الشعوذة تلاحق الكرة المصرية.. الأعمال السفلية مبرر للهزائم وفقدان نقاط.. السحر عنصر من عناصر كتابة الخيبة الكروية.. وغيرها من العبارات التي باتت ترتبط بالفرق المصرية.. وأصبحت نغمة تسيطر علي المسئولين عن الفرق كلما جري الحديث عن هزائم أو تعادلات سلبية.. الشعوذة أصبحت ظاهرة تتردد بقوة الآن في الكرة المصرية بعدما تحولت الي مقولة تروي علي ألسنة لاعبين و مدربين وإداربين. هي ظاهرة لها أرضية خصبة الآن بعدما تفجرت في أروقة فرق لها شعبية ضخمة مثل الزمالك والاسماعيلي وكذلك مبرر للعلاج لاصابات تلاحق لاعبين أفارقة صنعوا جزءا كبيرا من الظاهرة في الملاعب المصرية. البداية من الزمالك وتحديدا من إبراهيم حسن مدير الكرة صاحب أجرأ التصريحات حول القضية والظاهرة في أعقاب تعادل فريقه مع الجونة بهدف لكل منهما.. إبراهيم حسن قال بعد المباراة إن الجهاز الفني اكتشف ما اطلق عليه العمل السفلي موضوعا خلف السيراميك بغرفة خلع ملابس اللاعبين وهو عمل يهدف الي منع الزمالك من احراز الفوز في مبارياته وفقدانه المستمر للنقاط للابتعاد سريعا عن دائرة المنافسة علي قمة الدوري الممتاز, ضرب إبراهيم حسن موقفا مثيرا للجدل بعد هذا التصريح.. فهو أكد خلاله نجاحه مع الجهاز الفني في الاستعانة بأحد السحرة من أجل إبطال مفعوله.. والغريب في الأمر ان الزمالك بعد تصريح إبراهيم حسن ادي ثلاث مباريات متتالية في الدوري الممتاز وحقق خلالها الفوز وهي أول مرة منذ بداية الموسم, يحقق الزمالك3 انتصارات متتالية.. وكان علي حساب سموحة بثلاثة أهداف مقابل هدف في ملعبه بالاسكندرية ثم الفوز علي المقاولون العرب بهدف مقابل لاشيء في القاهرة ثم الفوز علي مصر المقاصة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة, وماحدث في الموسم الحال ماهو الا مسلسل متكرر ويشهده الزمالك من حين الي آخر حيث يعد النادي الأرض الخصبة لتفجر ظاهرة الشعوذة في الملاعب المصرية. فقبل موسمين دارت حرب كلامية بين محمد عبد المنصف حارس الجونة حاليا والزمالك وقتها وزميله عبد الواحد السيد ثنائي حراسة المرمي بعد اتهامات متبادلة حول قيام كل منهما بالاستعانة بالأعمال السفلية لإلحاق الأذي بالآخر وللانفراد بحراسة مرمي الفريق.. فكان عبد المنصف يري ان مشكلته تعود الي اهتزاز شباكه بأهداف غريبة يجيد أي حارس مبتدئ التعامل معها وتؤثر علي علاقته بالجماهير, في حين كان عبد الواحد السيد ضحية لاصابات متكررة في الرباط الصليبي أصعب اصابات الملاعب لتجبره علي الابتعاد عن الفريق لفترات طويلة لصالح محمد عبد المنصف في المقابل. وما رواه إبراهيم حسن نغمة تكررت من مدربين آخرين تولوا قيادة الفريق الأبيض ولكن ليس بالصراحة التي تحدث بها مدير الكرة الحالي.. فكان لمحمود سعد أشهر مدرب عام في الزمالك وغيره عند انهيار النتائج كلام عن أمور خارقة للطبيعة تطارد لاعبي الزمالك في المباريات وتجدهم يهدرون الفرص السهلة وتلحق بهم هزائم مخزية.. ويسجل تاريخ الزمالك واقعة شهيرة جدا تم اقالة جهاز فني بسيط عقب خسارة مذلة اتهم فيهت السحر الأسود بأنه بطل الفضيحة وهو الجهاز الفني للفريق بقيادة الانجليزي باركر عام1987 عندما خسر الزمالك أمام كوتوكو الغاني بخمسة أهداف مقابل هدف في إياب دور الثمانية لدوري الابطال الافريقي وهي أكبر هزيمة تعرض لها الفريق الأبيض في تاريخ مشاركاته بالبطولات القارية. وفي الزمالك كانت هناك تصرفات مريبة ارتبطت بولاية محمود سعد كمدرب عام بين عامي2007 و2009 حيث كان الزمالك يتعرض قبل توليه المهمة لهزائم مدوية ثم تنفرج النتائج وتتحسن العروض.. وكان المدرب العام يقوم بعد كل انتصار بذبح عجل وكان مبرره الأبرز في تلك الفترة هزيمة النحس فيما كان يردد لاعبوه بالتأكيد علي أنه خطوة مباركة لابعاد الأرواح الشريرة التي تطارد الفريق وتجعله يخسر نقاطا سهلة.. ولم يكن هناك اهتمام كبير بتصرفات محمود سعد التي كانت تندرج تحت بند أعمال الخير لما يعرف عن المدرب العام من الالتزام الشديد وحسن الأخلاق. وتصريح مثير شهده النادي الإسماعيلي في أعقاب الخسارة من اتحاد الشرطة بهدفين مقابل هدف.. وهي خسارة جاءت في الثواني الأخيرة من خطأ غريب لمحمد صبحي حارس المرمي.. بطل التصريح هو أحمد علي الذي أكد ان هناك أمورا غريبة ومريبة يتعرض لها الفريق تؤدي الي نزيف النقاط منذ الفوز علي الأهلي