البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك لاستصلاح الأراضي مازال يبحث بعد تعثره5 سنوات. تعتمد خطة التنمية الشاملة في مواقعها المختلفة علي ركيزة أساسية في قطاع الزراعة واستصلاح الأراضي حيث تسير مشروعات التوسع الرأسي بزيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل المختلفة إلي جانب مشروعات التوسع الأفقي بإستصلاح, وإضافة مساحات جديدة لزيادة نصيب الفرد من الرقعة الزراعية, ومواجهة النمو السكاني المطرد للوفاء بمتطلبات واحتياجات الأفراد من المنتجات الغذائية. كلف الدكتور/ أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء كلا من وزيري الزراعة والري بإعداد تخطيط للتوسع الزراعي لمنطقة غرب الدلتا لإمكانية إضافتها إلي الأراضي الزراعية نظرا لما يعتري منطقة الوادي والدلتا من مشكلات بيئية وارتفاع منسوب الملوحة في هذه الأراضي... كما كلف الوزارتين بحساب كمية المياه المطلوبة للأراضي الجديدة, وذلك من عمليات ترشيد استخدامات المياه في الوادي والدلتا. وأضاف أن المخطط الجديد يقوم علي إضافة90 ألف فدان جديد سنويا في منطقة غرب الدلتا بدلا من المخطط السابق الذي كان يستهدف200 الف فدان وذلك في حدود المياه التي يتم توفيرها. وقال إن المساحة الجديدة ستتم زراعتها بسلع تصديرية في ظل تشديد الاتحاد الأوروبي علي مواصفات الصادرات الزراعية واعتراضه علي منتجات وسط الدلتا. إن قضية استصلاح الأراضي في مقدمة التحديات التي تواجه العمل الوطني... منذ تسعينيات القرن الماضي والحكومة تعلن أنه سيتم استصلاح3,4 مليون فدان حتي عام2017. وأعلنت الحكومة عددا من المشروعات القومية الكبري يأتي في مقدمتها مشروع تنمية سيناء400 ألف فدان ومشروع توشكي650 ألف فدان ومشروع شرق العوينات189 ألف فدان. وأعلن الرئيس مبارك في برنامجه الانتخابي استصلاح مليون فدان في الاراضي الصحراوية في الفترة من2005 2011. واستقراء ما يجري يدل علي أن مشروعات استصلاح الأراضي تسير ببطء شديد بعيدا عن استراتيجية محددة ببرامج زمنية ومتابعة جادة للتنفيذ. إن تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي فريضة وطنية لا تحتمل الإرجاء والتأجيل لقد دق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ناقوس الخطر, وأعلن أن التعداد العام للسكان في مصر سيصل في عام2029 إلي123 مليون نسمة, وذلك إذا ما استمر معدل النمو السكاني في مصر علي وضعه الحالي وهو2,1% وأن نصيب الفرد في مصر من الأرض الزراعية يبلغ حاليا480 مترا مربعا0,114 فدان وأنه سوف ينخفض في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين إلي240 مترا مربعا فقط0,057 فدان... وحينذاك سوف يتعين توجيه كل دخل مصر لاستيراد الأغذية, ولن تكون هناك موارد لاستخدامها في مشروعات التنمية والانتاج. وهذا الوضع يقتضي تعاون جميع الأجهزة التنفيذية والشعبية للعمل علي خفض معدل النمو السكاني والحد من الاسراف في استخدامات المياه, سواء في الأغراض المنزلية أو الأغراض الزراعية, وذلك بتطوير نظم الري المتبعة في الأراضي القديمة, والعمل علي تطوير الدورة الزراعية بزراعة المحاصيل والأصناف عالية المحصول ذات الاحتياجات المائية الأقل... مع تعاون جميع الأجهزة التنفيذية والشعبية في الحفاظ علي الأرض الزراعية والعمل علي عدم تبويرها واستخدامها في غير الأغراض الزراعية. وقد شهدت الفترة من1982 2004 جهودا كبري في مجال استصلاح الأراضي... وتم في عهد الرئيس حسني مبارك إضافة2,2 مليون فدان جديدة إلي الرقعة الزراعية التي