عندما تمر علي طريق سفاجا قنا هناك صورة تثير بداخلك الألم والحزن وهي الصورة التي أصبح عليها خط سكة حديد أبو طرطور سفاجا الذي كان قد أنشئئ منذ سنوات عديدة مضت وتكلف يومها عدة مليارات من أجل نقل خامات الفوسفات من الوادي الجديد إلي ميناء أبو طرطور بسفاجا لتصديرها وأيضا عندما تمر بالمنطقة الصحراوية الواقعة ما بين مدينة الشلاتين بوابة مصر الجنوبية ومنطقة وادي النقرة بمحافظة أسوان هناك صورة أخري تزيدك ألما وحزنا والأخيرة تتعلق بما آل إليه خط الكهرباء الذي أنشأته الدولة لتوصيل خدمات كهرباء السد العالي إلي مدينتي الشلاتين وحلايب من أجل تنمية منطقة مصر الجنوبية وإستغلال ثرواتها الطبيعية الهائلة. وهذا المشروع تكلف أيضا قرابة مليار جنيه وكان قاب قوسين أو أدني من التشغيل والإفتتاح وكان أبناء تلك المنطقة يتأهبون للإحتفال بوصول كهرباء السد العالي لهم والتي كانت بمثابة حلم لهم لتخليصهم من هموم ومشاكل توليد الكهرباء بالمولدات والتي لاتلبي أية طموحات تنموية لهذه المنطقة أو غيرها ولكن كما يقول المثل: فرحة ماتمت حيث تحول الحلم إلي كابوس فعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير قام حفنة ممن لا دين لهم ولا أخلاق من عصابات السرقات بعملية سطو منظم علي أسلاك هذا الخط وسرقتها بالكامل وربما لم يخلو الأمر من سرقة أجزاء من أبراج الكهرباء نفسها وكذلك القيام بسرقة الغالبية العظمي من قضبان خط سكة حديد أبو طرطور علي امتداد عشرات الكيلو مترات من أجل بيع هذا وذاك بأسعار بخس لتجار الخردة بينما أن هذين المشروعين القوميين قد تكلفا المليارات من قوة هذا الشعب. فكما يقول أبو الحسن الكلحي مساعد رئيس مدينة سفاجا أنه عقب ثورة25 يناير وما تبعها من حالة من الإنفلات الأمني قامت بعض العصابات المسلحة باستغلال هذا الموقف بالسطو علي قضبان خط السكة الحديد الذي يربط بين ميناء سفاجا وأبو طرطور وتحميل هذه الكميات من القضبان لبيعها لتجار الخردة بأسعار زهيدة مما تسبب في تدمير نصيب الأسد من قضبان هذا المشروع العملاق ويطالب بضرورة إعادة إحياء هذا الخط مرة أخري وعدم الإستسلام لمثل هذه العصابات خاصة أن الدولة قد إستعادت هيبتها وودعت حالة الإنفلات الأمني ولا بد أن تظهر الدولة بكامل قوتها خلال الفترة القادمة للحفاظ علي مثل هذه المشروعات بينما يؤكد صلاح عبد الوهاب موظف بالإدارة التعليمية بمدينة سفاجا أن عملية السطو علي هذا المشروع لم تقتصر علي قضبان السكك الحديدية الخاصة به بل تم نهب محتويات بعض الإستراحات الخاصة بالمشروع في المنطقة الصحرواية الواقعة بين سفاجا وقنا ويؤكد ضرورة إعادة تركيب قضبان بديلة للقضبان التي تم تفكيكها وسرقتها ويقترح استغلال هذا المشروع في تشغيل قطار لنقل الركاب والسائحين من محافظة البحر الأحمر إلي قنا والأقصر وأسوان خاصة أن وزارة النقل ووزارة السياحة بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمرأعلنوا منذ فترة أنه سيتم إنشاء خط سكة حديد يربط بين الغردقة والأقصر وأسوان لخدمة الحركة السياحية ولخدمة الركاب بصفة عامة وبالتالي نواة وأساسيات هذا المشروع موجودة من خلال هذا الخط حتي لاينشأ خط جديد يكلف الدولة الملايين وما يزيد من تحقيق هذا الهدف هو أن إستغلال الخط في نقل الفوسفات كان قليلا جدا وأنه في حالة استخدام هذا المشروع في هذا الإتجاه سوف يعمل علي تنشيط حركة التفويج السياحي من البحر الأحمر إلي المقاصد السياحية بالأقصر وقناوأسوان علاوة علي خدمة حركة الركاب العادية كما يمكن استخدامه في نقل كميات القمح التي يتم استيرادها عبر ميناء سفاجا البحري. أما عن خط الكهرباء الذي يربط بين وادي النقرة بمحافظة أسوان ومدينة الشلاتين فيؤكد اللواء وجيه المأمون رئيس الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين أن وزارة الكهرباء كانت قد قامت بإنشاء هذا المشروع والذي تضمن زراعة936 برجا كهربائيا علي امتداد325 كيلو مترا في المنطقة الصحرواية التي تقع بين وادي النقرة بأسوان ومدينة الشلاتين وقامت بإنشاء محطة كهرباء بمدينة الشلاتين لاستقبال التيار الكهربائي من كهرباء السد العالي عبر هذه الأبراج ويومها كان أهالي المنطقة علي وشك الإحتفال بوصول التيار الكهربائي بالمنطقة من أجل تنميتها واستغلال ثرواتها الطبيعية حيث تم الإنتهاء من الغالبية العظمي للمشروع وكان من المقرر تشغيله خلال أشهر قليلة ولكن هذا الحلم تبدد بسبب قيام عصابة بسرقة أسلاك هذه الأبراج وبيعها لتجار الخردة وذلك عقب حالة الإنفلات الأمني التي سادت البلاد عقب ثورة25 يناير وإلي يومنا هذا وهذا المشروع معطل لهذا السبب ويطالب بإعادة تركيب أسلاك هذا الخط بعد البحث عن آليات جديدة لتأمين هذا المشروع الذي سيؤدي إلي إحداث نقلة نوعية في تنمية منطقة الشلاتين وحلايب والذي يمكن إمداده فيما بعد إلي مدينة مرسي علم.