شهدت الدورة الخامسة و العشرين لأيام قرطاج السينمائية جدلا كبيرا وشدا وجذبا بين بعض السينمائيين التونسيين وبين ادارة المهرجان, وذلك بسبب استبعاد عدد من الافلام التونسية من المشاركة في هذه الدورة واختيار فيلم واحد للمشاركة في المسابقة الرسمية رغم وجود مايقرب من15 فيلما روائيا طويلا إنتاج هذا العام والعام السابق وحوالي25 فيلما تسجيليا وروائيا قصيرا وهو ما اعتبره السينمائيون مؤامرة علي السينما والسينمائيين التونسيين من جانب اللجنة التي قامت بالاختيار, مشيرين الي أن البلد المنظم لهذه المظاهرة السينمائية العريقة والتي هي أقدم حدث سينمائي في الوطن العربي وأفريقيا لابد وأن تحظي بحظوظ أوفر لخوض مثل هذه المسابقات الهامة التي من شأنها أن تفتح الباب بشكل أكبر للتعريف بالأعمال التونسية علي الصعيدين العربي والإفريقي. عقدت النقابة الوطنية لمنتجي الأفلام الطويلة بتونس اجتماعا بالمركز الثقافي الجامعي أعلنت فيه رفضها واستنكارها لهذا الموقف الذي اعتبرته موجها ضد السينمائيين وصناعة السينما التونسية, مؤكدين أن أيام قرطاج السينمائية الهدف الأساسي منها هو تكريم ودعم ومساندة السينمائيين التونسيين, خاصة أن هذه الدورة ال25 اهتمت بتكريم المخرج الطيب شريعة أبو السينما التونسية و مؤسس مهرجان قرطاج السينمائي.. ومن جانبه قال المخرج التونسي الحبيب المستيري إن عملية اختيار الأفلام هذا العام شابها العديد من علامات الاستفهام حول معايير الاختيار.. مشيرا الي أن درة بوشوشة رئيسة المهرجان رفضت إقامة سوق للأفلام التونسية ضمن فعاليات هذه الدورة بحجة ضعف الامكانيات المالية هذا العام. وأوضح المستيري أن المهرجان بهذا الموقف يكون قد حاد عن هدفه الأساسي وهو مساندة السينمائيين وتوزيع أعمالهم خلال المهرجان.. وأضاف المخرج و المنتج مصطفي طيب أن الفيلم التونسي القصير غائب في هذه الدورة رغم أنه يصعب تسويقه الا من خلال أيام قرطاج باعتباره أكبر وأعرق مهرجان سينمائي في تونس ويحضره مئات السينمائيين والموزعين من مختلف دول العالم.. وبعد تصعيد الموقف بين السينمائيين وادارة المهرجان نظمت النقابة الوطنية لمنتجي الأفلام الطويلة ابتداء من أمس أسبوع الفيلم التونسي بالتوازي مع أيام قرطاج السينمائية كنوع من التحدي تحت شعار تحيا السينما التونسية وسوف يستمرحتي يوم6 ديسمبر الجاري بالمركز الثقافي الجامعي, وسيعرض خلال الأسبوع العديد من الأفلام و منها الميناء للمخرج حسان العامري, الشهيد السعيد اخراج الحبيب المستيري, طفل الشمس للطيب الوحيشي, وفيلم الأستاذ للمخرجة انتصار بلعيد.. وتواصل أيام قرطاج السينمائية عروضها وفعالياتها وسط حضور فني و جماهيري كبير_ كان غائبا عن الدورة السابقة للظروف السياسية التي مرت بها تونس علي مدي4 سنوات بسبب ثورات الربيع العربي_ حيث عرض الفيلم المغربي هم الكلاب ضمن المسابقة الرسمية سيناريو واخراج هشام العسري, ويتناول الفيلم قصة رجل مسن يخرج من السجن بعد30 عاما من اعتقاله أثناء أحداث الخبز التي وقعت بالمغرب, ليجد نفسه يواجه المجهول, فيحاول التأقلم مع واقعه الجديد والتطورات التي شهدها المجتمع المغربي خلال السنوات الماضية.. كما عرض الفيلم الجزائري الوهراني للمخرج الياس سالم, والذي حاز اعجاب الجمهور والنقاد, وتقع أحداث الفيلم في السنوات الأولي التي تلت استقلال الجزائر, فنجد الصديقان جعفر و حميد ينتظرهما مستقبل زاهر في جزائر حرة, الا أن الخيانة تفرقهما و تطيح بمستقبلهما.. ومن العراق عرض فيلم قبل تساقط الثلوج اخراج هشام زمان, وهو الفيلم الطويل الأول له, ويتناول قصة طفل يتم وضعه في كيس بلاستيك ليتم تهريبه خراج البلاد داخل شاحنة لنقل البترول هربا وخوفا من الأحداث المتفجرة في العراق حاليا.