تعيش العاصمة التونسية حالة من الحراك السينمائي والفني والثقافي التي بعثها مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الخامسة والعشرين, ومع الاحتفال باليوبيل الفضي لأقدم مهرجان سينمائي في افريقيا والعالم العربي, والذي تأتي دورته هذا العام في ظروف سياسية وتاريخية مختلفة. حيث ينتظر كل الشعب التونسي نتيجة الاعادة للانتخابات الرئاسية والتي سيتوقف عليها مستقبل تونس خلال السنوات المقبلة, الا أن الجمهور التونسي العاشق للفنون بالفطرة وخاصة الفن السابع يعيش حالة من الانتعاش السينمائي والجدل الفني, الي جانب حالة الترقب السياسي, والتي تستمر حتي السادس من ديسمبر الحالي بمشاركة أفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقيةجاءت من44 دولةعربية وإفريقية وأجنبية لتتنافس للحصول علي التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية. وفي اطار منافسات المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة شهد العرض الأول للفيلم المصري ديكور في حضور مخرجه أحمد عبد الله وبطلته حورية فرغلي اقبالا جماهيريا هائلا بقاعة المسرح البلدي, وتحول شارع الحبيب بورقيبة الذي تقع فيه قاعة العرض الي مظاهرة حب وتأييد لكل ماهو مصري, حتي أن حركة المرور في هذا الشارع الرئيسي قد توقفت تماما طوال مدة عرض الفيلم الذي يتنافس علي جائزة التانيت الذهبي.. وقد أشاد الجمهور والنقاد بفيلم ديكور بأداء أبطاله حورية فرغلي وماجد الكدواني الذي اعتذر عن الحضور لانشغاله بتصوير عمل جديد, والذي تدور أحداثه حول مها التي عشقت السينما من خلال عملها كمهندسة ديكور, حتي أصبحت بحكم عملها خبيرة في تصور عوالم خيالية أكثر ثراء للأعمال السينمائية, ومن خلال الضغوط الحياتية التي تعيشها في عملها تحاول أن تصنع من خيالها حياة أخري لها, فتجد نفسها متنقلة بين عالمين أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه, والآخر من المفترض أنه الواقع.. وسوف يقيم المهرجان اليوم ندوة بحضور الجمهور والنقاد ومخرج الفيلم وبطلته لمناقشة العمل بقاعة ابن خلدون. ومن إفريقيا عرض الفيلم الجنوب إفريقي ميناء بارد سيناريو واخراج كاري ماكنري ومن انتاج2014, ويتناول قضية العلاقة بين الجريمة وتجارة تهريب المحار في كاب تاون بجنوب إ فريقيا, وذلك من خلال الشرطي المجتهد سيزوي حتي يتم كشف هذه العلاقة الخطيرة.. وعلي هامش الدورة25 للمهرجان تم تكريم مؤسس وأبو السينما التونسية ورمز التحرر الثقافي الطاهر شريعة, حيث عرض فيلم خاص عنه وهو فيلم وثائقي للمخرج محمد شلوف, استطاع من خلاله أن يصور أبرز المحطات في تاريخ الحركة السينمائية التونسية والافريقية, وقد سلط الضوء علي مؤسس السينما التونسية الطاهر شريعة ومؤسس تظاهرة أيام قرطاج السينمائية باعتباره أول مهرجان سينمائي انطلق عام1966 علي الصعيدين العربي والافريقي. وقد تضمن الفيلم الوثائقي الطويل شهادات عدد من السينمائيين الذين عايشوه ومن بينهم المخرج المصري توفيق صالح ومن إفريقيا المخرجان سامبان عصمان وتيميتي باسوري. ومن نيجيريا عرض فيلم نصف شمس صفراء سيناريو واخراج بييي بانديلي, ويتناول قصة4 أشخاص يعيشون أثناء معركة التحرير, ويضحون بحياتهم من أجل استقلال نيجيريا.