25 نوفمبر1866, هو أحد الأيام المهمة في تاريخ الشرق الأوسط كله, حيث تم فيه الافتتاح الرسمي لأول برلمان مصري, وأول برلمان في العالم العربي والشرق الأوسط, وإفريقيا في ذلك اليوم أرسل الخديو إسماعيل خطابا إلي نوبار باشا رئيس مجلس النظار يبلغه فيه رغبته في تشكيل مجلس شوري النواب, وأصدر أول قانون للانتخاب وجعل حق اختيار أعضاء مجلس شوري النواب في الريف للمشايخ الحائزين علي الأوصاف المعتبرة, والمنتخبون من طرف أهالي البلد في المدن القاهرة والإسكندرية ودمياط والسويس ومدن القنال يصير اختيار النواب باتفاق أعيان تلك المدن, وبالفعل تم اختيار75 نائبا في أول برلمان مصري, وذهبوا إلي القلعة حيث مقر البرلمان الجديد وحضور جلسة افتتاح البرلمان لأول مره في تاريخ الحياة البرلمانية في البلاد. ولما دخل رئيس البرلمان ليلقي عليهم الدرس الأول في أصول الإجراءات البرلمانية قال لهم إن الخديو يرغب في أن يكون هناك حزبان أحدهما يؤيد الحكومة ويجلس علي يمين المنصة التي يجلس عليها رئيس مجلس شوري النواب والآخر يمثل المعارضة ويجلس علي يسار المنصة طبقا للتقاليد البرلمانية, وقبل أن يدخل الخديوي ذهب إليهم رئيس البرلمان مرة أخري ليلقي نظرة فوجد النواب جميعا قد جلسوا علي يمين المنصة, فثار عليهم, فرد عليه النواب كيف يخطر ببالك يا باشا أن يكون بيننا معارض لأفندينا فأقنعهم أن هذه هي التقاليد البرلمانية ورغبة من أفندينا ونجح في إقناع بعضهم بالفعل أن يجلسوا علي يسار المنصة في مقاعد المعارضة, وحضر الخديو في موكبه الرسمي ومعه كبار الدولة ليفتتح أول برلمان مصري ويلقي البيان الخديوي, وتبدأ أولي صفحات البرلمان في مصر. مصر واحدة من أقدم الدول في العالم التي كان لديها برلمان, بل وتقول البرديات القديمة بوجود برلمان أيام الفراعنة, وقد شهد البرلمان المصري عبر مسيرته الممتدة العديد من التطورات التي مثل كل منها علامة فارقة علي طريق إقامة الحياة النيابية السليمة التي تعبر تعبيرا حقيقيا عن مصالح وتطلعات الشعب المصري بمختلف فئاته وطوائفه عبر هذين القرنين من الزمان. مصر بلد عريق في الديموقراطية, ونتمني دائما أن نصل إلي ذلك اليوم الذي يكون لدينا فيه برلمان متفق ومتسق مع مصر وتاريخها. [email protected]