بداية أرفع تهنئة من القلب إلي كل مسيحي ومسيحية من أبناء مصر أشقائنا في دمائنا وإخوتنا في عروبتنا بمناسبة حلول عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام. أشقاؤنا في الوطن أقسم لكم بالله أنه لا يوجد في تعاليم الإسلام ما يمنعنا من تهنئتكم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام, ولكنها فتاوي الجهال الذين ينتسبون للإسلام إسما والإسلام ونبي الإسلام منهم ومن آرائهم ومن أفعالهم بريء. والحق أن الاحتفال بميلاد نبي الله عيسي عليه السلام هو احتفال للبشرية بجميع أطيافها واحتفال خاص بنا نحن المصريين, وكيف لا وقد شرفت الأرض المصرية بقدوم نبي الله عيسي عليه السلام, وأمه البتول الطاهرة المطهرة فكان قدومهما إلي الأراضي المصرية نورا تشرف به مصر جيلا بعد جيل إلي أن يرث الله عز وجل الأرض وما عليها. وإني أدعو كل مسلم ومسلمة علي أرض مصر أن يحتفلوا بميلاد نبي الله عيسي عليه السلام, وأن يهنئوا أشقاء الوطن بميلاد معجزة الله علي الأرض نبي الله عيسي عليه السلام. وأقول للجهلاء الذين ينتمون للإسلام اسما ألم يصم النبي صلي الله عليه وسلم مع يهود المدينة حينما علم منهم أن ذاك اليوم نجي الله عز وجل فيه نبي الله موسي من فرعون, وظل صيام هذا اليوم ثابتا من فعل وقول النبي صلي الله عليه وسلم حتي وقتنا هذا أم أنكم لا تعلمون ذلك. وليكن معلوما لكل مسلم أن تهنئة الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد واجب وطني علي كل مسلم ومسلمة, وأمر لازم من الناحية الشرعية فنحن كمسلمين أمرنا الله عز وجل ألا نفرق بين أحد من رسل الله قاطبة فقال سبحانه وتعالي في أعظم آيات سور القرآن الكريم, وهي خواتيم سورة البقرة( لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير). وقد خاطب الله عز وجل كل من شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يعلنوا إيمانهم بجميع أنبياء الله قاطبة بقوله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). بل الأكثر من ذلك أن الله عز وجل لم يكتف بذلك بل أمر نبي الرحمة في آية أخري أن يقول هو أيضا ويعلن إيمانه بالله وبرسل الله قاطبة فقال سبحانه وتعالي في محكم التنزيل: قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). ولكن أولئك الجهال عمت قلوبهم عن هذه الأدلة وغيرها وطمس علي قلوبهم فهم لا يفقهون. وعلي الرغم من هذه الأدلة وغيرها التي لا يمكن سردها في هذا المقال. ومن هنا أعلن لأشقاء الوطن من الإخوة المسيحيين علي امتداد الأراضي المصرية اعتزازنا نحن كمسلمين بسيدنا عيسي عليه السلام وافتخارنا بعيد مولده فكل عام وأنتم بكل خير وسعادة وليحفظ الله مصر.