علي الطرف الآخر كان الاستاذ منتصر محمد رئيس قصر ثقافة الفيوم يرجو ان اقبل دعوة المحافظة وقصرها الثقافي لحضور الحفل الذي سيقيمه العضو تكريما للإذاعة. قصر الثقافة فقد كان مزادنا بلوحات تحمل اسماء الإذاعيين وبرامجهم الإذاعية كما كان هناك عرض صحفي لما نشر في المجلات والصحف. كما هو معلوم فإن الإذاعة المصرية احتفلت في مايو من العام الماضي بيوبيلها الماسي عندما اكملت من العمر خمسة وسبعين عاما ومر الاحتفال كما مر غيره من قبل حيث الإذاعة وحدها هي التي تحتفل بعيدها دون ان تقدم لها اي من الهيئات الأخري اي لون من الاحتفال ولو حتي بسطر او سطرين في باب الاجتماعيات بالصحف السيارة, في حين إن الإذاعة تقوم بواجبها في مشاركة تلك الهيئات في احتفالاتها وتلتقي بالمسئولين فيها بل ان مجرد ريبورتاج اذاعي عن نشاط تلك الهيئات اعتبره احتفاء وتكريما لها تقدمه الإذاعة معتبرة ان هذا من واجبها, وهو كذلك ونحن الإذاعيين راضون بهذا الوضع فنحن لا نريد جزاء او شكورا من احد وانما الجزاء من عند المولي عزوجل, أقول ذلك لأن المفاجأة حدثت في شهر ديسمبر الماضي, وأقول مفاجأة لأنها الأولي من نوعها عندما رن جرس الهاتف المحمول وأنا في قريتي بصعيد مصر وعلي الطرف الآخر كان الاستاذ منتصر محمد رئيس قصر ثقافة الفيوم يرجو ان اقبل دعوة المحافظة وقصرها الثقافي لحضور الحفل الذي سيقيمه العضو تكريما للإذاعة بمناسبة عيدها الماسي, حقيقة كان وقع المكالمة الهاتفية جميلا علي القلب والنفس فقبلت الدعوة علي الفور خاصة وانها كانت ستتم عقب عودتي من الصعيد إلي القاهرة, وعلي مدي اسبوعين قبل اقامة الحفل كانت تليفونات العاملين بقصر الثقافة تلاحقني وتذكرني بالموعد المحدد للحفل وهو الثلاثون من ديسمبر سنة2009 وقال لي الاستاذ منتصر إنه دعا الإذاعي الرائد والشاعر الكبير الاستاذ فاروق شوشة الذي قبل الدعوة شاكرا كما أن الدعوة وجهت لرئيسة الإذاعة السيدة انتصار شلبي وان كانت مشاغلها قد حالت دون السفر إلي الفيوم, وجاءت سيارة من محافظة الفيوم حملتني والزميل فاروق شوشة ظهر يوم الاحتفال وكانت هناك سيارة اخري قامت بنقل بعض ابناء الإذاعة إسماعيل الششتاوي رئيس شبكة الاقليميات ونائبه والإذاعية سهير الباشا رئيسة شبكة الشباب والرياضية وايضا رئيس شبكة الموجهات كانت قد مضت سنوات طويلة عديدة منذ آخر زيارة للفيوم فقد كانت قبل نصف قرن عندما اذاعت من أحد مساجد مدينة الفيوم شعائرصلاة الجمعة وكان الخطيب في ذاك اليوم فضيلة المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري خطيب الثورة ووزير الأوقاف وما أبعد الفرق بين ما كانت عليه مدينة الفيوم وما هي عليه الآن, الشوارع الآن متسعة ومضاءة بقوة والأشجار والزهور علي جانبي الطريق والنظافة واخده حدها استضافتنا المحافظة في فندق يطل علي البحيرة جميل وهاديء ونظيف وفي المساء كان الحفل الرائع الجميل والذي زاده بهاء احتفاء محافظ عظيم بضيوفه الاذاعيين الاستاذ الدكتور جلال سعيد مصطفي وهو رجل باسم كريم استقبلنا في مكتبه مرحبا وساردا لحكايات اذاعية جميلة استرجعتها ذاكرته منذ أن وعاها وهو صغير يحدث عن برامج عبد الوهاب يوسف وبابا شارو والمشري وحافظ عبدالوهاب وتحدث عن احاديث السهرة للاساطين طه حسين والعقاد وأبوحديد وتحدث عن الاصوات الجميلة التي ملأت الأثير بتغريدها اما قصر الثقافة فقد كان مزادنا بلوحات تحمل اسماء الإذاعيين وبرامجهم الإذاعية كما كان هناك عرض صحفي لما نشر في المجلات والصحف منذ اكثر من ستين عاما محتويا علي أخبار الإذاعة والإذاعيين, وتفنن الاستاذ منتصر مدير القصر في تقديم لوحات موسيقية عزفتها فرقة الموسيقي العربية التابعة للقصر وجميع عازفيها وقائدها من ابناء الفيوم, وقدمت الفرقة بأصوات مطربيها وافراد كورسها عديدا من برامج الإذاعة وصورها الغنائية الدندرمة, الجوز الخيل, أغاني طلب وقنديل وعبدالغني السيد, حقيقة كان حفلا بازخا شاهده العديد من أبناء الفيوم الذين ضاقت بهم كراسي الصالة فجاءوا بكراسي وضعوها في الممرات وعلي الأجناب ولولا ان الفيوم يقودها محافظ مثقف وبها قصر ثقافة نشط ومليء بالحيوية لما كان الاحتفاء بالإذاعة الفيوم بتكريمها للإذاعة. تعطي الدلالة علي انها محافظة منفردة وبلا نظير.