جاء فوز الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي بجائزة مبارك في الآداب بمثابة الدفعة التي ينتظرها شعراء العامية لتحريك المياه الراكدة في بحيرة الشعر, خاصة أن الجائزة تعد انتصارا كبيرا لشعر العامية الأبنودي عبر عن سعادته بالفوز وقال: أنا فخور بكل من أملي عليه ضميره أن يختارني ليكرمني بأكبر جائزة أدبية في مصر, علي الرغم من أنني قلبت كل الموازين السابقة للجائزة وجوائز الدولة عموما, فقد حصلت من قبل علي جائزة الدولة التقديرية, وها أنا الآن أحصل علي جائزة مبارك بالرغم من أنني شاعر يكتب العامية, وقد كان هذا الأمر من قبل مرفوضا تماما, وقد زادت سعادتي بالجائزة لأنهم كرموا الشعر من خلالي, خاصة شعر العامية الذي أعطته الجائزة شرعية لا يمكن زحزحتها بعد ذلك. وتابع الأبنودي: وبالطبع لم أحصل علي الجائزة فقط لإبداعي الشعري, وإنما لكثرة أنشطتي البحثية, وجمعي لسيرة بني هلال وتحويلها إلي عمل شعبي وموضوع يومي لحياة الناس مفتشا عن وقائعها التاريخية والفنية, إلي جانب آرائي السياسية والاجتماعية, فقد منحت الجائزة لي كحالة وليس كفرد, وكم أنا سعيد بها, خاصة أنها جاءت في فترة انعزالي الصحي, وأشكر كل هؤلاء الأساتذة والنقاد والمبدعين الذين اختارت ضمائرهم أن تمنحني هذا التقدير.ومن جهته قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة: إنه سعيد أولا لأن الجائزة ذهبت لشاعر كبير بحجم الأبنودي, وثانيا لأن الشعر مظلوم ويعاني هذه الأيام, والحقيقة الأبنودي شاعر موهوب ويستحقها بالإضافة إلي كونه مثقف ويمتلك جرأة وحسا شعبيا. واعتبر الشاعر أمين فؤاد حداد أن الأبنودي شاعر يستحق كل تقدير, فهو ممن أعطوا لشعر العامية والشعر عموما صوتا خاصا بأعماله, وهذه الجائزة أعادت لنا الثقة في جوائز الدولة التي اهتزت بعض الشيء عندما حصل عليها من لا يستحقونها. ويري محمد كشيك شاعر العامية أن الأبنودي شاعر استثنائي, وكل إنجازاته في شعر العامية إنجازات مهمة استمرت بداية من الأرض والعيال وحتي صمت الجرس, ثم كانت باقي الدواوين, وأضاف: يعد إنجازه الأساسي في كونه إضافة نوعية حقيقية للأغنية المصرية حيث قدم إسهامات لا يمكن لأي أحد التقليل من شأنها باعتباره الشاعر الأهم الذي أدخل الفولكلور الشعبي إلي جميع المطربين الكبار.ونوه الشاعر شعبان يوسف مدير ورشة الزيتون الثقافية بالأبنودي كقيمة وجدانية كبيرة جدا في الثقافتين المصرية والعربية, لما لديه من إنجازات, فهو شاعر العامية الذي استطاع مع صلاح جاهين نقل الأغنية المصرية نقلة كبيرة مع حليم ورشدي, بجانب مجهوده الكبير في جمع السيرة الهلالية, وبرأيي الأبنودي كان يستحق الجائزة منذ فترة طويلة لأنه صار رمزا للشعر والثقافة المصرية, فهو أستاذ الأجيال من شعراء العامية.