المعديات النيليةببني سويف تمثل وسيلة الاتصال الوحيد للحياة بين شرق النيل وغربه فالمحافظة لا يوجد بها سوي كوبري واحد بمدينة بني سويف لعمل هذا الربط وآخر تم افتتاحه منذ عدة أشهر علي نيل مدينة الواسطي شمالا. وبالتالي فإن عدد الكباري لا يكفي لنقل الأهالي في محافظة طولها أكثر من100 كم علي ضفتي النيل وأصبحت تلك المعديات وسيلة قتل بلا رحمة في ظل تهالك المراسي الخاصة بها وعدم وجود أدني رقابة من قبل الوحدات المحلية علي المعديات الخاصة سوي إعطاء التراخيص لأصحابها فمعظمها متهالك وعمره الافتراضي منته ولا يعرف شيئا اسمه الصيانة والبعض الآخر يسير بدون تجديد لرخص بحارتها لكن المواطنين ليس بأيديهم شيء ولسان حالهم ما باليد حيلة فهم يترددون يوميا علي المدن لتلبية احتياجاتهم فمنهم من يستقلها للذهاب إلي وظائفه والبعض الآخر يستقلها للانتقال إلي المدينة لقضاء احتياجاته وتلاميذ المدارس يستقلونها للذهاب إلي مدارسهموالموظفون إلي أشغالهم. إلا أننا نجد في المقابل حمولة زائدة ورعونة في القيادة ومعديات غير مرخصة يتسابق قائدوها للفوز بأكبر عدد من الركاب إضافة إلي عشوائية الحركة فوق المياه. وتضم محافظة بني سويف العديد من المعديات بمختلف مراكز المحافظة منها معدية كفر ناصر التي شهدت الكارثة الكبري أمس الأول الخميس بغرقها ووفاة6 من ركابها وغرق عشرات الدراجات البخارية والماشية معها ومعدية زهرة الشرق ومعدية غياضة الشرقية ومعدية الفقاعي بمركز ببا ومعدية قرية الشراهنة ومعدية قرية بني عقبة ومعدية قرية الحيبة بمركز الفشنومعدية اشمنت بمركز ناصر و يقوم الأهالي باستئجار تلك المعديات من الوحدات المحلية من خلال مزاد علني ويحصلون من خلاله علي التراخيص من هيئة الملاحة النهرية بالقاهرة ثم يتصرفون بها كيفما يشاءون. وقد تعددت الحوادث الناجمة عن تلك المعديات بالمحافظة حيث لقي18 شخصا من أسرة واحدة مصرعهم غرقا بسبب معدية اشمنت بمركز ناصر منذ عام ونصف تقريبا والتي كشفت تحقيقات النيابة فيها عن عدم التزام مستأجري المعدية بشروط الأمن والسلامة حيث يعملون بالمعدية بدون أبواب جانبية وخلفية كما وقع بعدها بفترة قليلة حادث غرق سائق سيارة وأصيب آخر اثر سقوط سيارتين محملتين بالرمال والبلوك الأبيض بنهر النيل أثناء محاولتهما الصعود إلي معدية قرية الحيبة بمركز الفشن وآخرها حادث معدية الفقاعي والتي كان يستقلها أكثر من75 مواطنا وكادوا أن يتعرضوا للغرق لولا تدخل العناية الإلهية وغيرها من الحوادث المتكررة يوميا. ويقول احمد محمد حسن موظف من قرية الحيبة بمركز الفشن يوميا نري الموت بأعيننا بسبب المعديات لكن ما باليد حيلة فليس أمامنا سوي استقلالها مهما كانت حالتها فبدونها لا نستطيع الوصول لاماكن عملنا أو قضاء مصالحنا. أما صلاح جودة محمد مهندس زراعي من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا فيقول بالرغم من أن المعديات متهالكة وشروط السلامة والأمان غير موجودة فإن تلك المعديات تعمل وتكون حمولتها ضعف طاقتها وهو ما يعرض مئات المواطنين للخطر فمنذ عامين تم إيقاف معدية الوحدة المحلية في قرية غياضة الشرقية بحجة عدم تطهير مرسي المعدية وهو ما اضطر الأهالي إلي استقلال بعض المعديات الخاصة المتهالكة غير المرخصة للنقل البحري ولا يوجد بها أي وسائل للحماية من المخاطر وهو ما ينذر