج الثقافي, ويشهد الختام تقديم الفنانبراندلأحد عروض فنالعرائسمن تصميمهأهداه للمشاركين في الورشة وللجمهور المصري. وشارك براند في مؤتمر فنون الدمي بين التقليد والابتكار الدي عقد علي مدار يومينبقاعة المؤتمرات بالمجلس الاعلي للثقافة علي هامش برنامج الورش, وبالتعاون مع لجنة المسرح بالمجلس وبمشاركة عدد من الفنانين والمهتمين بفن العرائس, واختتمت جلساته بالامس بمناقشة ازمة فن العرائس في مصر وغياب اهتمام الدولة به وتوقف القائمين عليه عند مرحلة متأخرة بدرجة كبيرة عن التطور الذي يشهده هذا الفن في جميع أنحاء العالم, بالاضافة الي عدم توفر الدراسة الأكاديمية والبحثية لفن العرائس. واشار د.ناجي شاكر عن تجربته مع فن العرائس وبدايتهفي الستينات, وسعيه للاستفادة منفن المسرح في أنحاء أوروبا في تطوير عمله مع العرائس, واهتمامه بشكل خاص بالعلاقة بين المتفرج والفنانين او العروسة علي خشبة المسرح ودمج الجانبين في علاقة تفاعلية. وقال المهندس والسينوغراف فادي فوكيه انه علينا الان ان نطرح تساؤلات مهمه عن تطور العروسة والدمية المتحركة, التي توقف بها الزمن في مصر عند تجربة د.ناجي شاكر وعرض الليلة الكبيرة وفكرة العروسة المحاكاة للبشر في تصور كاريكاتيري, التي خدمت العرض وحققت النجاح ولكن ماذا حدث بعد ذلك وما هي مراحل التطور التي انتقلنا اليها؟!, مضيفا ان العروسة تتلخص فيخامة وكتلة وخط تصميم ولا توجد تغيرات حقيقية او تطوير في هذه التفاصيل في فن العرائس المصري منذ سنوات طويلة, لم يمتلك احد الجرأة او الرغبة حتي الآنلتجربة خامة او شكل مختلف وتطوير نماذج العروسة. وقال الفنان محمد نورمدير مسرح القاهرة للعرائس السابق انه كان محظوظا لانه تتلمذ علي يد رواد فن العرائس في مصر وعلي رأسهم د.ناجي شاكر, مشيرا الي انه علي الرغم من ان الدولة كان لها الفضلفي الاهتمامبهذا الفن في1959 وتأسيسفرقة لمسرح العرائس والتي حصلت علي الجائزة الثانية علي مستوي العالم في مهرجان بوخارست للعرائسبعد عامين فقط من تأسيسها بعرض الليلة الكبيرة, فإنها رفعت يدها عنه وتخلت عن دورهامنذ فترة طويلة وتحول فناني العرائس الي موظفين وهو ما اثر سلبيا علي الفن, بالاضافة الي غياب الحركة النقدية الموازيةالتي لابد من توفرها حتي تساهم في تطور هذا الفن. واشار الي ان عرضا اجنبيا حضر لمصر في1959 كان سببا في لفت أنظار الدولة للاهتمام بفن العرائس بينما الآن لا توجد اي فرصة لفناني العرائس تسمح لهم بالاستفادة من الخبراتالأجنبية والتجارب المختلفة في أنحاء العالم, بالاضافة الي غياب الدراسة الأكاديمية تماما وعدم وجود كتب او مراجع علمية تشرح تطوره وتساهم في توسيع أفق الفنانين, مضيفا ان حضور فنان بخبرة برند كان مهما جدا كما انه من المهم تكرار هذه الورش لتحريك المياه الراكدة والنهوض بفن العرائس. واضاف ان احتكار مسرح الدولة لفن العرائس ايضا عامل سلبي ضد مصلحة هذا الفن لغياب المنافسة مشيرا الي ان المنافسة عامل مهم جدا في تطور اي فنلانها تحفز الجميع علي تقديم افضل ما لديهم لتحقيق النجاح, مضيفا انه علي الرغم من تحقيق مسرح القاهرة للعرائس للإيرادات نظرا لحب الناس لهذا الفن والذي من المفترض ان يدفع الفنانين لبذل مجهود واحترام الجمهور وتقديمافضل ما لديهم الا ان هذا لا يحدث مع الأسف والأعمال التي تقدم اقل من المستوي الفكري والنفسي والاجتماعي للجمهور. وعلق براند اجرودنيك قائلا إنه لا يعتبر هذه المناقشة مؤشر أزمةاومشكلة بقدر ما هي تحدي لفناني العرائس عليهم مواجهته, مضيفا ان فن العرائس في ظاهره بسيط ولكن هناك وجهين لكل عملة, فالفن الذي ولد داخل غرفة أطفال ثم وجد طريقه للدين ثم الي مسارح الدولة هو فن غير محدد وهو ما يشكل صعوبة في التعامل معه علي عكس باقي الفنون الاخري. واضاف ان اي شخص يستطيع ان يحمل عروسة وينزل بها للشارع ويجذب الجمهور اليه وهذا ليس عيبا ولكن نظرة الاستسهال هذه تجعل محركي العرائس كسالي لا يسعون لتطوير انفسهم والإمعان في التفكير والعمل باجتهاد للوصول لافضل عروسة علي المستوي الفني والتقني وطالما ان الجمهور يسعد بأبسط الصور لماذا يجهد نفسه ثلاثة اشهرفي تصميم مفصلة واحدة لعروسة, مضيفا ان تطوير فن العرائس يحتاج لشغف واجتهاد وتحدي الفنانين لأنفسهم. واشار الي انه ليس شرطا ان يستخدم فنان العرائس خامات معقدة لكي يكون فنانا متميزا ولكن بناء العروسة لابد ان يخدم المجتمع لان هذا دور الفن, واستخدام الخامة لابد ان يكون له هدف يخدم الفكرة التي يريد التعبير عنها مضيفا ان افضل عرض شاهده استخدم فيه الفنانون البيض كبديل للعروسة ووصلت الفكرة بمنتهي الروعة والسلاسةللجمهور والتي عبرت عن هشاشة الحياة بطريقة بسيطة جدا وممتعة في نفس الوقت, ولكن في نفس الوقت جودتها تثبت ان صناعها بحثوا ودرسوا كثيرا عن التنفس والحركة والدراما قبل تقديم العرض. واكد ان فن العرائس بالفعل يفتقد للكتب والدراسات الأكاديمية التي تساهم في فهمه وتطويره وأنها مشكلة عامة علي مستوي العالم, ويزيد من هذه المشكلة سواء في مصر او غيرها من الدول وفاة عدد من الفنانين الكبار دون ان ينقلو خبرتهم الفنية لأجيال أخري, مشيرا الي مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك الآن مفيدة في خلق حلقات تواصل بين الفنانين في أنحاء العالم لتبادل الخبرات. واقترح اجراء بعض الخطوات لتطوير فن العرائس في مصر ومنها التأسيس لدراسة أكاديمية والسعي لتنظيم مهرجان يهتم بالفن ويتعرف من خلاله الفنانين علي تجارب مختلفة, بالاضافة الي فكرة تنظيم عروض مشتركة يقدم فيها كل فنان عرض عرائس قصيرا لا يتعدي10 دقائق لتوسيع دائرة فن العرائس والتشجيع علي الاهتمام به.