حذر علماء الدين من خطورة دعوات تنقية التراث لما لها من آثار سلبية كبيرة علي الإسلام والمسلمين علاوة علي عدم وجود من يستطيع القيام بذلك وطالبوا بأخذ ما يتناسب مع مستجدات العصر ومعالجة قضايانا وإيجاد حلول لمشاكلنا مع إضافة أهل العصر إذا كانوا يقدرون!!. وأكد الدكتور محمد الطيب عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع كفر الشيخ أن أعظم ما تتميز به كتب التراث جمعها ونقلها للرأي الموافق والرأي المخالف من باب الأمانة العلمية في المسائل المختلفة في كافة العلوم وليس معني ذلك أن الإسلام يؤيد مثل هذه الآراء الشاذة التي احتوتها كتب التراث أو كونها منهجا بل تذكر هذه الآراء المخالفة أو الشاذة طبقا لقاعدة أن الرأي الشاذ لا يترك بل يذكر للتدليل علي خطئه. وقال الطيب: إن الإمام يذكر الآراء المخالفة له كما في الأحاديث حتي لو كان الحديث مكذوبا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مع التنبيه بأنه مكذوب من باب أمانة نقل العلم مشيرا إلي أن القرآن الكريم ذاته نقل آراء ووجهات نظر مخالفة له سواء كانت لليهود والكفار قال تعالي وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم و كثير من الآيات التي تنكر البعث كما في قوله تعاليإن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر. وهذا لا يتفق مع ما عليه القرآن الكريم كما أنه ليس نقصا للقرآن الكريم. وأستنكر الطيب الهجوم علي كتب التراث التي تنقل الرأي الموافق والمخالف وعدم الرد عليه من جانب العلماء المتخصصين واصفا هذا الهجوم بالطعن في ثوابت الإسلام ثم الطعن في القرآن الكريم فيما بعد للقضاء علي الدين الإسلامي نهائيا. ومن جانبها أوضحت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر رفضها لدعوات تنقية التراث الإسلامي لأننا غير مؤهلين لذلك. بل علي علماء الأمة الإسلامية أن يأخذوا منه ما يتناسب مع مقتضيات العصر ويعالج مشكلاتهم المستعصية لمناسبة ذلك مع دعوته صلي الله عليه وسلم ويبعث كل مائة عام من يجدد دين الأمة. وأشارت نصير إلي أن الأمة الإسلامية للأسف أصبحت أمة كسولة لا تجدد ولديها فريق طويل اللسان يأخذ من التراث ما هو مخالف في نظره لهذا العصر وهذه هي الإشكالية الحالية غير أن الواجب الأخذ من هذا التراث وهو فيه الغث والسمين مع ما يتناسب ومتطلبات العصر فقد حدث نوع من التصادم بين ثقافة المهاجرين والأنصار في عصر الرسالة عندما هاجر أهل مكة إلي المدينة خاصة في تصنيف القضايا المتعلقة بالمرأة فما بالنا بعد مرور1400 سنة أو أكثر مؤكدة أن الحكمة تقتضي اختيار ما يتفق من التراث ويتناسب مع قضايانا ومعالجة مشاكلنا.