أصبحت8,2 مليون فدان. واتجهت الدولة إلي تحقيق دور أكبر لرأس المال المصري والعربي والأجنبي للاستثمار في مجال استصلاح الأراضي واستزراعها وتنفيذ المشروعات الكبري المتكاملة, وعلي أن تقوم الدولة بتوفير البنية القومية اللازمة للمشروع في حين يتسع دور القطاع الخاص ليشمل تنفيذ أعمال البنية الأساسية والاستصلاح والاستزراع, ويعد مشروع توشكي أكبر مثال علي ذلك حيث تقرر ألا تقل وحدة المساحة التي يتم التصرف فيها عن عشرين ألف فدان, وذلك لتحقيق اقتصاديات المشروع, وعلي أن تتولي الدولة توصيل مياه الري والطاقة الرئيسية حتي هذه المساحة. وفي أغسطس سبتمبر2005 أعلن الرئيس مبارك برنامجه الانتخابي حتي2011, ونال به ثقة الشعب بانتخابه لفترة رئاسية جديدة. سجل الرئيس في برنامجه أنه يؤمن بأهمية قطاع الزراعة, فأكثر من نصف المجتمع المصري من الفلاحين أو ذوي الجذور الريفية, والأرض الزراعية هي أساس مجتمعنا وحضارتنا, ولكي تسهم الزراعة في العبور إلي المستقبل, يساعد هذا علي إيجاد70 ألف وظيفة سنويا في قطاع الزراعة والصناعة والقطاعات الخدمية المعاونة, ويقوم هذا البرنامج علي استغلال الأراضي الصحراوية, واستصلاحها لتحويلها إلي مجتمعات زراعية جديدة. وطرح الرئيس برنامج المليون فدان استصلاح خلال ست سنوات, حيث يتم بناء400 قرية جديدة في الظهير الصحراوي علي مدار ست سنوات, ويقدم البرنامج70 ألف حيازة للاسر المصرية بمتوسط10 فدادين لكل أسرة بإجمالي700 ألف فدان, هذا بالإضافة إلي تخصيص300 ألف فدان للحيازات الأكبر يعمل فيها الشباب. يتبني البرنامج صيغا للتعاون والمشاركة بين كبار المستثمرين وأصحاب الحيازات الصغيرة في عمليات الإدارة والإنتاج واستخدام التكنولوجيا والتسويق المحلي والتصدير. تستطيع الأسر الشابة أن تحصل علي تمويل يصل إلي100 ألف جنيه لمساعدتها في تحمل تكلفة استصلاح الأراضي, وفي إطار ذلك يتم طرح رؤية متطورة لإعادة هيكلة بنك التنمية والائتمان الزراعي خلال السنة الأولي لمساندة هذا البرنامج. يتبني برنامج الرئيس مبارك زراعة محاصيل تصديرية متميزة علي مساحات كبيرة تستفيد من خبرات الإنتاج الكبير من خلال إطار يسعي إلي تشجيع المزارعين أصحاب الحيازات الأصغر إلي جانب أصحاب الحيازات الأكبر من أجل جعل القري التي سيتم بناؤها قري متخصصة تتجه كل قرية منها أو مجموعة قري إلي زراعة النباتات العطرية, الخضر والفاكهة وغيرها. وتضمن البرنامج أن تقوم وزارة الزراعة بإنشاء مركز إرشادي في كل قرية ليقدم كل خدمات الإرشاد التي يحتاجها المزارعون, والهدف من هذا البرنامج هو أن تتم زراعة هذه القري علي نطاق واسع باستخدام التكنولوجيا والمعدات الحديثة, تستطيع أن تدر عائدا أكبر ومحصولا أفضل بمواصفات عالمية تقوي علي المنافسة الخارجية. وأكد البرنامج أن وزارة الزراعة سوف تساند هذه القري علي طريق توافر مراكز إرشادية تتخصص في أهم المحاصيل التصديرية. كما تتجه وزارة الزراعة إلي تقديم التسهيلات الخاصة بإقامة جمعية تعاونية تضم مزارعي القرية ويتولون إدارتها بأنفسهم. بكل المقاييس فإن مشروع المليون فدان الذي تضمنه برنامج الرئيس مبارك الانتخابي نقلة كبري للزراعة العصرية المتقدمة علي طريق النهوض بالانتاج الزراعي, وكان لابد أن يأخذ هذا المشروع أولوية في التنفيذ لأنه مازال متعثرا, ولم يعلن رغم دخول تنفيذ البرنامج عامه الخامس ماذا تم في المشروع, وما هي المساحة التي تم استصلاحها حتي الآن, وكل ما تم هو بناء عدد من قري الظهير الصحراوي, كمنازل ومرافق دون إعلان عن الأراضي المستصلحة.