البابا تواضروس يٌلبى دعوة الأساقفة على مائدة إفطار في دير السريان بوادي النطرون (صور)    أسعار الذهب اليوم الإثنين 6 مايو 2024 تزامنا مع شم النسيم    أسعار اللحوم في الأسواق اليوم.. «البلدي» يتراجع 30 جنيها للكيلو    وزير الإسكان: استرداد 17990 متراً من الأراضي المتعدى عليها بالسويس الجديدة    «النواب» يناقش الحسابات الختامية للموازنة غدا.. 11.9 مليار جنيه لدعم الإسكان    هل اتخذ الاحتلال قرارا؟.. استعدادات مريبة لإسرائيل حول رفح الفلسطينية    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    الأهلي يختتم استعداداته الليلة لمواجهة الاتحاد السكندري فى الدوري    مفاجآت كبيرة وظهور لأول مرة في قائمة حسام حسن لمنتخب مصر| عاجل    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    أوكرانيا: تدمير 12 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال 24 ساعة    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    عاجل| المخاطر الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط تقفز بأسعار النفط عالميا    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نجم الزمالك يطالب بإقالة جوميز.. تفاصيل    الأزهر يطلق النسخة الثالثة من مبادرة «اسمع واتكلم» لشباب الجامعات.. ترسيخ مبادئ الحوار واحترام الرأي الآخر "أبرز الأهداف".. رهام سلامة: فرصة للاقتراب من احتياجات الشباب العاطفية والنفسية    شم النسيم.. سيولة مرورية بميادين القاهرة والجيزة    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    لمواليد برج العذراء والجدي والثور.. ماذا يخبئ مايو لأصحاب الأبراج الترابية (التفاصيل)    حزب الله اللبناني يقصف مقر قيادة فرقة الجولان الإسرائيلية بعشرات الصواريخ    مع الاحتفال بشم النسيم.. «الصحة» تحذر المواطنين من تناول الفسيخ والرنجة    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر.. حقق 4 ملايين جنيه في 24 ساعة    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    «بيتمشى في الملعب ومعندوش قلب خالص».. ميدو يفتح النار على نجم الزمالك    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس بالفساد السياسي
نشر في الأهرام المسائي يوم 23 - 02 - 2014

لن أقتنع بعزم مصر علي الإصلاح إلا بمحاكمة أباطرة الفساد السياسي; إذ يبدو أنه محصن ضد القانون, وضد المساءلة; بدليل أن مصر تقوم بثورة تلو الأخري وتحتج وتعتصم وتضرب, وبدلا من نسف هذا الفساد نجده يتشكل ويغير ملامحه ويزيد انتشاره مع كل نظام جديد.
المؤسف أن نوعية الفساد السياسي التي استوطنت في مصر وتحولت إلي مرض مزمن علي أرضها من النوع كثيف النمو, متعدد الطفرات, ويتمتع بقدرة عجيبة علي تبديل خلاياه في كل أنواع التربة السياسية, ومن فرط قوة رجاله بات يمتلك مقاومة بلا حدود في وجه القانون والملاحقة ليس لأنه كائن زئبقي ولكن لأنه لا يخشي أحدا ويمتلك مفتاح السر الذي يمنحه القدرة علي ارتداء ما يشاء من أدوات للحماية, بعضها يكون من السلطة التنفيذية, والآخر من القضاء, والثالث من الشرطة, ورابعها يكون من الأجهزة الرقابية, وخامسها من جيوش المشهلاتية ووسطاء المنكر.
ولنا أن نتذكر أن ثورة25 يناير رفعت بين أهم أهدافها محاربة الفساد وما كان يطال المصريين جراءه من ذل وإهانة وعدم تكافؤ الفرص,وليس نهب أكثر من ألف مليار جنيه فقط, وبمجرد سقوط مبارك خرجت علينا تقارير بكشف أكثر من40 ألف قضية فساد لرموز دولته تم التعامل الديكوري معها بصورة عمقت الفساد السياسي; فقد جرت وقائع مدبرة ومخططة لتشويه ميدان التحرير وميادين الحرية وقصف رقاب المطالبين بمحاربة الفساد بصورة أسرع من محاكمات من وجهت لهم تهمه, بل إن الفساد السياسي تواري قليلا لالتقاط نفس عميق ليعود مجددا للملاعب بفضل ما يتمتع به من قدرة علي انتاج نفسه من جديد, وكأن صيحات المصريين في ال18 يوما من الثورة تم التعامل معها بطريقة انتقائية وانتقامية قامت بحماية الفساد السياسي وأعادت تسمين رجاله من جديد ومنحتهم قدرات عجيبة للتعامل مع الوجوه الجديدة في الحكم.
