قال المركز المصري للحق في الدواء إن مصر تتصدر قائمة دول العالم الأكثر إصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي «سي»، حيث تبلغ نسبة المرضى المصريين 22% من السكان، حسب منظمة الصحة العالمية. وأضاف المركز، في خطاب أرسله للرئيس عبدالفتاح السيسي الثلاثاء، أن مصر تهدر مئات الملايين على شراء الأدوية المخصصة للمرض منذ 10 سنوات، حيث دفع المرضى نحو 20 مليار جنيها لصالح شركات عابرة للقارات، تحتفظ بنفوذ واضح داخل مكاتب بعض المسؤولين بوزارة الصحة. وحذر المركز في خطابه من تعاظم أرباح الشركات واستنزاف الأموال المصرية، في ظل عجز المرضى المصريين عن الحصول على العلاج المناسب، موضحا: «هناك شركة أجنبية تدعى جلعاد للعلوم، استطاعت أن تكتشف عقار يقضي على هذا الفيروس الخطير، لكنها سعّرت دوائها بشكل يفوق طموحات الشعوب الفقيرة». وأشار المركز إلى رفض دخول الحكومة المصرية في مفاوضات مع تلك الشركة لشراء العلاج، من خلال لجنة الفيروسات الكبدية، باعتبار أنها كانت المشرفة على تجربة الدواء لصالح الشركة في مصر، حسب الخطاب. وكشف المركز أن وزارة الصحة، سعَّرت عقار السوفالدي للبيع بالصيدليات ب14 ألف جنيه للعبوة بمعدل 28 قرصا شهريا، الأسبوع الماضى، كما سعَّرته داخل 26 مركزا علاجيا حكوميا ب2200 جنيها فقط، موضحا أنه شكَّل لجنة من مجموعة من الخبراء والمنظمات العالمية، واكتشفت أن قرار التسعير جاء مخالفا لكل الأعراف، وأنه به قدر من المغالاة . واقترح المركز على رئيس الجمهورية، أن تكرر مصر تجربة دول الهند ونيجيريا والبرازيل وجنوب أفريقيا فى تسجيل وإنتاج الأدوية دون الرجوع للشركات، وبذلك توفر مصر مئات الملايين من الجنيهات، وتعالج كل مواطنيها. وفيما يتعلق بالشركات المصرية، أوضح المركز أن وزارة الصحة سمحت لعدد من الشركات المصرية بإنتاج عقار السوفالدي، كدواء مثيل للأجنبي، ولكنها سعَّرته ب65% من سعر الشركات الأجنبية، مطالبا الرئيس بالتحقيق في ذلك، وتشكيل لجنة مختصة بدراسة ملف التسعير للشركات المصرية، لأن به عوارا واضحا وفسادا ظاهرا للعيان، لأن المريض عليه أن يدفع 470 ألف جنيه، حتى يتم الكورس الثلاثى للعلاج.
