الفارق كبير جدا بين الناجح والفاشل, فالناجح لا تنضب أفكاره, والفاشل لا تنضب أعذاره, والناجح يري حلا في كل مشكلة, والفاشل يري مشكلة في كل حل! وحال الأهلي بعد أن انتصف الموسم الثاني تحت قيادة حسام البدري لا يسر عدوا ولا حبيبا في النتائج والعروض علي أساس أن النجاح في إحداهما يمكن أن يخفف من وطأة الأخري, ولكن لم يحقق الفريق تحت القيادة الوطنية لا هذه ولا تلك, وهنا لا مفر من التسليم بأن الحساب في نهاية الموسم لا يفرق كثيرا عن الانتحار! ليس هناك فريق أكبر من الهزيمة, ولكن ليس الأهلي الذي يخسر بهذا الشكل المهين.. ليس هو الفريق الذي ينتهي بعد ربع ساعة, ولا الذي يرفع الراية البيضاء عندما تهتز شباكه مرة أو مرتين أو ثلاثا, ولا الذي يظهر خارج أرضه وكأنه دمية يتم تحريكها علي مسرح للعرائس! الاعتراف بالخطأ ليس عيبا.. والرجوع في قرار لا ينال من إدارة الأهلي.. والإقالة أو قبول الاستقالة من مدرب فشل في مهمته بعد أن حصل علي كل درجات الرأفة ومن قبلها كل الدعم الذي يمكن أن يناله مدرب في أي ناد قرار حتمي يفرضه حال الفريق الذي وصلت درجة حرارته إلي الصفر في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر أزماته وتجاوزاته إلي درجة الخطر! ليس مطلوبا من إدارة النادي الأهلي أن تنزل علي رغبة الجماهير, ولا أن تستجيب لضغط إعلامي, ولكن المطلوب منها أن تعيد طرح أوراق الكرة من جديد بصرف النظر عن أننا في أول الموسم أو وسطه أو آخره لأن القضية خطيرة وقد تتطور إلي ما هو أخطر.. وعلي لجنة الكرة أن تسأل نفسها قبل أن يسألها الغير: هل صفقات الأهلي هذا الموسم علي المستوي الذي يؤهله للحفاظ علي الأقل علي البطولة التي يحمل لقبها؟ هل الإدارة الفنية علي مستوي المطلوب؟.. هل التغيير والتبديل والتعديل في الخطة والتشكيل يقوم علي أسس ووعي؟.. هل المدرب مقنع للاعبين الصغار قبل الكبار؟.. هل نطق محمد أبو تريكة عن باطل؟.. هل انهار الفريق من قبل بهذا الشكل؟.. هل عرضتم عليكم مشكلات بهذا الحجم علي مدار تاريخ طويل وعريض؟.. هل الاستقرار المرفوع شعاره الآن سيفيد؟.. وهل يمكن أن تكون هناك نتائج أسوأ من ذلك لو حدث التغيير ؟! فيا لجنة الكرة.. إذا كانت المصروفات أعيت الخزينة.. وإذا كان لابد من مدرب وطني, فليس هو البدري الذي قضي عمره إداريا, وما زال أمامه الكثير لكي يكون مديرا فنيا لفريق في حجم الأهلي!