فالمصريون ثاروا علي فساد بيت الرئيس والحكومات والوزراء والمحافظين وحصانة البرلمانيين المزورة في انتخابات2010 للشوري والشعب وباقي عموم الانتخابات في مصر وكان وراء ذلك من فسد سياسيا وحرك أذرع انتشاره وعدواه لتوطين الفساد في كل مجال, وللأسف لم نسمع عن محاكمة شخص بتهمته رغم أن كل صور الفساد في مصر كانت بمظلة السياسة وأفعالها الفاضحة التي تحولت أيضا إلي أداة للإفساد; فالوزير يدير شركته ومستشفاه ومكتبه, ورئيس الوزارة مستشار لرجل أعمال خليجي, والقضاة يعملون بالوزارات في زواج غير شرعي بين سلطتين تراقب إحداهما الأخري, ومسئولو الأجهزة الرقابية يحصلون علي مرتبات ومكافآت باهظة من الوزارات التي يراقبونها, بل ويعقدون مؤتمرات صحفية للدفاع عن تلك الوزارات, وحينما حان وقت المحاكمة حوكم وزير علي مليوني جنيه وآخر علي وساطة غير بريئة وثالث علي شقة دون وجه حق وآخر علي بضع جنيهات من الذهب وآخر علي تسهيل بيع أراض, وبرلماني علي شقة وتصالح آخرون في نهب أراض لشباب الخريجين, وجرت أكبر عملية من التغفيل السياسي للمصريين حينما كان المجلس العسكري مفوضا بإدارة شئون البلاد, ولم يقترب أحد من هذا الفساد باستثناء تنفيذ حكم بحل شكلي للحزب الوطني وعودة مقاره المنهوبة إلي الدولة والتفكير ثم التراجع في تطبيق العزل السياسي.
وكنت أظن أنه بمجرد وصول الإخوان إلي الحكم سوف ينسفون جمهورية الفساد بما فيها الفساد السياسي; فكم قالوا إنهم تحملوا فاتورته ولكني صدمت بمهرجان البراءة في المحاكم وأوكازيون المصالحة السرية خارجها بل اتخذ الفساد السياسي طابعا جديدا في حماية الأهل والعشيرة الذين لم يختلفوا عن رموز دولة مبارك, وما بينهما نواب سابقون في البرلمان, ومتاجرون بالمعارضة, ولاعبون بالبيضة والحجر السياسي ضد الشعب لصالح مصالحهم مع الجماعة ومرشدها بعد أن فسدوا وأفسدوا وقبلوا اللعب غير النظيف بمجلس الشعب فالشوري وسلق الدستور والقوانين, واستمر جني ثمار هذا الفساد في الحصول علي أراض وعقد صفقات مع شيطان السياسة الذي تغيرت ملامحه بعد أن أطلق لحيته وأمسك بسبحة يعد عليها ضحايا عملياته القذرة في مصر.
ويبدو أن الفساد السياسي يريد ألا يوقف انتشاره في مصر ما بعد ثورة30 يونيو مع اختلافات طفيفة وهي عودة الوجوه إلي سابق عهدها من التبجح والغش والتلون بحثا عن صفقة برلمانية قادمة أو مصلحة سياسية مع بداية الانطلاق في خارطة الطريق, ويكفي أن تتعمق في ملامح من يطبلون ويزغردون ويحملون مباخر الترشح للانتخابات الرئاسية وسوف تتذكرها دون جهد فقد هلل بعضها لمبارك وتحالف بعضها الآخر مع الإخوان مع تغييرات بسيطة في الشكل وبقاء المضمون الذي يعتمد علي نية ثابتة وهي إحياء ذكري الفساد السياسي.
لهذا, أريد ممن يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أن يضمن برنامجه آليات قوية وحادة لنسف دولة الفساد السياسي, رغم أن الفساد كمفهوم عام يعتمد علي سوء استغلال سلطة المال وسلطة السياسة أيضا, كما حدث في عهود مبارك والمجلس العسكري والإخوان ويحدث مع السلطة الحالية, وبالتالي فإن الفساد سيظل جزءا من كل شوكة في صبار سياسي مر, وسم في نهر للسياسة عديم الجريان, وكسرة خبز يحيطها عفن النفاق وتعفن التلون لن يقربها إلا مدمنو المكر السياسي المدربون علي الاقتراب من مملكته دون ألم من شوك ولا تضرر من سم ولا تأثر من ميكروب.
نريد رئيسا لا يعترف بشرعية العمولات والصفقات وله إرادة سياسية قادرة علي وقف قدرات الذين يقتربون منه بسلم السياسة فينهبون ثروات الوطن دون حق, وينشرون عدوي المحسوبية والوساطة وعدم تكافؤ الفرص, ويتاجرون بعيش الفقراء وآلام البسطاء ومذلة الفقراء, ويتلاعبون بالعدل والعدالة, وينسفون ما لاح في الأفق من حرية للوطن والمواطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.