سيطرت حالة من الترقب والخوف علي أصحاب محلات ومصانع الملابس الجاهز نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تهدد الموسم الشتوي للملابس الجاهزة الذي كان من المفترض أن يبدأ منذ سبتمبر الماضي إلا أن الظروف المناخية حالت دون ذلك. وأوضح يحيي زنانيري رئيس الجمعية المصرية لمنتجي الملابس الجاهزة أن ارتفاع درجات الحرارة يجبر الناس علي استخدام الملابس الصيفية حتي الآن واستخدام جواكت خفيفة ليلا وبالتالي فهم لم يشعروا بحاجاتهم الي الملابس الشتوية وهو ما أثر سلبيا علي الملابس المعروضة في المحلات مؤكدا أن الأسواق تعاني من ركود كبير وملحوظ في كل أنحاء الجمهورية. وأضاف أن عدم انخفاض درجات الحرارة حتي شهر يناير القادم ستكون بمثابة ضربة مميتة للموسم الشتوي هذا العام وسيتحمل منتجو وبائعو الملابس الجاهزة خسارة فادحة خاصة أن تلك الازمة تتزامن مع معاناة السوق من قلة الإقبال بسبب انخفاض القوي الشرائية والحالة الاقتصادية للمواطنين مؤكدا أن هناك اتجاها للمصانع لخفض الانتاج بسبب انخفاض مدة الموسم الشتوي هذا العام. وأوضح الزنانيري أن سوق الملابس الجاهزة تحتاج الي وقفة حاسمة من الحكومة لوقف تسرب الملابس المهربة الي الأسواق والتي تباع علي الأرصفة وبعض المحلات مشيرا الي أنها تهدد الصناعة المحلية وتسبب خسائر كبيرة للمنتجين المحليين. ويشاركه في الرأي محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية أن معظم الناس تؤجل قرار شراء الملابس الشتوية هذا العام بسبب اعتقادهم أنه لن يكون هناك شتاء هذا العام بسبب تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض الذي يتحدث عنه العالم. وأكد الداعور أنهم ينتظرون قدوم شهر يناير القادم علي امل انخفاض درجات الحرارة ومن ثم تشجيع الناس علي شراء الملابس الشتوية مشيرا الي وجود حجم كبير من البضائع المكدسة في المحلات والمصانع لا تجد من يشتريها حتي الآن. وأوضح أن السوق تمر بحالة من الهدوء والترقب والخوف خاصة أنه من المعروف أنه مع نهاية شهرفبراير يستغني الناس علي الملابس الشتوية وبالتالي فإن الموسم الشتوي هذا العام لن يستمر أكثر من أسابيع قليلة وقد يستبب ذلك في خسائر كبيرة للسوق. ومن خلال جولة ميدانية للاهرام المسائي في عدد من الأسواق التجارية شعرنا بحالة الركود الكبير الذي تعاني منها الأسواق فقد عبرت شيماء بائعة في احد المحلات عن تلك الحالة قائلة ان السوق ميتة جدا في هذه الأيام حيث يدخل الزبائن الي المحل وهم يشعرون بالتردد في اتخاذ قرار الشراء بسبب اعتقادهم أنه قد لا يكون هناك شتاء هذا العام. أما عبير بائعة في احد محلات الملابس الجاهزة فأكدت ان صاحب المحل قرر عدم تخزين الملابس الصيفية وعرضها في الفاترينة بجانب الملابس الشتوية الجديدة بسبب عدم ييع اي قطعة من الملابس الشتوية حتي الآن رغم أنها معروضة في المحل منذ شهر تقريبا. وقال محمد عبد التواب بائع في محل للملابس الرجالي إنه لم يظهر أي اقبال علي الملابس الثقيلة حتي الآن ولكن هناك اقبالا ملحوظا علي الملابس الخريفية ذات الكم الطويل وليست مصنوعة من الصوف أو الاكليرك الثقيل.