بأربعة أهداف لهدفين, محمد صبحي كان هو نجم الاسماعيلي في المباريات الأخيرة, وخطؤه غريب وهو تعرض لما تعرض له المهاجمون.. نفس اللاعب تطرق الي سيناريو لاحق الفريق في الموسم الماضي عندما كان في طريقه لاحراز لقب كأس مصر وسقط أمام حرس الحدود في الثواني الأخيرة بخطأ غريب لعصام الحضري.. وهي هزيمة جاءت بعد أن حرم المهاجمون من كم كبير من الفرص السهلة.. ولم يحدث تصريح أحمد علي ردود أفعال في ظل الانشغال بتحديد مجلس الادارة لمصير الهولندي مارك فوتا المدير الفني.. في حين باتت هناك قناعة داخلية لدي لاعبي الفريق الاسماعيلاوي بوجود أمور خارقة للطبيعة هي السبب في تراجع النتائج. في المقابل لم تخرج من الأهلي في أسوأ فتراته الكروية وأبرزها في مطلع الألفية الثالثة أحاديث عن معاناة من سحر أسود منعا للاقتراب من جحيم ينتظر مسئوليه.. لكن كانت هناك تصرفات مماثلة كالتي شهدها الزمالك مع محمود سعد تتمثل في ذبح العجول قبل وبعد مباريات مهمة تبركا بتلك الخطوة وأملا في تحسن النتائج. ومن أشهر هذه الأحداث مافعله الراحل ثابت البطل مدير الكرة في موسم84/83 عندما أقدم علي ذبح عجل أمام مقر النادي قبل أن يحقق الفريق فوزا محليا في الدوري كان الأول له بعد العديد من الهزائم المحلية والقارية.. وجاء التصرف ذاته بعد أن خسر الأهلي مباراة له في البطولة الافريقية أمام أحد الفرق النيجيرية بأربعة أهداف مقابل لاشيء وهي أكبر هزيمة قارية للأهلي وودع بسببها البطولة. هناك واقعة مثيرة اهتزت لها الكرة المصرية في أواخر التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة عندما ألقت الشرطة القبض علي دجال في أحد أحياء مدينة نصر لممارسته أعمال الشعوذة والاحتيال.. وشهدت اعترافات الرجل في التحقيقات أنباء مثيرة تتمثل في تأكيده العمل مع نجوم كرة مشاهير يساعدهم علي التألق ويعتبرون من أهم زبائنه. وحدد أسماءهم وطبيعة الأعمال التي طلبوها منه وهم: عصام الحضري حارس مرمي الزمالك والمنتخب الوطني, والدي كان يعيش فترة كروية سيئة يرغب في الانتهاء منها والعودة للتألق, وسمير كمونة مدافع المنتخب الوطني, والذي كان يرغب في الاحتراف أوروبيا, وكان له ما أراد باللعب مع كايزر سلاوترن الألماني.. والاسم الأخطر في اعترافات الرجال كان حسام حسن أشهر هداف في تاريخ الكرة المصرية والمدير الفني للزمالك حاليا, وقال الدجال إنه كان يتردد عليه من حين لآخر. وأحدثت تلك الاعترافات جدلا واسعا في ذلك الوقت ونفاها اللاعبون الكبار.. واختفي بعدها الدجال عن الأنظار. ومن الأحداث المثيرة التي لا تنسي, تصريح الراحل سيد متولي رئيس النادي المصري البورسعيدي قبل وفاته بأسبوع واحد عام2008, عندما كان يتعرض وقتها لنقد لاذع بسبب تراجع نتائج المصري في الدوري الممتاز, وظهر في برنامج فضائي ليلقي بقنبلة القول: السحر الأسود هو السبب في تراجع نتائج الفريق, اللاعبون يعانون قوي خارقة تدفعهم لإهدار الفرص, الولد ايفوسا يقصد المحترف النيجيري بصفوف الفريق قال لي يا مستر متولي أشعر بأن أحدا يمسك قدمي عندما أذهب إلي مرمي المنافس, وأكمل رئيس النادي الراحل بالقول: سأستعين بالشيوخ من أجل كشف العمل السفلي ومساعدة الفريق علي استعادة الانتصارات. وهناك جانب آخر لهذه الظاهرة يتمثل في محاولة إلصاق تهمة اللجوء إلي السحرة وأصحاب البركات لتحقيق انجازات كروية, ولكن دون تقديم دليل.. وكان أبطال ترديد مثل هذه الاتهامات يطلقون العنان للتصريحات وقت الاختلاف مع مديرين فنيين. وأبرز النماذج ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق الذي لم يجد سوي شماعة الشيوخ واللجوء إلي السحر للانتقام من حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني بعد استبعاده لأحمد حسام ميدو مهاجم عباس المدلل من المشاركة في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا عام2010.. ودورهما في تحقيق شحاتة لانجاز الفوز ببطولتي أمم إفريقيا عامي2006 و2008. ووجدت تصريحات عباس وقتها انتقادات لاذعة, خاصة أن السبب الأول لها هو تصفية حسابات لرئيس الزمالك مع المدير الفني للمنتخب الوطني. وكانت اتهامات التعامل مع سحرة من السودان والمغرب تلاحق محمود الجوهري المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني خلال ولاياته الأربعة في تدريب الفراعنة بين عامي1988 و2002.
