إن التوسعتين العظيميين للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لا تعنيان مجرد التوسعة إذ لو كان الأمر كذلك لاصبح التيسير للحجاج والزائرين مقصورا علي استيعاب المسجدين لأكبر عدد ولكن تظل بعد ذلك الخدمات الأخري من المواصلات والاتصالات والسكن والأسواق والامدادات الغذائية والسقيا وغير ذلك عائقا كبيرا دون التيسير الذي توخاه خادم الحرمين الشريفين من التوسعتين لذلك كان من مستلزمات التوسعتين ان تسيرا في خط متواز مع مشاريع ضخمة أخري تخدم هاتين التوسعتين ثم وهي بمجموعها تشكل الخدمة الشاملة المتكاملة للوافدين الي الديار المقدسة من انحاء الدنيا. ولهذا شملت مشاريع التيسير لأداء المناسك ومشاريع انشاء خطوط المواصلات الواسعة السريعة عبر مكةوالمدينةوجدة وغيرها من المدن وكذلك خطوط المواصلات الداخلية وخطوط الربط الدائرية وبناء الكباري وفتح الأنفاق وشق الطرق وتوسعة الشوارع وإيجاد العديد من الساحات والمواقف للسيارات وإنشاء الأسواق التجارية وتوفير الماء والكهرباء والمساكن والفنادق ذات المستويات المختلفة. فالقضية ليست قضية التوسعة بل جرت وراءها مشاريع لو تصورنا لعلمنا ان ذلك يعتبر ضربا من المعجزات قياسا علي الزمن الذي أنجزت فيه ولقد حققت بفضل الله هذه المشاريع الكبري الممتدة من مشروع التوسعة ما تصبو اليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من تحقيق أكبر قدر من التيسير والتسهيل للحجاج والزائرين في أداء مناسك حجهم وعمرتهم وزيارتهم. يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي87552 كم من كل جهة من جهات مكة ومركز هذه الدائرة الكعبة المشرفة وقد اختلف المؤرخون في تحديد قدر المسافات التي بين الكعبة وحدود الحرم من كل جهة ولعل هذا الاختلاف راجع الي اختلاف الابتداء من المسجد الحرام الي تلك الحدود علي انهم لم يذكروا الا مسافات الطرق الرئيسية وهي حده شمالا من جهة المدينةالمنورة يكون عند التنعيم أو مسجد العمرة وتقدر المسافة بنحو7 كم أما غربا من جهة جدة فحدود الحرم عند المكان المسمي العلمين أو الحديبية وتقدر المسافة ب18 كم اما شرقا من جهة نجد فحدوده عند الجعرانة وتقدر المسافة ب14.5 كم تقريبا أما جنوبا من جهة عرفة فحدوده عند نمرة والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر ب20 كم. كانت الكعبة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم قائمة في منطقة مفتوحة وفي عام65 ه(685 م) بني حولها سور وأزيلت البيوت الملاصقة لها لتوفير مكان اكبر للمسجد واستمرت مشاريع توسعة المسجد الحرام حتي وقت قريب. بعد ان فتح الرسول صلي الله عليه وسلم مكة أزال ما كان علي الكعبة من اصنام وكان يكسوها ويطيبها ولكنه لم يقم بعمل تعديل علي عمارة الكعبة وما حولها كما لم يرجع الكعبة الي سابق عهدها في أيام سيدنا ابراهيم عليه السلام.