الدقهلية: من العادات السيئة الألعاب النارية التى أصبحت تشكل خطرا على المواطنين، يلجأ إليها الشباب للتعبير عن فرحتهم فى مناسبات الأعياء والأفراح. لكنها فى الحقيقة تحولت هذه الألعاب إلى مصدر خطر والمسئولية تقع على كاهل الحكومة التى سمحت بتداول هذه الألعاب الخطرة، ولم تمنع استيرادها من الأساس وتعاقب مستخدميها خاصة من شباب الإرهابية الذين يستخدمونها فى مظاهراتهم واحتجاجاتهم، والنتيجة وقوع العديد من الإصابات بين صفوف المواطنين جراء هذا العنف، الذى يأخذ شكلا من أشكال اللهو والعبث فى تحد صارخ لهيبة الدولة. يقول الدكور اليمانى فوده مدير الاستقبال بمستشفى الطوارئ بالمنصورة: إنه بالفعل يرد الينا عشرات الحالات فى أيام الاستقبال بالمستشفى الاحد والثلاثاء والخميس مصابة بحروق أو اصابات مباشرة بالعين والأنف جراء استخدام تلك الألعاب النارية، وهناك حالات يتم علاجها على الفور وتخرج فى خلال ساعات معدودة، وهناك حالات تحتاج لفترة طويلة فى العلاج وهناك حالات تصاب اصابات مستديمة وصعب الشفاء منها فتلك الحروق مثلها مثل الحرق من النيران. يقول محمد عادل أملك محلا للبقالة وقد ارتبطت الفرحة بالبمب، ولكن تطور الأمر الآن وصارت تلك الألعاب النارية التى يتم استيرادها من الصين هى من مظاهر الفرحة، وقد ظهرت بكثرة منذ عامين أو ثلاثة أى بعد الثورة فكان كل حدث سياسى يصاحبه سماع اصوات تلك المفرقعات هنا وهناك، وعلى الرغم من الحملات الانضباطية التى تقوم بها الاجهزة الامنية إلا أن تلك الألعاب النارية والصواريخ مازالت منتشرة حيث يقوم الباعة الجائلون بالحصول عليها. ويقوم بعض الصبية بفرش تلك الألعاب بالأزقة والشوارع الجانبية حيث يقبل الشباب على شرائها. ويقول محمد الطحان تاجر: إنه مع اقتراب حلول عيد الاضحى فان المستوردين قاموا برفع أسعار ألعاب الأطفال مما سيجعل المواطنين يعزفون عن شراء الألعاب من المحال التجارية نظرا لارتفاع الاسعار بشكل جنوني. ويلجأ المواطنون فى هذه الحالة إلى الباعة الجائلين ومفترشى الأرصفة والشوارع البديل المناسب لشراء الألعاب لأطفالهم بمناسبة العيد بأسعار فى متناول أيديهم. ورغم قرار الحكومة بحظر بيع الألعاب النارية، إلا أن الباعة فى منطقة العباسى تحدوا القرار وقاموا ببيع الألعاب النارية مبكرا تحت مرأى ومسمع الجميع. وتقول نجاة أحمد، بائعة: إن الألعاب النارية الأكثر مبيعا فى موسم الأعياد نظرا لإقبال الأطفال والشباب على شرائها، خاصة فى ظل ارتفاع معدلات الافراح خلال أيام العيد وينتهى الموسم فى اليوم الثالث للعيد، حيث نقوم بحفظ الألعاب فى أماكن آمنة للموسم القادم. مضيفة أسعار الألعاب النارية تختلف حسب النوع والكمية، فهناك قوتها على الانفجار إاحداث صوت لفرقعة ضعيفة وأخرى ذات أصوات وألوان زاهية، وكل حسب سعر، وطبعا أغلب الألعاب مستوردة من الصين وباكستان. وأكد عبدالله حسن، إن الإقبال على شراء ألعاب الاطفال انخفض بشكل كبير هذا الموسم، نتيجة ارتفاع الاسعار قائلا: الأم هتجيب أكل وشرب لأولادها ولا تحوش فلوش عشان تجيب لعب للعيال .وأوضح أن أحدث الألعاب النارية هى صاروخ الشيطان وحشيشة والشيكولاتة، وتتراوح أسعارهم بين 7 - 10 جنيهات، والبمب الصينى وصل سعره إلى 5 جنيهات مقارنة بالبمب المصرى العادى الذى يباع بسعر 3?5 جنيه أسعار الألعاب نار لكن فرحة أولادنا بالعيد متتقدرش بثمن. وتقول زينب أبوالنجا ربة منزل: إن صوت المفرقعات والألعاب النارية امر اصبح يؤرقنا لأننا نخاف من الاعمال الإرهابية خاصة بعد تفجير مديرية الأمن بالدقهلية، فصار صوت الألعاب النارية اشبه بصوت الانفجار أو تبادل إطلاق النيران، نريد عقابا رادعا لهؤلاء الباعة حتى يمتنعوا عن بيعها وإيقاف تهريبها لداخل البلاد فهناك عشرات الحوادث فى الافراح والحفلات للاطفال والكبار من جراء تلك الألعاب، وكثيرا ماقام جيراننا بالذهاب بأبنائهم للمستشفيات لاجراء جراحة لطفل دخل فى أنفه شظايا صاروخ من الألعاب، النارية أو تلك الشماريخ. كما أن احد الشباب فقد إحدى عينيه بسبب هذه الشماريخ لسقوط أحدها على وجهة اثناء عودته من إحدى المباريات وكان يحتفل بفوز فريقه ولكن هذه الطريقة تعتبر من اسوأ الطرق للاحتفال. ويؤكد أحمد عبدالهادي موظف ان تلك الفكرة والألعاب يستخدمها قطاع كبير من الشباب للتعبير عن آرائهم مشيرا إلى أن من بدأ باستخدام تلك الوسائل هى المجموعة التى اطلقت على نفسها لقب الاولتراس . ووبالجامعة ايضا كان هناك وجود للشماريخ والألعاب النارية فاستخدمها الطلاب من جماعة الاخوان لنفس السبب وأطلقوها بداخل الحرم الجامعي، بل كانوا يتخذونها لقذفها على قوات الأمن التى كانت تطلق الغاز المسيل للدموع وكان الطلاب يطلقون الشماريخ والألعاب النارية. ويوضح ياسر احمد طالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة ان الطلاب من جماعة الاخوان يستخدمون الشماريخ والالعاب النارية كنوعا من التعبير عن غضبهم حسب ووصفه على قوات الأمن ونخاف هذا العام من تكرار المشهد بالجامعة. فيما أكد اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بالدقهلية أن تلك المشكلة منتشرة فى انحاء البلاد ونص القانون واضح وصريح تجاه من يستخدمها، ونحن مستمرون فى حملاتنا الأمنية لضبط تلك الممنوعات على مستوى المحافظة ويتم فورا القبض على حائزتها ومصادرة تلك الالعاب النارية نظرا لما تمثله من خطورة شديدة وضررا على المواطنين.