قال الله عز وجل :( إذ قال الله يا عيسي ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلي والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتي بإذني...) الآية011 من سورة المائدة. تكريم قرآني, اصطفاء رباني, لعابد متبتل لله عز وجل بهي الطلعة, تحفه هالات من الخشوع والورع والزهد, تعطرت بلدته( الناصرة) بإقليم الجليل, وتعطرت الأجواء, بدعوته إلي مملكة الله القائمة علي خلاص الروح وتطهير الجسد من الأدران دون تنكر لما سلف فقد قال عليه السلام : لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقص بل لأكمل متي إصحاح5, عدد7, داعيا إلي الإخاء الإنساني والتسامح العالمي في أسمي الصور والمثل سمعتم أنه قيل فلتحب قريبك وتبغض عدوك, أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا من أجلهم متي إصحاح5 عدد34, اعتني ببسطاء الناس وأهل البلاء منهم فواساهم وطيب خواطرهم وخفف همومهم وغمومهم بعظات الرحمة( ولما رأي الجموع صعد إلي الجبل فلما جلس تقدم إليه تلاميذه قال: طوبي للمساكين بالروح, طوبي للجياع والعطاشي إلي البر لأنهم يشبعون, طوبي للحزاني, طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. طوبي للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات, طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله متي إصحاح5 عدد1:.21 ناصره أنقياء أتقياء دعوا بالحواريين, وذهب إلي بيت المقدس لتصحيح مفاهيم حيث يبشر بملكوت السماء علي خلاف ما كان القوم يطمحون إليه( مملكة إسرائيل)!!. وأخذ يدعو إلي العلم والمعرفة( أنتم نور العلم فعلي المؤمنين أن يتدبروا ذلك, فليضئ نوركم هذا قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنة) متي عدد61, ومضي يصحح ما علق بوصايا من قبله من إهمال وتحريف ونقصان, ويعلن الكرامة الإنسانية في أبهي صورها وقاوم نوازع الشرور الباطنة والظاهرة, ورسم سبل التطهير والسمو والارتقاء بقربات عبادية وعطاءات سلوكية, وأعلن بطلان ما تفتقت عنه عقول حاخامات وكهان وما تقول به الكتبة الفريسيون وما يدعيه الصودوقيون من الباطل والظلم( ويل لكم أيها الكتبة الفريسيون المراءون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلوا أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون) متي إصحاح32 عدد31:.41 وواجه اتهامات الظلمة عباد الذهب والفضة ومؤامراتهم وأباطيلهم وإشاعاتهم وتخرصاتهم بثبات وصلابة ليقينه أنه علي الحق المبين, وتحمل وعاني من غلاظ القلوب تجار الدنيا عبيد الشيطان أسري اللذة الجسدية الفانية ما تنوء بحمله الجبال, وقاسي وشايات واتهامات متعددة متنوعة. وغادر الدنيا تاركا تراثا من الهدي والنور والسلام( سلاما اترك لكم, وسلامي أعطيكم) سيدي المسيح: يا صاحب السجية الطاهرة والسيرة العطرة سلام عليك في علياء السماء, والعالم بانتظار مجيئك في آخر الزمان لتقضي علي مفاسد وتنصف مظالم. أتباعك والمنسوبون إليك في حبات عيون إخوتهم المسلمين فقد كرمهم الله تعالي في قرآنه المجيد:( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون(311) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين) الآية311 وما بعدها من سورة آل عمران واحترام شريعتهم( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلي الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) الآية84 من سورة المائدة ووهبهم التسامح والعطف:( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) الآية72 من سورة الحديد وأمرهم بالاحتكام إلي الإنجيل:( وقفينا علي آثارهم بعيسي ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدي ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدي وموعظة للمتقين)(64) وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) الآية64 وما بعدها من سورة المائدة ويحظي مسيحيو مصر الكنانة بعناية خاصة من نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم : إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لكم فيهم نسبا وصهرا الطبراني الكبير رقم.007 في يوم مولدك نهنئ أنفسنا وشركاء وطننا والإنسانية جمعاء متضرعين إلي الله تبارك وتعالي إرساء الأمن والأمان والسلم والسلام. وسلام علي سيدنا المسيح وآله وحوارييه وسلام لأتباعه إلي يوم الدين.