تجرد عامل بدار السلام من مشاعره الإنسانية وأنهي حياة جدته ذات السبعين عاما بطعنات من سكين أثناء انقطاع الكهرباء عن العقار الذي يسكنه أفراد العائلة ليستولي علي تحويشة عمرها التي تخفيها بصدرها, غير أن صرخات الاستغاثة التي أطلقتها الجدة أثناء اعتداء حفيدها عليها جعلته يهرب بعد قتلها حتي لا ينكشف أمره. ألقي القبض علي المتهم وتم تحرير محضر بالواقعة, وإخطار اللواء مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أحاله إلي النيابة. تفاصيل الجريمة شهدتها شقة بالطابق الثالث بأحد العقارات بشارع الثورة بمنطقة حدائق المعادي, عندما عثر أهالي العقار علي جثة زينب محمود74 سنة مصابة بطعنات بالظهر والصدر وقاموا بنقلها لمستشفي قصر العيني لإسعافها, إلا أنها فارقت الحياة.. وبانتقال المقدم رئيس مباحث البساتين لمسرح الجريمة, لاحظ وجود آثار دماء من الطابق الأرضي بالعقار وحتي الطابق الرابع وأمام شقة المجني عليها بالطابق الثالث. وبعرض البلاغ علي اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, كلف اللواءين نائب المدير العام ومدير إدارة البحث الجنائي بتشكيل فريق بحث من ضباط قطاع الغرب يقوم بفحص علاقات المجني عليها وخلافاتها مع الآخرين للتوصل للجاني, حيث توصلت التحريات إلي أن مرتكب الجريمة حفيد المجني عليها كريم م. ع(19 سنة) عامل, والذي تبين هروبه بعد قتل جدته واختباؤه لدي أحد أصدقائه. وبعد استئذان النيابة العامة, قاد العميد رئيس مباحث قطاع الغرب قوة قامت بضبط المتهم و بمواجهته أمام اللواء نائب مدير الأمن إنهار وبدأ في سرد تفاصيل جريمته, حيث قال, بعد أن أنهيت دراستي توجهت للعمل بالسياحة بشرم الشيخ غير أنني لم أستمر كثيرا لخلافاتي المتكررة مع رؤسائي والذين طردوني من العمل فعدت إلي أسرتي بمنطقة دار السلام وبدأت في استعادة علاقاتي مع أصدقاء السوء, حيث أغروني بتعاطي المخدرات التي كانت تتطلب بعض النقود وكلما كنت اطالب امي بها ترد علي بشقاء وبؤس حالنا, وحينما أصعد إلي جدتي والتي تسكن فوقنا أسألها بعض النقود توبخني علي فشلي وعدم قدرتي علي توفير لقمة عيش رغم علمي بإمتلاكها للنقود. وبعد أسبوعين من عودتي من شرم الشيخ أنفقت كل النقود التي حصلت عليها من عملي علي نزواتي, وفي إحدي المرات وأثناء صعودي لشقتنا فوجئت بإنقطاع الكهرباء عن العقار الذي أسكنه بأكمله فصعدت إلي شقتنا وتناهي إلي سمعي صوت جدتي الجالسة أمام شقتها وهي تنهرني بكلمات التوبيخ والتهكم علي سوء حالي, ففكرت في استغلال فترة انقطاع الكهرباء والتخلص منها للاستيلاء علي ما تكنزه من أموال. فأحضرت سكينا من شقتنا بالطابق الثاني وصعدت للطابق الثالث, حيث شقة جدتي فوجدتها جالسة أمام شقتها في انتظار عودة الكهرباء وعندما رأتني أصعد ومعي السكين صرخت مستغيثة بسكان العقار وهو ما جعلني أهرول نحوها قبل أن تغلق باب شقتها وأطعنها في ظهرها. غير أن صرخاتها استمرت حتي تملكت من السكين مرة أخري وأجهزت عليها بطعنتين في صدرها حتي فاضت روحها.. وما إن بدأت في التقليب عن الأموال بطيات ملابسها حتي سمعت أصوات أقدام خالتي الساكنة بالطابق الأرضي وهي تصعد نحو الشقة لاستكشاف الأمر, فخرجت علي الفور للطابق الرابع وعندما دخلت خالتي شقة جدتي نزلت علي الفور وهربت خارج المنزل إلي أن تم ضبطي.