العيد.. فرحة ينتظرها كل مسلم مع انقضاء شهر البركات.. يستعد كل بيت لاستقبال أيامه.. تشمر فيه النساء عن سواعدهن لخبز الكعك والبسكويت.. فيما يسهر الأطفال يحلمون بارتداء الملابس الجديدة. بينما ينتظره الكبار لتبادل التهاني والزيارات حتي يصل الجميع رحمه.. إلا أن ذات العيد وذات الأيام تأتي هذا العام علي مئات الأسر بطعم الحزن الذي كسا الوجوه.. حيث اختفت مظاهر الفرحة والبهجة خلف ملامح بائسة حزينة لم تجف دموعها علي فراق أب حنون أو ابن يعول أسرته أو ثالث كان ينتظر زفافه إلي عروسه ولكن تم زفافه إلي السماء.. الأهرام المسائي أبت أن تمر أيام العيد العطرة دون أن تتذكر أسر شهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.. ففتحت صفحاتها لأهالي الشهداء يروون ذكرياتهم مع فلذات أكبادهم قبل أن يواريهم الثري. في الوقت الذي تبتهج فيه القلوب وتنشرح فيه الصدور وينشغل فيه الجميع بالاحتفال بعيد الفطر المبارك هناك قلوب أهالي الشهداء الذين يمر عليهم أصعب الأعياد وأشدها قسوة تنفطر علي فقدان فلذات أكبادهم الذين راحوا ضحية الغدر والإرهاب الأسود حيث تعيش أسر الشهداء في أسيوط مأساة حقيقية بعدما فقد بعضهم العائل والسند الوحيد لها في الحياة فالفقر المتفشي في صعيد مصر حول حياة أهالي الشهداء إلي جحيم بعد ضياع سندهم في الدنيا حيث كانت تلك الأسر تعتمد في دخلها علي أبنائهم الشهداء الذين تذوقوا مرارة الشقاء والبؤس في دنياهم بعد أن تحملوا أعباء أسرهم رغم صغر سنهم ولكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا حيث تنعموا بالشهادة في الدار الآخرة ولكنهم تركوا اسرهم يواجهون مصيرهم المجهول. ففي مدينة أسيوط تعيش أسرة الشهيد إسلام عبد المنعم بدر الذي راح ضحية الحادث الأرهابي الجبان بالفرافرة لحظات مريرة للغاية بعد أن فقدت الأسرة أحد أبنائها ومازال شقيقه عمرو يقضي فترة تجنيدة في ذات الوقت بذات المنطقة بالفرافرة وهو ما أدخل الرعب والهلع علي قلوب كل افراد الأسرة خشية من أن يواجه عمرو مصير شقيقه خاصة وأن الحادث الذي تعرض له الشهيد أسلام لم يكن الأول ولم ينته الأمر بعد هذا فضلا عن مرارة الفراق التي ذاقتها الأسرة وأيقنت أن الموت ليس ببعيد علي أحد وهو ما حول حياتهم إلي جحيم والأكثر من ذلك أن محمد الشقيق الأصغر للشهيد اعتاد أن يأتي له إسلام بالهدايا كلما حضر في إجازة ومازال حتي الآن لا يعي ما جري وينتظر عودة إسلام بهدية العيد. ويقول سعيد البدري عم الشهيد اسلام إن الظروف المعيشية لأسرة الشهيد المكونة من9 أفراد صعبة للغاية وكان الشهيد إسلام يستغل فترة الاجازة في العمل بجوار والده حتي يتمكن من توفير مبلغ مالي يتمكن من خلاله من توفير مصاريفه خلال فترة التجنيد هذا فضلا عن متطلبات الأسرة التي لا تنتهي من مأكل ومشرب وغيرها من مسلتزمات وكان الجميع ينتظر بفروغ الصبر انتهاء فترة التجنيد حتي تعود الحياة إلي سابق عهدها ولكن برحيل الشهيد إسلام ثقلت الأعباء المادية علي الأسرة التي تعيش علي الكفاف خاصة أن شقيقه الآخر عمرو يقضي فترة تجنيده وهو ما يزيد من مأساة الأسرة التي تعيش في قلق مستمر وباتت في احتياج شديد لعمرو ليقف بجوار والده. وفي قرية أولاد شحاتة مركز ساحل