مراكز الشباب بلا خدمات واشتراكات الأندية باهظة والشارع ليس حلا يمثل الشباب الأغلبية الساحقة والفئة الأكثر تأثيرا في المجتمع, ودعامة التطوير والتحديث في مختلف المجالات التنموية, الصناعية, والزراعية, والخدمية حيث يمثلون70 % من المجتمع. ومراكز الشباب هي المأوي الوحيد لهم للابتعاد عن الشارع ومشكلاته والقضاء علي البلطجة وتقليل الجريمة, ففي الوقت الذي تبحث فيه اتحادات مراكز الشباب بالقري والمدن عن سبل للدعم المادي بهدف التطوير. ويري الخبراء أن الحل ليس في الدعم المادي فقط وانما لابد من تكاتف عدد من الوزارات وتضافر الجهود حتي تؤدي تلك المراكز مهمتها التي انشئت من اجلها وهي احتواء الشباب وتنمية عقولهم. بينما أكد عدد من مديري المراكز البدء بالفعل في التطوير عقب الحصول علي التمويل اللازم من الوزارة. وأوضحت وزارة الشباب البدء في انشاء عدد من المراكز وتطوير عدد آخر بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والاتحاد الأوروبي. الأهرام المسائي يفتح ملف مراكز الشباب في المدن والمحافظات ويتطرق إلي الأسباب الرئيسية لعزوفهم عن المشاركة في أنشطتها, ويوضح دور وزارة الشباب في جذبهم إلي تلك المراكز وسبل إنعاش المراكز وتطويرها مرة أخري. الشباب يصرخون: نلجأ للشوارع والمقاهي تعددت آراء الشباب ووجهات نظرهم تجاه أهمية وجود مراكز الشباب وتجهيزها بما يتناسب معهم ولانقاذهم من مشكلات الشارع وجرائمه.. والحلو لاتزال بعيدة الاهرام المسائي يعرض بعض آراء الشباب التي هي بمنزلة حلول لأهم المشكلات التي تواجه شبابنا اليوم.. في البداية يقول عبدالرحمن علي أبو الحديد والذي يتردد علي مركز شباب التجمع الثالث بالقاهرة الجديدة إنه يتمني أن يهتم المسئولون بالمركز وخاصة تنجيل الملاعب حتي لا يلجأ هو وأصدقاؤه الي تأجير الملاعب الخارجية بمبالغ كبيرة, مشيرا الي أنه عندما يريد لعب ماتش كرة مثلا يجب ان يبحث عن9 أصدقاء حتي يدفع كل منهم15 جنيها لتأجير ملعب خماسي لمدة ساعة واحدة. وأوضح زياد علي12 سنة أنه لاعب كرة ماهر جدا يحلم بالاحتراف ويتمني أن تتطور مراكز الشباب وتنظم زيارات للاعبين المشهورين حتي يحضروا لمشاهدته هو وزملاؤه أثناء لعبهم وتشجيعهم وترشيحهم لنواد كبري كما يتمني ان يكون بالمركز مدرب كاراتيه حيث يود اتقان هذه اللعبة الا انها متاحة في النوادي الكبري فقط. فيما اشار احمد برئ طالب بكلية تجارة الي أهمية مراكز الشباب التي أصبحت مهجورة خاصة الموجودة بالقري بجميع المحافظات والتي يمكن ان تكون ملجأ للشباب من الشارع وخاصة بعد ازدياد الحوادث والجرائم, لافتا الي ان الاهتمام بمراكز الشباب وتنشيطها, واعادة الانشطة الاجتماعية بها وتنجيل ملاعبها وتعيين مدربين جدد سوف يجذب الشباب وينتشلهم من الشوارع فتقل الجريمة وتختفي المشكلات والحوادث فوجود الشباب بالشوارع أزمة تبحث الدولة عن حلها منذ وقت طويل. ولفت أحمد أبوعرب20 سنة ان المسئولين يجب ان يهتموا بالطبقة المتوسطة فجميع الاهتمامات موجهة بسرعة الصاروخ الي النوادي الكبري والتي لا تتسع سوي لطبقة الاغنياء الذين يتمكنون من دفع الاشتراكات العالية التي يفرضها مسئولو النوادي سنويا, مشيرا الي ان العديد من الأسر تتمني ان يمارس ابناؤها رياضات مختلفة وأن يلعبوا بأماكن محترمة ومضمونة مثل النوادي او مراكز الشباب إلا انهم لا يستطيعون الاشتراك بالنوادي لارتفاع رسوم الاشتراك بها, بالاضافة الي أنهم لا يجدون مراكز الشباب مؤهلة لاستقبال ابنائهم وتعليمهم وتدريبهم. وقال تامر رجب30 سنة موظف اتصالات إن الشباب في حاجة ماسة للاهتمام بهم وانقاذهم من فك ملاك الملاعب الخماسية الخارجية والتي احتلت كافة الاحياء والقري مستغلة احتياج الشباب للترفيه واللعب فتؤجر لهم الساعة الواحدة ب150 جنيها أو أكثر في بعض الأماكن الراقية, وطالب المسئولين بإعادة الروح مرة اخري لمراكز الشباب