نظمت اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب برئاسة محمد عبدالحافظ ناصف مؤتمرا تحت عنوان تيار الكتابة الجديد ناقش من خلاله النقاد ما يسمي بالكتابة الجديدة وما إذا كانت هذه الكتابة تخص جيلا بعينه أم كتابات بعينها طارحين سؤالا مهما وهو إلي أين سيأخذنا هذا المسمي وما المقصود منه؟ ولماذا ظهر الآن تحديدا؟ ولصالح من؟! جاء ذلك من خلال جلستين الأولي تحمل عنوان تيار الكتابة الجديد في الرواية والثانية جاءت بعنوان تيار الكتابة الجديد في الشعر. علي هامش المؤتمر تم تكريم بعض مبدعي اتحاد الكتاب الحاصلين علي جوائز الدولة ومنحهم درع الاتحاد وهم الناقد الدكتور حسام عقل والشاعر مسعود شومان والشاعر إيهاب البشبيشي. بدأ الجلسة الأولي الناقد عمر شهريار الذي تحدث عن هذا التيار فقال بدأت في الآونة الأخيرة تحولات لافتة في المشهد الروائي وهناك كتاب وروائيون كبار اتجهوا لمجاراة هذا التجديد وهناك ما يسمي بالعالم الافتراضي وقد فرض هذا الواقع نفسه علي المشهد الروائي ودلل علي كلامه برواية إبراهيم عبدالمجيد في كل أسبوع يوم جمعة وأضاف شهريار قائلا: تتسم الكتابات الجديد بأشياء لم تكن موجودة من قبل في الرواية مثل الانتقال من واقع متخيل إلي واقع حقيقي أو تحويل المتخيل إلي حقيقي وأيضا ظهرت الروايات ذات النفس الواحد التي لم تقسم إلي فصول أو بداية ووسط ونهاية. وقال هناك ثورة ظاهرة علي فكرة التقسيم كذلك نجد فكرة المتاهة أو النص التشعبي وهناك ايضا تحولات جذرية في الكتابة النسائية فلم تعد المرأة معنية بالمرأة المقهورة أو المهمشة كما كان من قبل وإنما اتجهت لأشكال أخري من الكتابة ولم تعد تعنيها الثنائية الضدية في الكتابة أو فكرة الدفاع عن المرأة فهي تتناول الأشخاص من خلال روايتها علي أنهم بشر وليسوا ذكورا وبالنهاية رفض شهريار مصطلح الكتابة الجديدة وقال إنه مصطلح مراوغ وفضفاض والأفضل هو أن نقول كتابة ما بعد الحداثة. بينما يري الناقد أحمد عبدالرازق أبو العلا ان ظهور عدد من المصطلحات مثل الكتابة الجديدة, كتابة الجسد, والرواية الجديدة تكرس لنوع معين من الكتابات سقطت وانتهت وتساءل لماذا ظهرت هذه المصطلحات في الآونة الأخيرة ؟! وأجاب يدل هذا علي وجود أزمة في الإبداع فلو لم تكن الأزمة ما ظهرت هذه المصطلحات وتساءل لماذا لم تظهر هذه المصطلحات ولم تطلق علي كتابات نجيب محفوظ أو يوسف إدريس؟! وقال محمود الضبع قانون الطبيعة يحتم وجود جديد مع كل ديوان أو قصة أو رواية وأكد ان هناك كتابة جديدة ولها تجلياتها وحضورها. وأضاف لا اعترف بالأسبقية وإنما بالاستمرارية وحتي اصل لقدر الكتابة الجديدة قرأت120 كتابا وجدت أن38 منها ينطبق عليها ما يسمي بالكتابة الجديدة وهذا يؤكد وجود اتجاه يسمي الكتابة الجديدة أكد الضبع ان الكتابة أصبحت تعتمد علي المشاهد الفردية والسينما أصبحت عنصرا مؤثرا في الرواية عكس السابق حين تأثرت السينما بالرواية عند تحويل أعمال نجيب محفوظ. أما الناقد الدكتور شريف الجيار فيري ان فكرة الرواية الجديدة تعني أننا حيال تجريب يأتي وفقا لتطور الواقع المعيشي ولكن علينا ان نسأل هل الجديد في المضمون أم أن الجديد في النص وجماليات النص؟! وقال اعتقد الجديد في المضمونية فكلما استشرقنا مستقبلا استشرقنا نوعا جديدا وفقا لما نعيش والكتابات السردية هي انعكاس فني لكل ما يحدث في أرض الواقع وأكد ان فكرة الكتابة الجديدة تشير إلي أنه في العامين القادمين ستهيمن القصة القصيرة علي المشهد الإبداعي. وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان تيار الكتابة الجديد في الشعر والتي ادارها الدكتور مدحت الجيار تحدث فيها الشاعر عبده الزراع وقال ظلت قصيدةالعامية تابعة لقصيدة الفصحي من حيث الشكل والمضمون حتي قام صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي ونازك الملائكة بكتابة قصيدة التفعيلة وكتب فؤاد حداد قصيدة العامية وخلفه صلاح جاهين ثم خلفهم عبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب وسمير عبدالباقي ثم تغير شكل القصيدة وكانت قصيدة النثر الذي كتبها معظم شعراء الثمانينيات وشعراء التسعينيات واعتقد80% من شعراء هذا الجيل يكتبون قصيدة النثر وتوجه لكتابتها ايضا شعراء كبار حتي سطت علي الساحة بشكل كبير. وقال الشاعر مسعود شومان من حق أي ناقد أن يطلق أي مصطلح يشاء.. ليقل كتابة جديدة أو نثرا ولكن عليه أيضا ان يضع تعريفا جيدا لهذا المصطلح ليعرفنا ما الذي يندرج تحت هذا المسمي. وأضاف شومان مدللا بمصطلح شعر العامية وقال أنه مازال قائما وقال المشهد الآن أصبح أكثر تسامحا والأشكال كلها تتجاور والسؤال المركزي والمهم أين يكمن الشعر وهل يمكن أن نعثر عليه وسط هذه الإشكالات. ووصف صبري قنديل الكتابة الجديدة بأنها تحمل تيارات متسارعة ومتشابكة وقال هذا يكشف عن حيرة بين المبدع والناقد ارتبطت عناصرها بمجريات الواقع... والكتابة الجديدة لا يمكن أن تقتصر علي جيل بعينه وهم الشباب.. وبظني الإبداع يقع في اختزالات تؤثر عليه بشكل كبير وتعد ظلما كبيرا للأجيال القادمة.. الكتابة الجديدة مفترض أن تعمل علي تواصل الأجيال وليس العكس.