اشتهر عرفان بلقب الضبع ينتمي لأسرة بسيطة محدودة الدخل حرص والده علي تربية أشقائه وتنشئتهم وفق العادات والتقاليد الريفية التي تحافظ علي العلاقة الطيبة مع الأهل والجيران وكسب المال الحلال بالجهد وبذل العرق في العمل لكن عندما اشتد عوده ووصل لمرحلة المراهقة بدأ يتغير تماما بعد أن تعرف علي أصدقاء السوء في الجلسات الليلية التي جمعته بهم واستمع للجرائم التي نفذوها والعائد المادي الوفير الناتج عنها وكيفية تبدل أحوالهم من الفقر المدقع للثراء الفاحش, وقتها لعب الشيطان في رأسه ووافق علي الانضمام لتشكيل عصابي للسطو المسلح يضم البعض منهم واصطحبوه معهم في أول واقعة ينفذها وأدي الدور المطلوب منه علي الوجه الأكمل وتوالت العمليات وشعر بالتحول التام في حياته المعيشية وانتفخت جيوبه بالمال الحرام ودعا شقيقه الأكبر عدي للعمل معه حتي يكون سندا له في العصابة ويضمن الحصول علي حصته المادية عند توزيع الغنائم واتسعت دائرة نشاطهما الإجرامي ونجوا في إشاعة الرعب داخل الأماكن التي يترددون عليها وتخصصوا في سرقة سيارات الملاكي والنقل علي الطرق الزراعية والصحراوية بالإكراه والتفاوض مع ضحاياهم لإعادتها نظير سداد فدية تحدد حسب مزاجهم فضلا عن السطو علي محال الذهب والفضة في أوقات مختلفة من النهار والليل وسلب ما بها من بضاعة وسقط عرفان في إحدي الجرائم وقضي بسببها عدة سنوات خلف الأسوار الحديدية وخرج عقب تنفيذ العقوبة واختفي عن الأنظار وظل يدرس بدقة تكوين عصابة جديدة يتزعمها بشرط أن يساعده شقيقه وأن يعاود الاثنان نشاطهما في مجال السرقة بالإكراه لأنه الأفضل بالنسبة لهما. ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم وأخيه لاسيما وأنه صادر ضده حكم بالمؤبد في قضية سطو مسلح ارتكبها في أبو صوير وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد رصد تحركاته والأشخاص الذين يتعامل معهم تم استهدافه في منطقة جبلية وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة لهما عن وجود عناصر إجرامية مطلوبة في أحكام جنائية مختلفة تحاول ارتكاب وقائع جديدة في نشاط السرقة بالإكراه والاتجار في المواد المخدرة وغيرها من أفعال خارجة علي القانون. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمين حسام حسن مفتش المباحث الجنائية ومحمود رحيل رئيس مباحث القصاصين. ودلت التحريات أن المدعو عرفان الشهير بلقب الضبع30 سنة عاطل يسكن في عزبة الوابورات سبق اتهامه في عدة قضايا دخل في إحداها السجن وأمضي8 سنوات وخرج في عام2012 وشيد مسكنا فاخرا من ثلاثة طوابق بالمال الحرام الذي جمعه من قبل واختفي داخله بعد أن تزوج مرتين هربا من حكم آخر بالمؤبد صادر ضده تحت رقم6209 لسنة2013 وظلت علاقته بشقيقه الأكبر عدي جيدة للغاية نتيجة حرص الأخير علي مساعدته ماديا وأضافت التحريات أن المتهم اتفق مع أخيه أن يعود لنشاطه الإجرامي من جديد عقب الاستعانة بعدد من الأصدقاء سيئي السمعة الذين يعرفهم جيدا ويثق في قدراتهم لكي يقوموا بالسطو علي السيارات ومحال الصاغة تحت تهديد الأسلحة النارية وأشارت التحريات إلي أن الضبع بدأ يعقد اجتماعاته مع رفاقه الجدد في منطقة حلوش الجبل لتوزيع الأدوار بينهم لبدء العمليات الإجرامية. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المواقع التي يفضل الذهاب إليها المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت معلومة إليهم عن ذهابه للمكان الذي يتجمعون به وأسرعوا نحوه ونصبوا كمينا له وأمسكوا به وحاول الهرب من بين أيديهم لكنهم شلوا حركته واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وهو في ذهول تام وبمواجهته بالحكم الصادر ضده اعترف به وأرشد عن أنصاره وبعرضه علي محمد القزاز وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد يوسف رئيس نيابة التل الذي أحاله لمحبسه لقضاء مدة عقوبته الجنائية بالسجن25 سنة.