شيع أهالي قرية أبو طويلة بالشيخ زويد في شمال سيناء أمس, جثمان أشهر مجاهدة سيناوية الفدائية فرحانة حسين سلامةإلي مثواها الأخير, بعد أن وافتها المنية عن عمر يناهز73 عاما, في ظل غياب تام من مسئولي محافظة شمال سيناء. وتعد الفدائية فرحانة حسين سلامة من أشهر السيدات البدويات اللاتي شاركن في تنفيذ عمليات ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي, أثناء فترة احتلال سيناء, التحقت فرحانة بمنظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات لضرب العدو الإسرائيلي في سيناء, وتم تدريبها ضمن آخرين من أبناء سيناء المهاجرين علي حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلي خلايا المنظمة. كانت أول عملية تقوم بها فرحانة هي تفجير قطار في العريش, حيث قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملا ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة, وعدد من الجنود الإسرائيليين, وفي دقائق معدودة كان القطار متفجرا بالكامل, وتوالت العمليات بعد ذلك وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التي كانت منتشرة في صحراء سيناء, وقبل قدوم إحدي السيارات قامت بإشعال فتيل القنبلة وتركتها بسرعة أمام السيارة التي تحولت في لحظات إلي قطع متناثرة ومحترقة. وكذلك كانت فرحانة في احدي العمليات تحمل عددا من القنابل مخبأة بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلي العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال, وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذي كانت علي متنه مع عدد من زميلاتها, فأحست فرحانة أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياتها. وكانت قد عقبت الست فرحانة عن هذه الواقعة قائلة بعد واقعة تفتيشنا من قبل القوات الإسرائيلية في مدخل مدينة العريش, وعدم تمكنهم من العثور علي ما أخفيته من قنابل ورسائل للمجاهدين, تعودت علي المجازفة, وأصبحت أعصابي قوية جدا, وقمت بتهريب القنابل والرسائل عشرات المرات بعد أن تم تدريبي جيدا من قبل إدارة عمليات التدريب. ونلاحظ غياب مسئولي محافظة شمال سيناء عن سرادق عزاء المجاهدة السيناوية فرحانة التي كانت تحلم فقط بأداء مناسك الحج, وهو الحلم الذي وعدها به الكثير من المسئولين, ولكن وافتها المنية قبل تحقيقه.