وحمايتها من المستغلين, فاليوم نجد أسواق الخضار داخل ساحات المركز,, وهناك مراكز تحولت ساحاتها الي جراجات للسيارات والتكاتك. وأوضح حسام رفعت24 سنة مرشد سياحي أن الشارع أصبح ملجأ للشباب, ولذلك ازدادت المشكلات والحوادث, مشيرا الي ان مراكز الشباب طوق النجاة الذي يمكن ان تستغله الدولة الاستغلال الأمثل لانتشال جميع الشباب من الشوارع والمقاهي التي أفسدت أخلاقهم بما تقدمه لهم من أفلام إباحية, ومشروبات كحولية, ومواد مخدرة وشيشه, لافتا إلي أن مراكز الشباب كانت مؤهلة منذ15 عاما لاستقبال الشباب فكان بها مكتبة تضم الكثير من الكتب والقصص, وكانت تنظم دورات رياضية للأشبال, وكان بها أنشطة اجتماعية عديدة, ولكل شاب حرية اختيار نشاط محدد للاشتراك به الا أن اليوم مراكز الشباب مهملة وتفتقر إلي الأنشطة. الخبراء خائفون من شيء ما الشباب حجر الأساس لبناء مجتمع متقدم كلمات بدأ بها الدكتور حسين علي حسن استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس مؤكدا أن الشباب هم عماد المجتمع وأنهم يمثلون شريحة كبيرة ومؤثرة لذا يجب الاهتمام بهم والبحث عن سبل انتشالهم من الشوارع لتقليل الجريمة والقضاء علي البطالة.واوضح أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال جذبهم الي مراكز الشباب وتنظيم دورات تثقيفية وبطولات رياضية وندوات يلقيها رجال الدين وخبراء اجتماعيون لحثهم علي المشاركة في تطوير المجتمع والعمل علي رفعته بدلا من الانتشار بالشوارع والجلوس علي المقاهي, لافتا إلي وجود مشكلة لايمكن اغفالها وهي عدم وجود مراكز مؤهلة لاستقبال هؤلاء الشباب وهو ما يدفعهم للجوء إلي المقاهي. وقد أصبحت مراكز الشباب وخاصة الموجودة بالقري مرتعا للبلطجية والخارجين عن القانون فأصبحوا يستغلونها لتناول المخدرات وتحويلها الي جراجات للتكاتك والسيارات بالاضافة إلي تأجيرها لاقامة الأفراح. بينما أشارت الدكتورة حنان سالم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس الي ان المشكلة كبيرة ولكنها ليست في الشباب بل تكمن في انحدار مستوي مراكز الشباب وخاصة الموجودة بالقري والتي تحتاج الي تطوير وتحديث حتي يتمكن الشباب من التوجه إليها والاستفاده منها. وتلفت إلي أن الكثير من المراكز تحتاج الي تنجيل الملاعب بها وتطوير قاعاتها وتنظيم دورات وندوات بشكل دائم بالاضافة إلي مسابقات وبطولات وتسليم جوائز لتشجيع الشباب للتوجه إلي المراكز وأحياء دورها مرة أخري بعد أن خرجت عن النسق الذي أنشئت من أجله وهو انتاج شباب مثقف متصل بالعالم الخارجي ينتمي لوطنه يمارس أنشطة ثقافية واجتماعية وفنية وعملية في هذه المراكز. وأشارت إلي أن اجتذاب الشباب من الشوارع يحتاج إلي جهود كبيرة مشيرة الي أن ذلك ليس مهمة وزارة الشباب وحدها وإنما تضافر جهود عدد من الوزارات مثل الأوقاف والإعلام والتعليم العالي ومؤسسات التنشئة المختلفة كالمؤسسات غير الحكومية مثل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني. بيوت الشباب تتجمل برحلات الأسعار الرمزية قال العميد دكتور مصطفي القاضي مدير عام جمعية بيوت الشباب إنهم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة يسعون الي تحقيق التنمية المتكاملة لشخصية الشباب من خلال اقامة بيوت شباب بالعديد من المدن بأسعار مناسبة لاستقبال الشباب المصريين والأجانب أثناء أسفارهم وإثارة اهتمامهم بدراسة البيئة وعمل البحوث العلمية وتدريبهم علي الإعتماد علي النفس والنظام والمشاركة في الخدمة العامة والعمل مع الجماعة والبعد عن التطرف. وأوضح انهم ينظمون بشكل دوري رحلات سياحية للأماكن النائية داخل البلاد حتي يتعرف الشباب علي بلادهم, وربط الشباب ببلده وذلك بإتاحة الفرصة للشباب للتجول في بلاده.... والتعرف علي معالمها, وزيارة أماكنها التاريخية والأثرية, والاطلاع علي إمكانياتها الطبيعية والبشرية. وأشار