يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تجد أفضل من الطرق الإلكترونية لشن حرب شرسة ضد إيران تستهدف استخدام تدابير متطورة للتخريب الصناعي لإضعاف وتقويض الصناعة النووية الإيرانية دون إراقة نقطة دماء واحدة, وذلك وسط عجزها عن شن حرب جدية غير مضمونة العواقب في المنطقة, خاصة بعد غرقها في مستنقعي العراق وأفغانستان, إلي جانب استمرار نزيف السيولة الأمريكية علي الحروب التي أضعفت أقوي اقتصاد في العالم. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدارةالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عكفت علي وضع خطط لشن هجوم إلكتروني واسع النطاق علي المنشآت النووية الإيرانية, لكن أمريكا لم تبدأ في تنفيذه إلا في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأكدت الصحيفة أن هناك تقارير واسعة الانتشار تؤكد تباطؤ البرنامج النووي الإيراني, وتعرض العديد من المفاعلات النووية الإيرانية للشلل جراء الهجمات الإلكترونية الأمريكية علي أنظمة الكمبيوتر بهذه المفاعلات, حيث أصبحت أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نظنز تدور بشكل بطيء, كما تأثرت أيضا محطة إيرانية للطاقة النووية في بوشهر التي شيدها الروس. وذكر روبرت درايفوس صحفي التحقيقات بالنيويورك تايمز أن الولاياتالمتحدة استخدمت دودة الكمبيوتر الخطيرة ستاكسنتStuxnet للتأثير علي الصناعات النووية الإيرانية, إلي جانب هجمات أخري استهدفت أنابيب النفط والمرافق الكهربائية وغيرها من المواقع الصناعية الكبري في طهران. وتعجب درايفوس من أن الحرب الإلكترونية الأوليمبية لم تتعلق بمتسللين مارقين يستوجب عقابهم, لكنها تمارس من جانب الدولة. صحيفة سياتل تايمز من جانبها أكدت أن تتبع العامل الزمني لفيروس ستاكسنت يكشف أنه تم إطلاقه في يناير2010 وهذا يعني أن أوباما هو الذي أطلق الهجوم وليس بوش. وأضافت الصحيفة أن الحرب الإلكترونية التي تشنها واشنطن الآن ضد طهران لا تقل في تأثيرها عن الهجوم بالطائرات والقنابل, بينما أشارت إلي تورط إسرائيل في هذا الهجوم. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي تنفق فيه إدارة أوباما مبالغ ضخمة لحماية الولاياتالمتحدة من الحروب الإلكترونية, فإنها تنفق أموالا أكثر لتطوير قدرتها الإلكترونية الهجومية ضد دول أخري, حيث تحدث أوباما أخيرا عن تطوير دفاعات إلكترونية لأنظمة الكمبيوتر الأمريكيةCyberdefenses بشكل أفضل بالنسبة للولايات المتحدة لحماية البنوك, ومحطات الطاقة, ونظم الاتصالات السلكية واللاسلكية, والبنية التحتية الحيوية الأخري. وكشفت الصحيفة عن أن أوباما عهد لوكالة الأمن القومي بتخصيص مليارات الدولارات لتعزيز القدرة الهجومية الأمريكية إلكترونيا. من جانبها ذكرت صحيفة طهران أن مسئولين إيرانيين اعترفوا بأن هناك هجوما إلكترونيا موسعا علي المنشآت النووية الإيرانية, وأنهم يعملون علي احتوائه, بينما أكد مسئولو تكنولوجيا المعلومات الإيرانين أنه تم استهداف بعض النظم الصناعية الإيرانية في هجمات علي الإنترنت, وأن المهندسين الإيرانيين يعكفون علي معالجة المشكلة. ونقلت الصحيفة عن مسئول إيراني كبير في مكتب وزارة الصناعة والمناجم والتكنولوجيا قوله: إن إيران تعرضت لحرب إلكترونية, مؤكدا أن الفيروس المستخدم في تلك الحرب مصمم لنقل بيانات عن خطوط الإنتاج من المصانع الإيرانية إلي مواقع أخري خارج البلاد! ومن جانبها ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن فيروسات ستاكسنت هي نموذج مخيف ضد منطقة خالية من الأسلحة الإلكترونية التي من شأنها أن تؤدي إلي سباق تسلح جديد في العالم, بينما تؤكد العديد من التقارير تورط إسرائيل في هذا الهجوم الإلكتروني الشرس.