لم يكن ينتظر أحد في ظل انتشار الفضائيات وسيطرتها علي الاشكال الاعلامية ان تعيد الاذاعة انطلاقها من جديد, لكن عام2010 شهد اطلاق شبكة راديو النيل بالاضافة إلي عشرات الطلبات التي تتلقاها وزارة الاعلام من القطاع الخاص للحصول علي موجةFm من أجل اطلاق اذاعات جديدة, بل أن العديد من نجوم الدراما أصبحوا حريصين علي أن تكون لهم أعمال علي اثير الاذاعة كل عام وهو ما شهدته الاذاعة المصرية, كما أن الاذاعة المصرية بدأت خلال عام2010 منظومة من التطوير والتحديث بعد سنوات من التجاهل, بالاضافة إلي الاذاعات التي بدأت تنتشر علي شبكة الانترنت. وكان أهم الاحداث الاذاعية هو اطلاق شبكة راديو النيلNRN والتي أنطلقت في شهر يوليو الماضي, وهي شبكة اقليمية تضم عددا من الاذاعات المتخصصة علي غرار شبكة تليفزيون النيل, ومن المقرر أن يتم ضمها إليntn فيما بعد حال تحويلها إلي شركة مساهمة يشارك فيها القطاع الخاص, ويتولي الاشراف علي الشبكة الجديدة الاذاعي طارق أبو السعود, وذلك بالاضافة إلي اشرافه علي إذاعة راديو مصر الاخبارية التي تم ضمها أخيرا إلي مركز أخبار مصر. وتضم الشبكة الجديدة أربع اذاعات متخصصة جديدة, هي إذاعة الدراما وهي إذاعة متخصصة في الدراما الاذاعية تبث علي مدار اليوم وتعرض مجموعة من أحدث المسلسلات الاذاعية إلي جانب كلاسيكيات الدراما الاذاعية ويتولي مهمة الاشراف عليها الاذاعي ايهاب منير. أما الثانية فهي إذاعة النيل كوميدي التي ستتخصص في اذاعة المواد الكوميدية ويقوم الاذاعي أحمد فتح الله بمهمة الأشراف عليها. وإذاعة حنين التي تتولي الإشراف عليها نجلاء الغنام. كما شهد التطوير إلغاء عدد من الاذاعات هي شبكة الاذاعات المتخصصة التي كانت تضم اذاعة الكبار واذاعة الأغاني التي تم ضمها إلي شبكة راديو النيل, وإذاعة الأخبار بعد أن تم ضمها إلي مركز أخبار مصر, وشبكة الاذاعات الثقافية التي كانت تضم إذاعة البرنامج الثقافي والبرنامج الأوروبي, وتم الابقاء علي إذاعة البرنامج الثقافي, وكذلك إذاعة وادي النيل التي كانت تتبع شبكة إذاعة صوت العرب. هذا إلي جانب إذاعتي ميجا إف ام, و راديو هيتس, حيث جاءت الاخيرة لجذب قطاع الشباب, وعرض الأغاني والمواد التي تناسب أعمارهم, أما ميجا اف ام فجاءت في شريحة الكبار وتقدم الأغاني والمواد التي تناسب مراحلهم العمرية. أما فيما يخص الاذاعات الخاصة فشهدت هي الأخري نشاطا ملحوظا, فبالرغم من النجاح المحدود الذي حققته بعض الإذاعات الخاصة مثل رحاب إف إم المملوكة للفنان حميد الشاعري, ومحطة مصر المملوكة للإعلامي أسامة منير, وغيرهما من الاذاعات المستقلة مثل حريتنا و أرابيسك, الا أن رغبة البعض في امتلاك إذاعة خاصة به علي الانترنت, وقلة تكلفتها جعلت الأمر متاحا للكثيرين, وكان علي رأسهم الفنان عمرو دياب والذي أطلق إذاعته الخاصة علي الانترنت وتحمل اسم دياب إف إم وقد خرجت الإذاعة إلي النور في شهر يوليو2010 بعد فترة طويلة من التأجيلات, وقد قرر دياب عمل مسابقة لاختيار أفضل المذيعين والذين وصلوا في النهاية إلي عشرة فقط من بين مئات المتقدمين, كما سمي كل البرامج