مأساة حقيقية تتعرض لها الحيوانات والنباتات النادرة داخل محمية أسيوط الطبيعية بعدما تحولت إلي ساحة للشجار وإطلاق النار من قبل المعتديين وواضعي اليد وهو ما دفع الحيوانات للفرار بعيداي عنها. مما ترتب عليه فقد المحمية لسلالات نادرة تنفرد بها أفريقيا وعالميا حيث يواجه العاملون بتلك المحميات الموت يوميا بسبب قيام الأهالي بالسطو عليهم ومحاولة الأستيلاء علي مساحات شاسعة من الأراضي وآخر تلك المحاولات كانت منذ أيام قليلة حينما قام مجهولون باقتحام المبني الإداري للمحمية الطبيعية بمحافظة أسيوط وتحطيم محتوياتها والاعتداء علي العاملين بها بسبب رغبتهم في الإستيلاء علي بئر المياه الخاص بالمحمية مما أدي إلي إصابة عدد من العاملين والموظفين بالمحمية. البداية كانت مع استغاثة العاملين بتلك المحميات لمشاهدتها علي أرض الواقع وبالفعل انتقلت الأهرام المسائي إلي محمية الوادي الأسيوطي التي تقع بمركز ساحل سليم جنوب محافظة أسيوط ووجدنا أن قانون حماية المحميات الطبيعية الذي يمنع أي شخص من البناء أو الاستيلاء علي أراضي المحمية حبر علي ورق, حيث قام بعض سكان القري المجاورة لمحمية الوادي الأسيوطي كعرب مطير والمطمر ببناء مقابر واستصلحوا أراضي في المحمية, وعندما يتم تحرير محاضر لهم كان ردهم علي المحضر انتو عايزين تحموا شوية سحالي وأبراص والناس هنا بتموت من الجوع والغريب في الأمر أن أرض المحمية باتت مستباحة للجميع حتي أن أحد الأشخاص قام بعمل محجر للرمال داخل محيط المحمية مهددا مسئولي المحمية من مجرد الاقتراب منه فضلا عن العشرات ممن أستولوا علي مساحات من المحمية لزراعاتها مستغلين شروط وإجراءات التقاضي المميتة حيث انه في حالة حدوث أي مخالفة يتم تحرير محضر ثم يتم عرضه علي النيابة وعندما يتحول لجلسة يكون قد استغرق نحو6 أشهر وبعد استئناف وإجراءات التقاضي يكون قد مر سنوات لتصبح الفسيلة شجرة ويتعذر معها إزالتها, والغريب في الأمر أن المتعدين علي أراضي المحمية قاموا بتحديد خط فاصل من الرمال بجوار المبني الإداري للمحمية وحذروا موظفي المحمية من تجاوزه, هذا فضلا عن تعرض بعض موظفي المحمية المكلفين بتحرير المحاضر لأذي شديد من قبل هؤلاء المعتدين لتضيع مئات الأفدنة من أرض المحمية, وينتهي الأمر بهروب كثير من حيوانات المحمية نتيجة صوت إطلاق النار الذي لم ينقطع منذ ثورة25 يناير, وكان من إبرز التعديات قيام مجموعة من الأهالي بالاستيلاء علي نحو300 فدان من أرض المحمية وتم تحرير محاضر لهم, ولكن يبقي الحال كما هو عليه حتي وصل الأمر إلي خوف القائمون علي المحمية أن يأتي صباح أحد الأيام ليجدوا أن المبني الإداري قد سقط في أيد المعتدين أو أن المحمية قد اختفت تماما, رغم أن هناك حاجة ماسة لتجميع الأصول النباتية المهددة بالانقراض وبخاصة أنواع النباتات الطبية والعطرية مثل نباتات السكران الذي يستخرج منه سائل يستخدم في العمليات لتوسيع حدقة العين, كذلك الصباريات وغيرها من النباتات التي تعتبر أصولا وراثية لمحاصيل اقتصادية مهمة. ويرجع إنشاء المحمية بالصحراء الشرقيةجنوب مدينة أسيوط بنحو20 كم, وفقا لقرار رئيس الوزراء