اكدت المباحثات التي اجرها الرئيس حسني مبارك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس بمقر رئاسة الجمهورية بحضور احمد ابو الغيط وزير الخارجية الحرص المشترك علي التنسيق المصري الروسي لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط.. كما اكدت ايضا الاهتمام بتفعيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا لتطوير وتعميق التعاون بين البلدين في كل المجالات وعلي الساحة الدولية. وصرح وزيرالخارجية احمد ابو الغيط بأن لقاء الرئيس مع وزير الخارجية الروسي اتاح الفرصة لاجراء مشاورات في غاية الاهمية حول عدد كبير من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية.. وتركزت حول موضوعين اساسيين هما العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا والتي وصفها بأنها جيدة للغاية في ضوء ما تتسم به من تعاون وتفهم إزاء المجالات المختلفة بما في ذلك التعاون في المجال التجاري فضلا عن التنسيق السياسي المستمر بين البلدين إزاء كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.. واشار الي انه تم الاتفاق علي عقد الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي المصري الروسي في شهر ديسمبر القادم في موسكو. واضاف ان الموضوع الثاني الذي حظي باهتمام خلال المشاورات يتعلق بتطورات الوضع الاقليمي وبصفة خاصة قضايا فلسطين حيث تم التأكيد في هذا الخصوص علي ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وكذلك تأمين رفع الحصار عن قطاع غزة وأهمية تحريك عملية السلام في مجملها. وقال ان هناك الكثير من الافكار يجري تناولها لهذه الغاية.. وانه في هذا الخصوص اتفق وزير الخارجية الروسي مع الرئيس مبارك علي ان يتم التنسيق بين مصر وروسيا وصولا الي اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وعندئذ تجتمع المجموعة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط وندفع في التحرك المنشود.. واضاف ان الحديث دار خلال اللقاء كذلك حول اجتماع وزاري يعقد في موسكو لكل اطراف عملية السلام حيث اكد الرئيس بقوة تأييده لفكرة عقد هذا الاجتماع. وقال ابو الغيط ان المناقشات تناولت كثيرا من المسائل منها الوضع في افغانستان واليمن والقارة الافريقية والاتحاد من اجل المتوسط. الشراكة الاستراتيجية ومن جانبه اكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه تم التركيز خلال المشاورات التي اجراها في القاهرة علي التنفيذ الملموس والفعلي لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا والتي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للقاهرة خلال العام الماضي والتي تهدف الي تطوير وتعميق التعاون بين مصر وروسيا في كل المجالات اضافة الي تعاون البلدين علي الساحة الدولية. وقال إن اللقاء تناول باهتمام خاص الوضع الحالي في منطقة الشرق الاوسط وتم التأكيد علي اهمية ايجاد الظروف الملائمة لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التي تستند علي اسس الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية مشيرا الي تأكيد روسيا علي ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لانه بدون ذلك سوف تستمر سياسة فرض الامر الواقع علي الارض. واكد وزير الخارجية الروسي تقدير بلاده البالغ لجهود مصر لتحقيق هذه المصالحة الفلسطينية المنشودة.. وقال اننا نعتقد ان هذه الجهود يمكن ان تكون اساسا وقاعدة لحل المشكلة. مواقف واحدة وردا علي سؤال عما اذا كان لايزال هناك امل في عملية السلام في ضوء عدم وجود نوايا حقيقية لدي اسرائيل لانجاح المفاوضات.. قال لافروف: ان الامل موجود طالما كانت هناك جهود تبذل للتوصل لحل قضية السلام واؤكد ان روسيا سوف تستمر في بذل الجهود بقدر ما