الي أن هدفهم هو تربية الشباب تربية قومية عن طريق تشجيعهم علي السياحة والترحال وإرتياد مختلف الأماكن والبقاع التي تحويها بلاده, مشيرا الي ان ذلك أول أسباب لقامة بيوت الشباب بالقرب من الأماكن الأثرية والتاريخية والمناطق التي تتميز بمناظرها الطبيعية. وأضاف انه تم اقامة14 بيتا حتي الآن بالمحافظات أهمها بيت الشباب بشرم الشيخ, والاسكندرية, والاسماعيلية, والغردقة, وبور سعيد, والمنصورة, والقاهرة وأسيوط, وغيرها متاحة للأعضاء وغير الأعضاء ولكن الاعضاء يتمتعون بمميزات أكثر من غيرهم فمن الممكن أن يسافر مجموعة من الشباب لقضاء4 أيام بشرم الشيخ ب80 جنيها فقط شاملة الانتقالات والاقامة ووجبة إفطار يوميا. الاتحاد العام لمراكز شباب القري: 404 مراكز في حاجة إلي التطوير والمسئولون غائبون يقول عبد العزيز مرشد الأمين العام لاتحاد مراكز القري إن المراكز بالقري مهملة علي الرغم من أنها اهم من المراكز الموجودة بالمدن معللا أن بالمدن توجد نواد يمكن أن تكون بديلا لمراكز الشباب,بعكس الشباب بالقري والذين لا يجدون أمامهم سوي الوقوع في فخ ملاك الملاعب الخماسية التي تؤجر بأسعار عالية تفوق150 جنيها في الساعة الواحدة. ويوضح مرشد انه يوجد604 مراكز شباب علي مستوي الجمهورية,200 منها في المدن و404 بالقري تضم1100 ملعب اذا تم تطويرها لن يكون الشباب بحاجة الي تأجير الملاعب الخارجية. ويشير أحمد فضل الامين العام لمراكز اتحاد المدن إلي أن الوزارة اقرت بالفعل تطوير عدد من المراكز بالكثير من مدن الجمهورية وتم تخصيص ميزانية لذلك واخطارهم بعقد مؤتمر لإعلان خطة التطوير وقيمة الدعم المقدم من الوزارة بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال والشركات الخاصة. وزير الشباب: المليار يعيد للمراكز هيبتها واجهنا المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب بكلام الشباب والخبراء فأكد أن الوزارة اقرت خطة جديدة لتطوير مراكز الشباب علي مستوي الجمهورية وتم البدء في تنفيذها بالفعل منذ عدة أشهر بالتعاون مع عدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وبيوت الشباب والاتحادات بالمدن والقري والجمعيات الشبابية ومديريات الشباب والاتحاد الأوروبي وعدد من الشركات الخاصة, مشيرا إلي أنه سوف يتم تنجيل1125 ملعبا خماسيا علي مستوي الجمهورية حتي تعود لها هيبتها بتكلفة تصل الي مليار جنيه علي أن يتم تأجير تلك الملاعب للشباب بأسعار رمزية. ويوضح عبد العزيز أن نسبة الشباب بالمجتمع تصل الي70% وأن المراكز المقامة بالمدن والقري منها ما يتمتع بالخدمات الكاملة ومنها ما تم وضعه في خطة التطوير الجديدة, مشيرا إلي اعتماد خطة اخري لانشاء عدد من المراكز بالمدن والمحافظات. ويشير عبد العزيز إلي ان تحديث المراكز لن يتم إلا بتطوير بنيتها الأساسية وتنجيل الملاعب بنجيلة طبيعية وصناعية واضاءة الملاعب وتنظيم الدورات التدريبية والتثقيفية وطرح عدد من الانشطة لجذب الشباب اليها مرة أخري. ويوضح أن توقيع بروتوكولات تعاون مع جمعية شباب الأعمال المصرية لتطوير ثلاثة مراكز شباب بالقاهرة والجيزة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وGTZ, الي جانب تمويل مركز شباب الجزيرة ب180 مليون جنيه لتطوير ملاعبه التي يصل عددها إلي11 ملعبا حيث يعتبر من أكبر وأعرق مراكز الشباب في الشرق الأوسط. وأضاف أنه سوف يتم اقامة أكاديمية تهدف الي تدريب الشباب علي متطلبات سوق العمل, وممارسة العمل الحر, مشيرا إلي توقيع بروتوكولات تعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية, ومكافحة الادمان وتعاطي المخدرات, ومحو الامية. كما اشار إلي دعم وتشجيع بيوت الشباب بالمحافظات لتكون في ثوب جديد لاقامة معسكرات ورحلات للشباب بصفة دورية علي مدي العام بهدف تشجيع السياحة الداخلية والتعرف علي بلدهم تحت شعار اعرف بلدك واكرم ضيفك.