ومن المحافظات محمد مطاوع ومحمد عباس ورشا النجار: تبدأ وزارة الكهرباء والطاقة خلال الأسبوع الحالي سلسلة من الاتصالات مع كبريات الشركات العالمية التي تتولي حاليا إنشاء وحدات توليد الكهرباء في مصر للإسراع بمعدلات البرنامج الزمني بهذه المشروعات, وإمكان تشغيل هذه المشروعات قبل الموعد المحدد لها لمواجهة الزيادات الضخمة في الاستهلاك والتي تتجاوز13%. ومن المقرر أن يعقد الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة عدة اجتماعات مع ممثلي هذه الشركات في مصر لوضع الترتيبات اللازمة للاتفاق علي البرنامج الزمني الجديد لتشغيل المحطات. وأكد مصدر مسئول بقطاع الكهرباء أن هذا الاتجاه يحتاج إلي جهد كبير لاسيما أن الشركات العالمية مرتبطة بعقود للتنفيذ ليس في مصر فحسب, وإنما في السوق العالمية, مشيرا إلي أنه سبق أن نجحت وزارة الكهرباء في اختصار البرامج الزمنية للعديد من المشروعات من خلال العلاقات المتميزة مع مسئول هذه الشركات. وعلم الأهرام المسائي أن خطة الإسراع بالبرنامج الزمني تستهدف الانتهاء من محطات العين السخنة وأبوقير الجديدة وبنها.. وهي المشروعات التي من المقرر تشغيلها اعتبارا من2011 وتصل استثماراتها إلي24 مليار جنيه لإضافة3350 ميجاوات, بينما سيتم خلال العام الحالي إضافة1300 ميجاوات منها750 ميحاوات من مشروع غرب القاهرة, و140 ميجاوات من أول محطة شمسية, و120 ميجاوات من مزارع الرياح ووحدتي السد العالي الجاري تطويرهما حاليا. كما تتناول الاجتماعات مشروعات الخطة الخمسية المقبلة والتي تتضمن11 ألف ميجاوات وإنشاء شبكات النقل والتوزيع باستثمارات120 مليار جنيه, إلي جانب ذلك تجري الوزارة حاليا اتصالات بعدد من مؤسسات التمويل الدولية والعربية والإفريقية لتدبير التمويل اللازم لإقامة هذه المشروعات. بينما أكد الدكتور حسن يونس في تصريح له أمس إمكان الاستغناء نهائيا عن التخفيف في الأحمال أثناء الموجات الحارة خلال ساعتي الذروة إذا قامت كل أسرة بترشيد استهلاكها من الكهرباء خلال فترة الذروة بنسبة5% فقط من استهلاكاتها, لاسيما أن ما يتم تخفيفه لا يتجاوز1300 ميجوات تمثل5% من قدرات الشبكة القومية للكهرباء, إلي جانب قيام بعض المصانع بترحيل استهلاكاتها غير الضرورية إلي ما بعد فترة الذروة, لافتا إلي أن هذه الإجراءات لو تمت فإن ذلك سيوفر7 مليارات جنيه. من ناحية أخري, أكد الدكتور محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر استمرار التنسيق مع الشركة القابضة للغازات لتأمين احتياجات محطات توليد الكهرباء من الوقود وبما يضمن استقرار التغذية الكهربائية لأكثر من26 ألف مشترك علي مستوي الجمهورية, مشيرا إلي عقد اجتماع بين ممثلي وزارتي الكهرباء والبترول خلال الأيام المقبلة في إطار التوجيهات التي انتهي إليها اللقاء الذي تم بين الوزيرين أمس الأول. يأتي ذلك فيما تواصلت أمس انقطاعات التيار الكهربائي في بعض أحياء القاهرة والمحافظات وسط استياء من المواطنين. ففي بورسعيد, دعا مجلس محلي بورسعيد لاجتماع عاجل لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء, ووجه عادل اللمعي رئيس المجلس الشعبي المحلي الدعوة لجميع قيادات شركة القناة لتوزيع الكهرباء لحضور الاجتماع المقبل, والذي من المنتظر أن يتحول إلي مواجهة ساخنة بين المجلس والمهندس محمد عبده حلبية مدير عام شركة الكهرباء ببورسعيد, علي خلفية زيادة الفترات الزمنية لانقطاع التيار الكهربائي عن كل منطقة من30 دقيقة إلي ساعتين. وعلمت الأهرام المسائي أن غضب بعض أعضاء المجلس المحلي ببورسعيد من جراء تجاهل شركة الكهرباء لجميع قرارات المجلس المتعلقة بالأزمة ومن بينها إعلام المواطنين بمواعيد وأماكن انقطاع التيار بكل حي.. ليتسني لهم الاستعداد لما سيحدث, وقد يصل الأمر لحد المطالبة بإسقاط فواتير المحاسبة المنزلية عن الشهرين الماضيين اللذين شهدا تقصير الشركة في أداء الخدمة المنصوص عليها بالعقود المبرمة بينها وبين المواطنين, أو إعادة النظر في قيمتها بالخفض لتعويض المواطنين المتضررين عن قطع الخدمة, خاصة الشريحة التي خسرت آلاف الجنيهات بسبب احتراق الأجهزة الكهربائية بمنازلهم عقب عودة التيار بأحمال زائدة. وفي الدقهلية, يؤكد صلاح أبو العينين وكيل المجلس المحلي أن مشكلة الكهرباء مازالت مستمرة, وقال: توجهنا أكثر من مرة للشركة والتي يرد علينا المسئولون بها أن تخفيف الأحمال أو الأعطال المفاجئة هي السبب, في حين لا يتم قطع التيار عن المحلات والأسواق. ويقول الدكتور عبدالله منصور: إن مصر لم تستفد مطلقا من شبكات الربط مع الأردن وسوريا وليبيا والمغرب العربي.. فما فائدة تلك الشبكات إن كنا لم نستفد منها؟ بينما أكد اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية أن هناك زيادة في الأعباء علي الشبكة وفي الاستهلاك في نفس الوقت, وفصل التيار وإعادة توزيع الأحمال هو الحل.. وأكد أنه أصدر تعليماته بالفصل بالتساوي عن المناطق ولمدة بسيطة مع إعلام المواطنين ليرتبوا ظروفهم, وذلك يتطلب نوعا من العدالة والتوزيع الجغرافي الجيد. وفي سوهاج, مازالت مشاكل انقطاع الكهرباء مستمرة بشكل يومي.. وقال أحمد محمد من منطقة مجمع المحاكم, إنه عند الضغط علي مفتاح الكهرباء لإضاءة المصابيح فوجئنا بحدوث ذبذبات وصعوبة في الإضاءة حتي بدت اللمبات وكأنها تحترق وهو ما يضطرنا إلي فصل التيار عنها. وأضاف أن انخفاض الفولت أدي إلي عدم تشغيل أجهزة التكييف والمراوح وغيرها من الأجهزة في وقت ترتفع فيه حرارة الجو. وفي قنا, أدي انقطاع الكهرباء إلي إلحاق الخسائر بأصحاب الورش في المنطقة الصناعية والذين لم يتمكنوا من الوفاء بتعهداتهم تجاه العملاء بعد تعطل سير العمل خلال فترة الانقطاع. وقال محمود عبدالرحيم صاحب ورشة انقطاع التيار الكهرباء خرب بيوتنا وأصبحنا نتكبد خسائر كبيرة بعد أن عجزنا عن تنفيذ طلبات الزبائن, وكلما توجهنا بالشكوي لمسئولي الكهرباء لم نجد جوابا سوي تخفيف الأحمال.