تعاني مدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصرية من فوضي مرورية, أصبحت تمثل عبئا ثقيلا علي أهالي ومواطني المدينة بعد ان بلغت ذروتها في معظم الشوارع والميادين الحيوية, ومنها ميدان الزراعة الذي يعتبر خير شاهد علي العشوائية بعد ان أصبح مثالا صارخا لفوضي الميكروباص والتوتوك مما يتسبب في الزحام والتكدس الشديد الذي يشهده الميدان طوال ساعات الليل والنهار وبشكل يومي, رغم ان الميدان هو احد الشرايين الحيوية التي تربط المدخل الشمالي للمدينة بالعديد من المدن والمحافظات مثل كفر الشيخ وبلطيم وطنطا والمنصورة, ويضم موقف سيارات السرفيس الداخلي والأجرة والميكروباص التي يستقلها المواطنون للتوجه إلي القري الريفية, كما يعتبر المحور الرئيسي للطريق الدائري الذي يحيط بالمدينة ومنطقة السكة الوسطي التي تضم بين جنباتها اكبر منطقة صناعية للغزل والنسيج ويعمل بها الآلاف من العمال والموظفين, لكن أمام استمرارحالة الإهمال الذي حاصرالميدان من جميع الاتجاهات جعل الجميع بعد ان فاض بهم الكيل وطفح مناشدة المحافظ وقيادات إدارة المرور سرعة تنظيم حركة المرور بالميدان بعد ان ضاقوا ذرعا باستمرار التعامل مع الأمر الواقع والسيئ وتحملهم مشقة وعناء المرور عبر الميدان للذهاب لعملهم في الصباح والعودة لمنازلهم بعد الظهر نتيجة الصعوبات المستمرة التي يواجهونها يوميا بسبب مشاكل المرور التي تتفاقم وتتزايد أمام أعين جميع المسئولين. ويقول محمد الجمل موظف ان ميدان الزراعة من أهم ميادين مدينة المحلة الكبري الذي يقع في مدخل المدينة العمالية, حيث يستقبل يوميا المئات من المركبات سواء القادمة من المحلة إلي كفر الشيخ أوالعكس بخلاف توافد المواطنين الذين يحضرون يوميا من القري التابعة لمركز المحلة إلي المدينة للذهاب الي اعمالهم أو لقضاء مصالحهم, لكن لاتزال الفوضي والهمجية تسيطر علي الميدان بالكامل بعد تجاوز سائقي الميكروباص والتوك توك جميع الخطوط الحمراء بإيقاف سياراتهم في عرض الطريق للتسابق علي أولوية تحميل الركاب ودون اي نظام مما يؤدي الي غلق الميدان وإعاقة حركة مرور السيارات, وما زاد الوضع سوءا هو مشاركة سيارات الأجرة التي تعمل علي خطوط محافظة كفر الشيخ والقري المجاورة للمحلة بالوقوف خارج الموقف أيضا وعدم الالتزام بساحة الانتظار المخصصة لها مما حول الميدان لمهزلة تتسبب في صعوبة اجتياز الطريق بسبب حدوث زحام وتكدس شديد وسط غياب تام من رجال المرور ورغم تقدمنا بالعديد من الشكاوي للمسئولين لإيجاد حل لهذه المشكلة لكن دون جدوي. وأشار حامد أبوصيرة عامل نسيج من قرية سندسيس ان مجلس مدينة المحلة قام منذ فترة برصف الطريق الرئيسي والتخلص من المطبات والحفر التي كانت تعوق حركة السيارات بعد سنوات طويلة من المعاناة, وقد انتظر الجميع استكمال تطوير وتحديث تلك البقعة الحيوية من خلال مواجهة مشكلة المواقف غير الشرعية بطرق قانونية بعد أن فرضت نفسها بقوة لكن لاتزال أزمة ميدان الزراعة محلك سر, ويشهد حالة من العشوائية جعلت جميع عمال مصانع النسيج والورش التي تعمل في العديد من المجالات المختلفة يجدون صعوبة بالغة في الوصول الي مصانعهم في مواعيد العمل الرسمية نتيجة توقف حركة المرور بشكل شبه دائم, مما حول حياة العمال وأهالي المدينة لجحيم, لدرجة اننا كرهنا الحضور إلي عملنا بمدينة المحلة بسبب استمرار حالة الفوضي المرورية وتضييق الطريق أمام المارة والمركبات المختلفة في معاناة يومية أصبحت تتفاقم دون رادع أو تدخل من قيادات المدينة. وأضاف الدكتور حسام بندق من أبناء المحلة أستاذ بمعهد الخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ أن هذا الميدان أصبح بعيدا عن اهتمامات المسئولين, ويشهد إهمالا جسيما رغم انه يستقبل يوميا المئات من طلبة وطالبات المعهد والذين يتوجهون يوميا خلال فترة الدراسة والامتحانات للمعهد صباحا والعودة للمرور عبر ذات الميدان خاصة في ساعات الذورة مما يعطلهم عن دراستهم نتيجة فوضي الميكروباص ونصف النقل والتكاتك وزحف العربات الكارو وعربات الباعة الجائلين, ليتحول الميدان في النهاية إلي سمك لبن تمرهندي وتتعطل مصالح المواطنين والطلاب, وطالب بسرعة تدخل المسئولين لإعادة تخطيط الميدان بشكل علمي ومدروس وإزالة جميع العشوائيات من أجل توفير السيولة المرورية والحفاظ علي الوجه الحضاري للمدينة. ومن جانبه أعلن اللواء محمد نعيم محافظ الغربية أن العمل مستمر علي قدم وساق لافتتاح مشروع مجمع موقف سيارات الأجرة والأقاليم الجديد خلال المرحلة المقبلة والجاري تنفيذه حاليا خارج الكتلة السكنية بجوار الطريق الدائري بمدينة المحلة الكبري علي أرض مساحتها6.5 فدان بتكلفة تصل إلي30 مليون جنيه وسيتم نقل جميع المواقف العشوائية والتي انتشرت في أماكن عديدة وسط التجمعات والكتلة السكانية مثل مواقف طلعت حرب والشئون وسكة زفتي والزراعة وميدان محطة السكة الحديد إلي مجمع المواقف الجديد والذي سوف يقضي علي الفوضي والأزمة المرورية في شوارع المحلة ومحيط المواقف العشوائية ويجنب المواطنين المعاناة اليومية بسبب هذه الاختناقات والزحام الشديد.