سليم خيم الحزن علي الجميع وسرقت فرحة العيد من قلوب جميع أهالي القرية حزنا علي فراق الشهيد المجند إسلام راشد زكي22 عاما أحد المجندين الذين استشهدوا في كمين الفرافرة, حيث تحدث أحمد فؤاد عثمان خال الشهيد بصوت يملؤه الحزن قائلا نتذكر يوميا إسلام بسبب استمرار مسلسل نزيف الدماء الطاهرة من أبناء الجيش المصري حيث تتساقط الدموع وتتقطع القلوب مع سماع نبأ أستشهاد أي مجند من أبناء مصر علي يد هؤلاء الجبناء وأضاف خال الشهيد إن الإجازة الماضية التي نزل فيها إسلام قبل استشهاده كان مصابا برش خرطوش في مطاردة مع بعض المجرمين الخطرين ومع ذلك لم يخبر الاسرة بأي شيء مكتفيا بإخبار أصدقائه فقط وهو ما يجسد حجم المأساة والمخاطر التي يعيشها أبناؤنا. وفي قرية نزه قرار بمركز منفلوط لم تجف حتي الآن دموع أسرة الشهيدعلاء أحمد عرفات الذي استشهد في أبريل الماضي أثناء وجوده بكمين طريق القاهرةالسويس الصحراوي, حيث قام مجهولون يستقلون سيارة بإطلاق الأعيرة النارية علي أفراد الكمين فأردوه وأحد الضباط شهيديناثر تلقيهم رصاصات الغدر والخيانة من الإرهاب الأسود وقال حسام عبد المعز أحد أهإلي القرية- إن هذا العيد بطعم المرارة حيث يعتصر الألم أسرة الشهيد التي فقدت العون والسند لها في هذه الدنيا حيث كان الشهيد علاء لا يفارق أشقاءه سواء قبل التجنيد أو خلال فترة تجنيده حيث كان يتلهف الحصول علي إجازة لينغمس في العمل لتوفير نفقات الأسرة لمساعدة أبيه علي مصاريف المنزل وكانت الاسرة تنتظر انتهاء فترة خدمته العسكرية بفارع الصبر للاحتفال بزواجه وليفرحوا به باعتباره اكبر اخوته ومنذ رحيل الشهيد لم يلتفت أحد لأسرته حتي أن مسئولي أسيوط لم يقدموا لهم واجب التعزية. وفي قرية عرب الجهمة التابعة لمدينة القوصية فالوضع يختلف إلي حدا ما حيث أعلن أهالي القرية الحداد هذا العيد حزنا علي فراق ثلاثة شهداء من أبنائها خلال العام الحالي حيث يخيم الحزن علي أسرة الشهيد حسن حامد عليان22 عاما الذي استشهد في الاعتداء الارهابي الأخير علي جنود العريش في بداية شهر رمضان تاركا خلفه مأساة حقيقية تتجسد في أسرتهالتي تحتاج إلي عائل يتدبر أمرها الحال نفسه داخل أسرة المجند عبد الله ناجي كامل ابن عم الشهيد حسن والذي لقي مصرعه أيضا في حادث ببني سويف أثناء عودته من الخدمة برفقة ثلاثة آخرين وعلي مقربة من منزلي حسن وعبدالله تعيش أسرة الشهيد محمد عبدالنبي الذي استشهد في هجوم غادر علي جنودنا في رفح في حزن شديد بعد فقدانها أحد أعمدتها الرئيسية حيث كان الشهيد محمد بمثابة الأب والأخ لجميع أفراد الأسرة وكان ينتظر بفارغ الصبر حصوله علي أجازة لكي يعمل ويحصل علي الأموال ليساعد أسرته التي باتت في أمس الحاجة إليه الآن. بقلوب حزينة وعيون تملؤها الدموع وقلوب مرتجفة ووجوه شاحبه مكفهرة وغضب يعم الجموع علي فقد الأبناء والشهداء ودع أهالي أسيوط جثامين الشهداء الثلاثة الذين راحوا ضحية الغدر خلال العمل الإرهابي الخسيس بواحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد بعد ان استهدفتهم يد الارهاب الجبان ليلحقوا بمن سبقوهم من أبناء أسيوط ممن ضحوا بأرواحهم فداء للوطن, حيث سيطر الحزن والأسي علي أهالي أسيوط الذين باتوا