الموجودة في الاذاعة بأسماء أغانيه التي غناها علي مدار مشواره الغنائي. كما شهد هذا العام إنطلاق راديو محطة مصر شعبي وهو النسخة الشعبية من راديو محطة مصر المملوك لأسامة منير, الذي قرر أن يطلق إذاعة أخري خاصة بالأغاني الشعبية فقط في شهر نوفمبر2010, وسوف تتولي إذاعة الأغاني الشعبية فقط والتي انتشرت بقوة في الفترة الماضية. ومع ازدياد عدد اذاعات الأغاني والمنافسة الشديدة بينها, وهو الأمر الذي بدأ يسحب جماهير اذاعة نجومfm إلي بعض الاذاعات الاخري التي لعبت علي نفس المضمون وهو الاغاني والبرامج الشبابية, مما دفع نجومfm لإجراء تطوير لأول مرة منذ اطلاقها في البرامج, بل وإجراء مسابقات لاكتشاف مطربين ومذيعين, وهو ما يسهم في تعويض ما افتقدته من قاعدة الشباب الراعي الرئيسي لهذه الاذاعة, كما قامت بإعلان ذلك لأول مرة أيضا في مؤتمر صحفي, مما جعل البعض يشعر بأن الاذاعة الاشهر باتت تحارب من أجل البقاء علي القمة. من جانبه رأي الإعلامي فهمي عمر رئيس الإذاعة السابق إن الإذاعة المصرية قد حققت تميزا وتوهجا بصورة واضحة وملموسة خلال عام2010 وأعتقد أن ذلك تمثل في كم الجوائز التي حصدتها في مهرجان الإعلام العربي. وأضاف فهمي عمر قائلا أعتقد أن السر وراء هذا التميز هو الفكرة التي ابتكرتها الإعلامية انتصار شلبي رئيسة الإذاعة حينما رصدت مبالغ مالية وضاعفها رئيس الاتحاد من أجل الابداع الاذاعي الاذاعيون يبدعون, وقد أثمرت هذه الفكرة نتاجها وجعلت الاذاعيين يتنافسون من أجل التجويد وكذلك الدعم المعنوي الذي يقام لهم خلال حفل كبير في ستديو46 بالاضافة للجائزة. واستكمل فهمي عمر قائلا هذا الي جانب ان الاذاعة قد حققت المزيد من السبق في المعركة الانتخابية, وكان لها السبق في إعطاء معلومات لحظية عن سير المعركة من شبكة كبيرة من المراسلين حيث هناك عشر اذاعات اقليمية وكل اذاعة لها ابناؤها المنتشرون فكنت تري ما يحدث في القرية والنجع, لدرجة أعطت صورة جيدة وكان لها تميز أكثر من التليفزيون. هذا بالاضافة إلي البحث عن المواهب في كل قرية في مصر حيث تم اكتشاف أربعة قراء اثنان من القناة, واثنان من شمال الصعيد, هذا بالاضافة إلي اثنين من المبتهلين لذلك فهو كان عاما متميزا وايجابيا. أما الإعلامي أمين بسيوني رئيس مجلس إدارة النايل سات فقد رأي أن الإعلام المصري قد شهد تطورا كبيرا في2010 سواء كان إذاعيا أو تليفزيونيا, حيث أصبحت الإذاعة والتليفزيون يضاعفان جهدهما من أجل المنافسة مع الإعلام الفضائي. وأشار بسيوني إلي أن الإعلام حاليا أصبح يتخذ عدة أشكال مختلفة وهو ما يصعب المهمة, حيث بات يتخذ مواقع مختلفة مثل الانترنت والذي ذهبت إليه كل وسائل الإعلام بما في ذلك الصحف, ولذلك أصبح الأمر متاحا لوجود العديد من الاذاعات علي الانترنت, وكذلك القنوات التليفزيونية. واستكمل بسيوني قائلا لكي في النهاية مازال الإعلام المصري بما لديه من ثراء يستطيع ان ينافس علي القمة, وأن يجدد دماءه للاحتفاظ بثرائه وتراثه, كما يجب أن نعلم أنه إذا كثرت العروض أمام المشاهد فإن من سينجح هو الأجود أما الإثارة فتجذب المشاهدين إلي حين.