تنقل بين مؤلفات عدة باحثين ومفكرين, وطالت سطور تلك الكتب مختلف التخصصات حتي تجاوزت آفاق العصر الأمريكي وعاود حواره المكتوب مع التميز في الكلمة والفكرة التي جعلته يتجاوز الحدود الفاصلة للتساؤلات كافة في المنطقة حتي جاء السراب متميزا في فكرته, ومميزا في طرحه للواقع ومتناولا بدقة الخبير والباحث كل ما يتعلق بالجماعات المتطرفة.. تسويق الأوهام وملازمة الفشل. والسراب هو الكتاب الذي يطل من نافذته المفكر العربي الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات وجامعة ويسكونسن علي الواقع الراهن الذي يحاصر المنطقة بمخالب من التاريخ وسهام من الحاضر ومخاوف مستقبلية بلا حدود, وهو موضوع الندوة التي تعقدها مؤسسة الأهرام اليوم برعاية الأستاذ أحمد النجار رئيس مجلس الإدارة, وبحضور الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة ونخبة من المثقفين والكتاب والاعلاميين. والسراب كما يقدمه المفكر الدكتور جمال سند السويدي يبدأ برصد التاريخ حيث انتشار ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب الفكري والمادي, من خلال العصابات والفرق والتنظيمات المعروفة بالانحراف والتطرف, وإن اختلفت الأسماء وتعددت الأشكال, وينتهي بالفشل لعزلته الفكرية, وانغلاقها علي ذاتها وعجزها عن التطلع إلي أفضلية في أي منحي من مناحي الحياة. ويعد الكتاب إضافة نوعية متميزة للمكتبة العربية فيما يتعلق بالجماعات الدينية السياسية, إذ يعكس إسهامات الدكتور جمال السويدي العلمية العديدة ودراساته المنهجية المعمقة, في القضايا العربية والعالمية, ورؤيته الاستشرافية للمتغيرات والتحولات علي المستويين العربي والدولي, وهذه الإسهامات والرؤي تجدها في كتابيه آفاق العصر الأميركي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلي الفيسبوك. ويمثل الكتاب جرس إنذار من خطورة الأفكار والجماعات المتطرفة التي باتت تهدد دول المنطقة والعالم بأسره, إذ يحاول الكتاب عبر فصوله السبعة وابوابة الأربعة أن يرصد بمنهجية رصينة تاريخ وحاضر الحركات الدينية السياسية, إذ يحلل مفهوم الإسلام السياسي, والعلاقة التاريخية بين الدين والسياسة, كما يتناول تأصيلا لطبيعة وأفكار الجماعات الدينية السياسية مثل الإخوان, والسلفيين, والسروريين, والتنظيمات الجهادية. وتناقش الندوة ما قدمه المؤلف من إجابات علي أسئلة مفصلية طالما شغلت كل المهتمين بظاهرة الإسلام السياسي ومستقبل الشعوب العربية والإسلامية من قبل لماذا استطاع الغرب فصل الدين عن السياسة بينما سعت الجماعات الدينية السياسية في المنطقة لاستغلال الدين مدعية أنها تحتكر تفسير الدين, ولماذا فشلت تجارب تلك الجماعات في بناء إجماع وطني في دولها أو في المساهمة في عملية التحديث في تلك الدول.