بكارثة محققة. أما صبيح عبد الحميد( إمام وخطيب مسجد) بقرية جبل النور فيقول أصبحت المعديات مقابر للأهالي فبين الحين والآخر تحدث حادثة غرق بسبب تلك المعديات المتهالكة المفتقدة لجميع وسائل الأمان و كثيرا ما تحدثنا إلي المسئولين عن تشديد الرقابة علي تلك المعديات فالكثير منها غير مرخص وبحاروها من الصبية الصغار الذين لا يحملون حتي بطاقة الرقم القومي ولكن ليس أمامنا إلا استقلالها من اجل الوصول إلي أماكن عملنا وقضاء مصالحنا. ويضيف أسامة سيد أبو زيد مقاول قائلا بحكم عملي استقليت جميع معديات المحافظة ولكن للأسف وجدت أن معظمهامتهالك وعمره الافتراضي منته ولا يعرف الصيانةويفتقد جميع وسائل الأمانويسير بدون تجديد لرخص بحارتهاكما أن مرسي المعديات في حالة يرثي لها ففي قرية غياضة الشرقية نعاني يوميا من الطريق المؤدي إلي المعديات فالطريق ضيق جدا وغير ممهد ومنذ أكثر من3 سنوات قرر الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف الأسبق تمهيد طريق بديل خارج القرية بعيدا عن الكتلة السكنية بدلا من هذا الطريق إلا أن ذلك لم ينفذ علي ارض الواقع حتي الآن كما أن المرسي الغربي بقرية كفر ناصر يحتاج إلي تمهيد وتوسعات من أجل تسهيل مرور سيارات النقل المحملة بالزلط والرمل القادمة من المحاجر والتي تستقل المعديات لتعبر إلي الضفة الغربية للنيل. أما ربيع عبد الغني من قرية بني حدير فيؤكد أن الحديث عن المعديات يعود إلي أذهان أبناء قريتنا الحادث الأليم الذي راح ضحيته18 من أبناء القرية في حادث واحد العام قبل الماضي فمعدية اشمنت هي حقا مقبرة لأهالي القرية فهي تفتقد إلي جميع وسائل الأمانأو الاشتراطاتالفنيةفالمعدية متهالكة إلي أقصي حد وبالرغم من ذلك تحمل يوميا بضعف حمولتها بسبب غياب الرقابة علي تلك المعديات كما أن قائديها من الصبية الصغار الذين لا يحملون أية رخص وبالرغم من ذلك نستقلها لان ليس أمامنا وسيلة مواصلات سواها. ويقول أحمد صقر محاسب بالتامينات الاجتماعية بببا نطالب المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف بتوفير معديات تتوافر فيها شروط الأمن والأمان للأهالي وفي نفس الوقت لأصحاب المعديات أوالعاملين عليها من أبناء المركز, خاصة أن الغرب مرتبط بالشرق لوجود المقابر شرق النيل وليس من المعقول أن يسير الاهالي من ببا الي مدينة بني سويف ليعدوا من علي الكوبري العلوي ثم يعودون الي مدينة ببا من الجهة الشرقية فتلك المسافة طويلة جدا, ومرهقة, ومكلفة, وطالب صقر بتوفير معديات اكثر امانا لاستيعاب سيارات النقل والملاكي وتخصيص معديات للنقل الخفيف والمواطنين, ومعديات أخري للنقل الثقيل ومواد البناء من ظلط ورمل وأحجار. ومن جانبه أكد المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف أنه أعطي تعليماته الفورية لرؤساء الوحدات المحلية الموجود في زمامهم معديات بمراجعة كافة تراخيص المعديات بدءا من الوسطي شمالا وإنتهاءا بمركز الفشن جنوبا كما قرر البتيتي بالبدء في تطوير مرسي مركز الفشن الذي يحتاج الي مليوني جنيه وتوقفت به المعديات عن العمل منذ سنتين وأنه أبلغ النيابة للتحقيق في معرفه المتسبب في حوادث تلك المعديات لمحاسبته وأضاف البتيتي بأنه شكل فريق لبحث كل الوسائل لمراقبة تلك المعديات بشكل دائم حتي لا يتلاعب أحد بأرواح المواطنين بالمحافظة.