إندهشت.. من ديكور مكتبي الجاهز.. وعصافير الكنريا موجودة بداخل قفص جميل.. علي عمود أطول مني قليلا.. وشباك خلف مكتبي يطل علي خارج المكتب.. وعلي أمام الشباك.. مجموعة من الزهور علي قواعد تحملها.. وبجوارها زجاجات مليئة بالمياه.. وهي زجاجات الخمور.. وفي ركن يسار المكتب.. حنفية ماء في حوض أبيض.. خلفه مرآة.. وأمامها زجاجات الكلونيا.. وفوطة بيضاء.. وبجانب الحوض حامل.. عليه مسدس المأمور.. معلق. ونظرت علي أمام المكتب.. فوجدت شاريوه.. عليه كاميرا التصوير يحملها الشاريوه.. علي قاعدة تسير علي قضبان الشاريوه.. وهي القاعدة التي يجلس عليها مدير التصوير.. وخلفه عامل الشاريوه الذي سيقوم بتحريك الكاميرا وهي علي المقعد الخاص بها علي الشاريوه!! ونظرت إلي باقي المكتب.. فوجد في جانبه الأيمن مكتبا صغيرا يجلس عليه شخصية مساعد المأمور وأمامه مجلد ليكتب فيه التحقيق الذي سأقوم به مع المتهم الأول.. الذي أنتظر حضوره وهو النجم الكبير عبدالمنعم مدبولي.. وعلي الجانب الذي أمامه مكتبة كبيرة.. وتمتد الحجرة.. بحجرة أخري بها ترابيزة كبيرة.. ولون الحجرة تحمل جدرانها اللون الرمادي الغامق.. وهنا قال لي صديقي المهندس الكبير الذي يطلق عليه مهندس الديكورات في عالم السينما.. المعجزة نهاد بهجت.. وقال.. أنا أستأذن.. وسأقف خارج الديكور لأشاهد التصوير.. ونظر إلي المخرج.. وقال لي.. إنت جاهز ياأستاذ.. قلت له.. أنا جاهز كما إتفقت معك.. بأنني سأصور المشهد الكبير.. الذي يحتوي علي أربع صفحات متصلة.. وبعد المشهد وتصويره.. نصور المشهد الثاني الذي هو عبارة عن صفحة واحدة.. وكنت قد إتفقت مع المخرج الكبير حسين كمال.. مخرج الفيلم علي ذلك.. ولم أخبره.. لماذا سأصور المشهد الكبير.. وليس المشهد الصغير في أول يوم تصوير أحداث الفيلم.. وكنت أقصد بيني وبين نفسي أنني إذا فشلت في أداء المشهد الكبير.. سوف أترك شخصية المأمور البطل.. وأقوم بدور نائب المأمور المساعد.. ونختار مأمور بطل غيري!! وأنا أنظر إلي مدير التصوير الصديق العزيز محسن نصر.. الذي كان يقف خلف الكاميرا إستعداد لبداية التصوير وهو لايتكلم كثيرا.. ولكنه من نوع أخطر المصورين.. ومن عادته المشهور بها إنه الوحيد الذي يقول.. أطفي عشرة.. وأثنين.. وثلاثة.. وأجعل الإضاءة علي نمرة واحد فقط.. وهو يبدع في إمكانيات التصوير علي الإضاءة التي يختار.. ويحقق إبهارا لاحدود له.. في نتيجة تصوير المشاهد السينمائية!! المهم.. أشار المخرج إلي مساعدة.. أن يحضر النجم المتهم الذي سأحقق معه.. ويخبره بأننا جاهزون للتصوير.. وقفت أنتظر النجم الكبير.. وأنا لا ألبس الملابس الرسمية المعروفة والتي يرتديها المأمور في السجون.. وكنت أرتدي قميصا.. شيك وبنطلونا.. شيك.. وحذاء بيلمع.. وأتفقت مع المخرج علي أن أرتدي الملابس الرسمية.. في المشاهد الخارجية.. وأنا أمر علي المساجين.. وحضر النجم الكبير مدبولي المتهم الذي سأحقق معه.. والمفروض أنه كان يقف في عز الشمس مع المساجين وأنا مررت عليهم جميعا.. وطلبت منه أن يحضر إلي مكتبي.. هو والنجم عادل إمام.. المتهم الواقف بجواره.. وأخبرني بأنهم مطاليب.. وأنهم بتوع الأتوبيس.. وحضر المتهم الأول وهو في حالة صعبة من الوقوف في الشمس.. والخوف من التحقيق. وطبعا قمت بالترحاب به.. وهو أيضا رحب بي فقد كنا تعارفنا من قبل في بعض الأفلام.. واللقاءات الفنية.. وبدأنا في عمل بروفة للمشهد.. وتم العمل بأول بروفة مع الشاريو وحركة الكاميرا وحركتي وطلبت عمل بروفة ثانية.. والمرة الثالثة.. قلت للمخرج وللأستاذ مدبولي.. أنا حاخرج في كواليس المكتب.. وعند دخولي.. أكون جاهزا.. ويبدأ التصوير!! وخرجت.. ولكل ممثل أسلوب في الاستعداد للتصوير.. وأنا منهم.. وبعد لحظات.. دخلت إلي المكتب.. والمتهم ينتظرني.. وصاح المخرج.. سكوت.. هانصور.. ودارت الكاميرا.. وبدأ التصوير!! وإلي لقاء