رقم942 لسنة1989 وتم توضيح حدودها وفقا لهذا القرار لتمتد لمساحة8 آلاف فدان, بهدف الحفاظ علي الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض, وتهيئة البيئة المناسبة حيث يوجد بها كثير من النباتات الطبية والحيوانات البرية النادرة, كما أن قانون نشأة المحميات ينص علي أن تقوم كل دولة باقتطاع جزء من أراضيها وتخصيصها كمحميات طبيعية لا يجوز الاقتراب منها ومنع أي نشاط بشري عليها للحفاظ علي هذه الأجزاء كفلاتر طبيعية, وترجع أهمية المحمية كونها المحمية الوحيدة علي مستوي الصعيد التي تتوافر بها مقومات المحمية بالإضافة إلي محمية الأقصر في الدبابية ولكنها عبارة عن محمية جيولوجية طبيعية فقط يتم من خلالها التعرف علي بعض الحقب التاريخية في تاريخ الأرض ومساحتها محدودة جدا, وتنفرد محمية الوادي الأسيوطي بوجود سلالات تنفرد بها مصر وليبيا من الغزلان يعرف باسم الغزال المصري تم التقاط صورة حية لها, كما انه يوجد نوع من الذئاب يعرف باسم ابن آوي المسالم والذي لا يهاجم البشر كان موجودا بتلك المحمية, بالإضافة للضب المصري الذي يصارع الانقراض وحتي لا تتحول تلك المحميات إلي ما يشبه حدائق الحيوان فإن قانون المحمية يمنع إقامة أي أسوار حولها كي تكون الحيوانات داخل المحمية في حرية تامة وتعيش في بيئتها الطبيعية, وقد تمت ملاحظة وجود كثير من الفضلات وأثار أقدام علي الرمال تدل علي وجود ونزول هذه الحيوانات ليلا, ولا يقتصر دور محمية الوادي الأسيوطي علي الحفاظ علي السلالات الوراثية فقط بل تلعب دورا كبيرا في التثقيف البيئي والوعي البيئي حيث تأتيها رحلات من جامعة أسيوط ومدارس أسيوط لزيارتها, وقد حضر أساتذة من كلية العلوم قسم الجولوجيا لمعاينة بعض الجبال وتوصلوا إلي أن هناك بعض الرخام الموجود بالمحمية يعرف باسم الألباستر وهو ذو قيمة عالية جداي لأنه من أفضل أنواع الرخام في العالم, كما تم رصد بعض الكثبان الرملية وحجارة الكونتر التي يصنع منها الزجاج,وهناك دراسات ماجستير قام بها باحثون من جامعة أسيوط عن المحمية, كما أن المحمية في الأساس هي نتاج دراسة بين جامعة أسيوط ممثلة في كلية العلوم وجامعة اريزونا الأمريكية. ولاستقطاب وجذب الطيور المهاجرة وبعض الطيور المهدد بالانقراض قامت إدارة المحمية بعمل حمام سباحة بركة علي مساحة30*35 مترا لجذب هذه الطيور, كما تستخدم المحمية أنواع مختلفة من أجل إكثار الزواحف المهددة بالانقراض منها ما يعرف بالتربية بالأسر حيث يتم حبس هذه الحيوانات في مكان مهيأ وإطلاق سراحها بعد تكاثرها, كذلك تم إنشاء مجموعة أبراج للحمام الجبلي ليكون مأوي طبيعي لإكثار الحمام الزاجل والجبلي وتمت تهيئة كل الظروف المناسبة له. وفي أحد أركان المحمية تم إنشاء منحل لإكثار وتربية سلالات من النحل البلدي المصري الأصيل والموجود علي جدران المتاحف والمقابر الفرعونية والذي أوشك علي الانقراض نظرا لقلة إنتاجه مما دفع منتجو العسل لتركه والتحول لتربية أنواع من النحل عالي الإنتاجية ضعيف القيمة كالهجين الايطالي وغيره, رغم تميز المصري بتحمل أكثر درجات الحرارة صيفاي وبرودة الجو شتاء, والجودة العالية