تستطيع وكذلك ستعمل اللجنة الرباعية الدولية في هذا الاتجاه.. وعلينا ان نقوم بهذا الجهد من خلال التنسيق المشترك. وعما اذا كانت هناك اختلافات في المواقف المصرية والروسية بشأن التعامل مع قضية السلام في الشرق الاوسط.. قال لافروف: ليس هناك اختلافات في المواقف المصرية والروسية ونحن تجمعنا مواقف موحدة تجاه عملية السلام ونحن مقتنعون بان الاساس في جهود السلام قرارات الشرعية الدولية التي تشمل قرارات مؤتمر مدريد والامم المتحدة وخارطة الطريق والمبادرة العربية. من جانبه اكد ابو الغيط انه في كل القراءات المدققة للوضع الشرق الاوسط والتحليلات المشتركة لدينا مع روسيا تفاهم واتساق كامل في الرؤي والتحليل والخلاصات والنتائج. الحوار مع إيران وردا علي سؤال بشأن موقف ومصر المؤيد للحوار مع ايران بشأن برنامجها النووي.. قال وزير الخارجية الروسية انه اعلن مرارا ان موسكو لا تثق في مسألة العقوبات.. غير انها احيانا تكون امرا لا مفر منه.. وكذلك نحن نعتقد بان فرض العقوبات لا يأتي بالنتيجة المرجوة.. وفيما يخص ايران العقوبات لم تأت بنتيجة حتي الآن. واعرب لافروف عن اعتقاده بان قرار العقوبات الاخير ضد ايران كان امرا لا مفر منه وضروريا.. وكان اشارة قوية للقيادة الايرانية بان طهران لا تستطيع ان تماطل في الاجابة علي اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتأكيد علي ان برنامجها النووي للاغراض السلمية وله طابع سلمي بحت. واشار الي ان اللجنة السداسية(5+1) لا تزال ترغب في تجاوب ايران مع الحوار وان موسكو ووزراء خارجية المجموعة اكدوا ان باب الحوار مع ايران لا يزال مفتوحا وان المقترحات التي تم طرحها سابقا عليها لا تزال سارية علي طاولة الحوار رغم قرار العقوبات الدولية. واوضح وزير خارجية روسيا ان كل مقترحات مجموعة(5+1) لم يتم سحبها في الحوار مع ايران بعد القرار الدولي ونحن ننتظر عقد اجتماع جديد للمجموعة مع ايران وننتظر الرد الايجابي من طهران علي عقد هذا الاجتماع. واكد لافروف اهمية الحوار من اجل استقرار منطقة الشرق الاوسط خاصة وان هذه المنطقة تكثر فيها النزاعات العديدة معربا عن امله في ان تكون ايران جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة.. ودعا طهران الي التجاوب البناء مع المجتمع الدولي وليس عزل ايران. رفع الحصار وردا علي سؤال بشأن الموقف المصري والروسي حيال الاجراءات الواجب اتخاذها لرفع الحصار عن قطاع غزة واعادة العمل باتفاقية المعابر.. اعرب احمد ابو الغيط عن اعتقاده بان رفع الحصار عن قطاع غزة هو ضرورة ملحة وكان لمصر دائما هذا المطلب.. واكد ان وسيلة رفع الحصار تتركز في العودة الي اتفاق2005 لتشغيل المعابر حيث يمثل احد اساليب الحل.. واضاف قائلا:' ان هذا الاتفاق يتطلب تواجد السلطة الوطنية الفلسطينية علي المعابر ومن هنا فان المصالحة الفلسطينية الفلسطينية امر ضروري.. ولكن اذا تعثر ذلك.. وللاسف لا نري فرصا لتحقيق المصالحة بشكل عاجل وبما يدفع او يؤمن عودة السلطة الفلسطينية الي الاشراف علي المعابر.. فهناك آليات مختلفة ومتعددة نستطيع ان نبحثها'. واوضح انه سيشارك اليوم الخميس في اجتماع بباريس يضم وزراء خارجية فرنسا واسبانيا والنرويج ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير ومفوضة الاتحاد الاوروبي للشئون الامنية والخارجية كاثرين اشتون ومن المقرر ان نبحث التوصل الي صياغة من اجل الاسراع في رفع الحصار الذي شدد ابو الغيط علي انه امر مهم وضرورة قصوي. ومن جانبه اشار وزير خارجية روسيا الي اهمية اعادة العمل باتفاقية2005 لتشغيل المعابر باعتبار ذلك خطوة مهمة وضرورية وعاجلة.. مشيرا الي انه بحث هذه القضية في لقاءاته في القاهرة واسرائيل.. واكد اهمية الاتفاق علي برنامج لرفع الحصار عن قطاع غزة.
