غيب الموت أمس الفنان التشكيلي الكبير وأحد أبرز مصممي الكتب في الوطن العربي محيي الدين اللباد عن عمر يناهز سبعين عاما, في منزله بمصر الجديدة حيث تشيع العائلة جثمانه في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم ليستقر جثمانه بمدافن العائلة بالأزهر.ويعد اللباد واحدا من أهم الفنانين التشكيليين في مصر والوطن العربي, وكانت له بصمة خاصة في تأليف وتصميم وتنفيذ الكتاب. كما أحدث طفرة في كتابة أدب الطفل الذي حرص علي إصدارها في سلاسل علي نفقته الخاصة نظرا لحداثة التجربة, منها سلسلة( نظر) الصادرة عن دار العربي للنشر والتوزيع, وصدرت منها أربعة أعداد أولها في عام1985. كما يعتبر من أهم رسامي الكاريكاتير من خلال عمله في عدد كبير من الصحف المصرية من بينها روزاليوسف وصباح الخير. ورغم عدم حصول الراحل علي التقدير الاعلامي والمعنوي الذي يليق بمكانته, إلا أنه كان يحظي بتقدير كبير بين أوساط المثقفين. خسارة فادحة علي المستويين المهني والانساني فهو أحد الرواد الكبار في مجاله يقولها الروائي الكبير إبراهيم أصلان والذي كان الراحل قد صمم كل أغلفة أعماله وكانت تجمعه به صداقة عميقة. أما الأديب محمود الورداني فيقول: كان ورشة في صناعة الكتاب, استفاد بطريقة منهجية من المخطوطات العربية في الحضارة الاسلامية وترك بصمة كبيرة جدا في مجال التصميم واعتمد علي التأثير البصري لشكل الكتاب, معتمدا علي التوزيع بين النص المكتوب والرسوم والمساحات البيضاء وأضاف: كان بالنسبة لي قيمة كبيرة وعزائي الوحيد أن أحمد اللباد يليق بوالده, ووالده يليق به. وأكدت الروائية وأستاذة الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة د. سحر الموجي قيمته انسانيا وثقافيا وكان الراحل قد صمم لها كتابها سيدة المنام عام1998, وقالت: التقيت بالراحل خلال ورشة المورد الثقافي اقرأ واكتب الآن ووجدته علي المستوي الانساني شديد التواضع أما مصمم الأغلفة عمرو الكفراوي: فقال هو من القلائل الذين أخلصوا للمهنة بهذه الجدية والكرم, ولم يكن فقط فنانا تشكيليا, بل باحث حقيقي ومتعمق في أصول التصميم الفني, إذ قدم فنه الشعبي في صيغة متطورة وعالمية واستخدم الأشكال الفلكلورية مثل الجمل والسفينة وغيرهما ووضعها في قالب شديد التطور وأضاف: أحدي أمنيات حياتي ان اكون مثله وأقدم ما قدمه هو للفن ومجال التصميم الجرافيكي, وتعلمت منه كثيرا عندما بدأت في هذا المجال. وقال الروائي والشاعر علاء خالد: كنت اعرض عليه كل أغلفة مجلة أمكنة لأخذ رأيه فيها, فكان مرجعا لي علي المستوي الفني وعلي المستوي الإنساني وهو أحد الذين غيروا في فكرة الكتاب المرسوم ونقله لمنطقة أوسع ونوع آخر من القراء وهو ما اتفق عليه الروائي والصحفي يوسف رخا وقال: اللباد بصمة خاصة في الفن الجرافيكي والتصوير وتصميم الكتب, وكان له علي فضل لن أنساه وذلك عندما صمم لي غلاف كتابي( بيروت شي محل) بدون مقابل, وكان اسمه علي كتابي شرفا كبيرا لي وأضاف: اللباد تعرض للتهميش اعلاميا, ولم يحصل علي التقدير الذي يستحقه فنان بقامته.