يشاهدون في حسرة ومرارة وآلم مسلسل الحزن الذي يقدم حلقاته الواحدة تلو الأخري حاملا شهداء أسيوط إلي مثواهم الأخير وهو مادفع أهالي الشهداء لمطالبة الأجهزة المعنية بالقصاص من هؤلاء القتلة الذين يستهدفون خيرة شباب الوطن الذي يدفعون ثمنا غاليا لخسه الأرهاب الأسود بدون أي ذنب اقترفوه سوي أنهم انضموا لكتيبه الدفاع عن الوطن. أما أسرة الشهيد الهامي عياد شهيد مركز البداري فقد أتشحت قرية العقال القبلي بالسواد التام حزنا علي فراق الشهيد الذي وصفه الجميع بدماثة الخلق وأنه كان يسعي دائما لمساعدة الجميع من أبناء القرية ولم يشعر أهالي قرية أنه قبطي من كثرة اندماجه مع أصدقائه المسلمين بالقرية وتحدث اسامه عياد شقيقه الأكبر والدموع تنهمر من عينيه قائلا أنهم يحتسبون شقيقهم شهيدا عند الله فهو كان يؤدي واجبه دفاعا عن حدود الوطن وقال ان أسرته تتكون من6 أولاد وثلاث بنات بالإضافة إلي الأب والأم وأنهم يقيمون في بيت ريفي وحال مثل حالهم أهالي القرية وعن الشهيد إلهامي قال إن شقيقه حصل علي ليسانس الحقوق عام2013 منذ6 شهور وكان ينتظر انتهاء فترة التجنيد لبدء حياته العملية والتجهيز لعرسه مشيرا إلي أن آخر أجازة للشهيد كانت منذ شهر تقريبا كان خلالها مهموما والحزن يملأ عينيه بسبب مشقه السفر والتي تزيد علي1000 كم تقريبا فضلا عن ان موقع المعسكر الملتحق به شهد حادث منذ عده اشهر وهو ما أكد في نفسه أنهم معرضون للمخاطر ولكنه كان يداعبهم أن الأعمار بيد الله واننا جميعا فداء لمصرنا الحبيبة وقال إنهم يحتسبون ابنهم الفقيد عند الله ويطالبون بالقصاص لدماء الشهداء من هؤلاء القتله الذين لا يعرفون إلا لغة الدم وبعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة التي تدعو للسلم والأمن والتعايش السلمي. أما أسرة الشهيد عدنان خليفة خلاف فقد استقبلت نبأ استشهاد ابنهم بحزن شديد حيث كان من خيرة شباب القرية وكان ملتزما دينيا رحيما بكل من حوله عطوف علي أشقائه وقال محمد يحيي الريفي ابن عم الشهيد 24 سنة أن عدنان حصلعلي ليسانس حقوق وتم تجنيده في يناير الماضيوكان يحلمبان ينهي تجنيده ليكمل مشوار حياته كباقي شباب الصعيد الكادح الذي لا يعرف الملل ولا الراحة مضيفا ان الشهيد كان شمعة تضئ لجميع ابناء البلد وقد أطفأتها يد الغدر والخيانة. واضاف صلاح معبد ابن عم الشهيدبنبرة ملؤها الحزن والاسي أن أخر لقاء جمعه بفقيدهم كان في الإجازة الأخيرة منذ أسبوع والتي أكد فيها أنه يعاني الامرين في السفر من بلده وحتي نقطة تجنيدهمفجرا مفاجأة بأن الفقيد كان مسئول الافراد بالكتيبةوكان يصلي بهم اماما وانه من خيرة شباب القرية وكان متفوقا في دراسته مشيرا إلي انه بعد حصوله عليليسانس الحقوق بتقدير جيد جداقررأن يواصل تعليمه حيث كان يحلم بأن يكون استاذا جامعيا وان يكون أحد أهم رجال القانون في مصر فقام بالتسجيل للحصول علي الماجستير وأشار معبد إلي انالاجازة الماضية كان ينوي خلالها تأدية امتحان الماجستيرداعيا إلي سرعة القصاص من القتلة لافتا إلي ان الشهيد كان يحكي لهم عن حجم المخاطر التي يتعرضون لها في هذه النقطة الحدودية وان عصابات التهريب دائما ما تهاجمهم بالاسلحة الثقيلة وان الكمين تعرض لهجوم منذ شهر.