رغم التميز الشديد الذي حظيت به الدراما المصرية هذا العام من ناحية الصورة أو التقدم في المراكز كأفضل مسلسلات علي مستوي الوطن العربي, وعلي الرغم من تقدم مستوي الانتاج الدرامي في مصر, يحاول عدد كبير من النجوم استغلال هذا النجاح علي أنه نجاح شخصي ليغالوا في أجورهم مهددين بذلك سوق الدراما بالارتفاع الجنوني في الأجور والذي يرتفع علي أساسه كل عناصر العمل الفني وليس نجم الصف الأول فقط, ولذلك أصبحنا نسمع عن نجوم يطلبون15 مليونا وأخرون25 الي أن وصل الأمر الي30 مليونا وهي بالتأكيد أرقام فلكية باستطاعتها أن تشعل الانتاج الدرامي في شهر رمضان القادم خاصة وأن الأمر ليس في الانتاج فقط, ولكنه متعلق بالقنوات التي ستتولي شراء هذه الأعمال بأضعاف ثمنها رغبة من المنتج في استرداد أمواله بمكسبها.. في السطور القادمة قرر المنتجون أن يعلنوا غضبهم علي هذه الأرقام الفلكية مهددين بإنهيار سوق الدراما إذا استمر الحال علي ما هو عليه. في البداية رأي المنتج اسماعيل كتكت أن ما يحدث في سوق الدراما من ارتفاع أسعار النجوم, هو ارتفاع عشوائي خاصة وأنه لم يتم بدون دراسة فهم يركزون فقط ماذا سيأخذون بينما لا يحسبون ما الذي سيكسبه المنتج الذي سيدفع كل هذه الملايين, واستكمل قائلا كيف يستطيع منتج أن يعطي لنجم30 مليونا ليكلف المسلسل70 مليونا فمن اين سيسترد أمواله إذن؟ وأضاف كتكت قائلا أن ما يحدث إذا استمر كثيرا سيتم تفجير وتدمير الدراما كاملة طالما سننتهج هذه العشوائية في سلوكيات الإنتاج, خاصة وأنه لا يوجد عقل يفكر في أن يضبط ميزان الإنتاج الدرامي, وعن حل هذه الأزمة قال كتكت لابد أن نعلم أن عددا كبيرا من المنتجين لا ينتهجون سياسة رفع أسعار النجم بينما هي قلة تريد أن تدمر سوق الدراما, والحل الوحيد معهم هو أن نتركهم حتي يخسروا أموالهم ويخرجوا من السوق لتصبح نظيفة من حالة العشوائية لأنهم من المستحيل أن يعوضوا ما صرفوه فقط علي نجم واحد. أما المنتج الثاني محمود شميس فقد أبدي تعجبه من هذه الأرقام الفلكية قائلا منذ فترة وأنا اسمع عن مثل هذه الأرقام دون أن اصطدم بحالة واحدة منها ولكن سؤالي الي النجوم الذين يغالون في أسعارهم قبل أن يتحدثوا في الأمور المادية هل درسوا السيناريوهات دراسة جيدة وشعروا بمدي ملائمتها لهم, لكي يكونوا قادرين أن يقفوا وسط هذا الكم الهائل من المنافسة. وأضاف شميس أن هناك ضغوطات أخري علي المنتج لاتقف فقط علي اسعار النجوم بل تتمثل في الصورة الجيدة والتي شاهدناها كلنا هذا العام ووضعت مسلسلات مثل العار و أزواج الحاجة زهرة في المركز الثاني والثالث علي مستوي الوطن العربي.. هذا هو الإنجاز فهناك عمليات فنية أخري لابد أن يهتم بها الفنان قبل أن ينظر الي المادة. بينما شكك المنتج محمد فوزي في هذه الأرقام قائلا ليس كل ما نقرأه صحيحا, ولكن هذا لا يمنع أن هناك ارتفاعا جنونيا في الأسعار ولا أعلم سيصل الي أين, وإن كنت أري أن النهاية ستصل بنا الي تقليل عدد المسلسلات لأن السوق الدرامية لا تتحمل كل هذه المبالغ ولا هذه الاعداد من المسلسلات وأكبر دليل علي ذلك أن هناك عددا كبيرا من القنوات الفضائية تأثر بارتفاع الاسعار, كما اتوقع أنه ستحدث وقفة من قبل المنتجين حينما لايجدون القنوات التي تشتري منهم هذه المسلسلات. نفس الأمر كان للمنتج جمال العدل الذي قال أن أغلب النجوم يعتقدون ان اعلان حصولهم علي أرقام كبيرة هي قوة والأمر ليس كذلك تماما, فأنا شخصيا أري أن معظم هذه الأرقام خاطئة وغير حقيقية وإذا كانوا صادقين فعلا فليشهروا عقود أعمالهم والتي يسلمونها للضرائب. واستكمل العدل قائلا لو أن الأمر سيتوقف علي نجم بحجم الفنان عادل إمام فأنا موافق لأنه فنان استثنائي ولابد أن يوقع برقم استثنائي ولكن باقي النجوم لماذا؟!! وأضاف جمال العدل قائلا ومع كل ذلك أود أن أقول أن المسألة في النهاية عرض وطلب. وطالما هناك منتج قادر علي أن يدفع هذه الأموال فليتحمل ما سيحدث معه من خسائر خاصة وأنه مع ارتفاع سعر النجم كل شئ في المسلسل سيرتفع معه بدءا من نجوم الصف الثاني وحتي عامل الكرين. أما المنتج حسام شعبان فقد علق علي الأمر قائلا أن الدراما سوق مثل أي سوق وفي النهاية الأمر عرض وطلب, واليات السوق تقول ان هذه سلعة معروضة لابد أن ندفع فيها الكثير لأنها ستجلب لنا الكثير, خاصة وأن النجوم انفسهم يعرفون أسعارهم جيدا وكم يساوون, كما أنه لا يوجد منتج سيدفع أموالا علي نجم مهما كان قدره الا حينما يعلم جيدا أنه سيعوض هذه الأرقام جيدا.