بدأت الليلة الماضية، عملية أمنية من الجيش والشرطة لملاحقة الإرهابيين المتهمين بتفجير العبوة الناسفة فى مدرعة الشرطة أمس وتمت محاصرة قرية الوفاق ونصب الأكمنة الأمنية الثانية والمتحركة على جميع الطرق المؤدية إليها لتفتيش القادمين من داخل القرية أو المتجهين إليها بدقة تحت غطاء جوى لتطهيرها من تلك الخلية. وكشف مصدر أمنى مسئول أن العملية الإرهابية التى أودت بحياة 11 من رجال الشرطة بعد تفجير لغم فى المدرعة على طريق العريش - رفح بشمال سيناء جاءت ردا على العمليات الأمنية الموسعة التى تشنها الأجهزة الأمنية ومقتل العديد من العناصر التكفيرية وآخرهم قائد الإرهابيين بسيناء فايز أبوشيتة وقيادات أنصار بيت المقدس. كما كشف مصدر أمنى رفيع المستوى ل الأهرام المسائى عن أن المعلومات التى حصلوا عليها من خلال التحقيقات الخاصة بقضية مقتل التكفيريين، فايز أبوشيتة ومحمد حامد السويفى، وتفريغ أجهزة اللاب توب الخاصة بأبوشيتة، والتى تم ضبطها بالمنزل الذى شهد الاشتباكات بحى المساعيد بالعريش، بجانب التحريات الأولية التى تم جمعها عقب حادث تفجير المدرعة، يؤكد أن خلية تابعة ل أبوشيتة تتمركز فى مدينة رفح، هى المتورطة فى استهداف مدرعة الشرطة على طريق الوفاق جنوب رفح صباح أمس، والتى كان يستقلها ملازم أول وبصحبته 10 مجندين بالشرطة بينهم مساعد، والذين استشهدوا جميعاً بسبب شدة الانفجار وانتهت النيابة العامة من مناظرة جثث الضحايا، حيث تم تشكيل فريق من النيابة بإشراف المستشار عبدالناصر التايب المحامى العام الأول لنيابة استئناف الإسماعيلية وبرئاسة المستشار عماد الدهشان المستشار العام الأول لنيابات شمال سيناء يضم كلا من راجى خيرى وأحمد حسن ومحمود حجاج وكلاء أول النيابة، للانتقال الى المستشفى ومناظرة جثث الشهداء وإمكانية سؤال المصابين الذين تعذر سؤالهم لخطورة حالتهما. وأصدرت النيابة قراراتها بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثامين المتوفين والتصريح بعد ذلك بالدفن وانتداب خبراء من الأدلة الجنائية لمعرفة طبيعة وقوع الانفجار وتقدير التلفيات التى حدثت فى مدرعة الشرطة، وطلب تحريات إدارة البحث الجنائى حول ظروف وملابسات الواقعة. وأضاف مصدر أمنى بوزارة الداخلية أن قائد مدرعة الشرطة التى انفجرت بها عبوة ناسفة صباح أمس هو النقيب أحمد حجازى من مديرية أمن شمال سيناء. وأوضح المصدر أن تفاصيل الحادث بدأت فى الساعة التاسعة من صباح أمس، حيث كانت مدرعة الشرطة، فى مهمة عمل لها لتمشيط منطقة قرية الوفاق والطرق المحيطة بها، وبمجرد وصول المدرعة للطريق الرئيسى للقرية الكائنة جنوب مدينة رفح، خرجت سيارة بشكل مفاجئ ربع نقل يوجد فى صندوقها 3 عناصر إرهابية بدأوا يطلقون النار بشكل مكثف على قوات المدرعة حتى اشتبكت معهم القوات فتظاهرت العناصر الإرهابية بالهرب مع استمرارهم فى إطلاق النار على المدرعة، والتى بدأت تسرع لملاحقتهم، حتى انفجرت فجأة عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق الدولى برفح. وأشار إلى أن الانفجار كان شديداً للغاية لدرجة استشهاد كل من كان فى المدرعة نظراً لقيام العناصر التكفيرية بصنع حفرة كبيرة ووضع 4 أسطوانات غاز بالحفرة مليئة بالمواد المتفجرة وردمها بالتراب ووضع عبوة ناسفة أخرى صغيرة الحجم على مسافة قريبة من سطح الأرض ومواراتها بالتراب وتوصيلها بدائرة كهربائية بتلك الأسطوانات، فيما تم ربط العبوة الأساسية بدائرة كهربائية موصلة بشريحة هاتف محمول، و تايمر وبمجرد أن مرت المدرعة أعلى العبوة، بعدما انشغل القوات بمطاردة السيارة الربع نقل، قامت العناصر التكفيرية بتفجير العبوة عن بعد، مما أدى إلى حدوث انفجارين متتاليين، هزا المنطقة بالكامل، حيث تبين أن المتفجرات التى استخدمت فى العملية تتعدى كميتها ال100 كيلو من المتفجرات مما تسبب فى إحداث حفرة عميقة مكان الانفجار تصل إلى مترين وتابع المصدر أن التحريات الأولية كشفت تورط خلية تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس فى الحادث، والتى يديرها التكفيرى، فايز أبوشيتة ومسئول التسليح بها محمد حامد السويفى الذى قتل مع أبوشيتة، وهى نفسها حسب المصدر الخلية التى هاجمها الجيش، أول أمس بقرية الوفاق وتمكن من تصفية 6 منهم والقبض على 10 آخرين، والمتورطين أيضاً فى حادثة قطع رءوس 6 من أبناء سيناء.