فيما تعهدت إسرائيل أمس باستخدام القوة لمنع سفينة إغاثة لبنانية من نقل مساعدات إنسانية إلي قطاع غزة جددت الأممالمتحدة تمسكها بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية. من جانبها أكدت منظمة التحرير الفلسطينية تأييدها لموقف الرئيس محمود عباس( أبو مازن) المطالب برفع الحصار الإسرائيلي بالكامل عن غزة وإعادة فتح المعار التي تربط القطاع بإسرائيل. وأبلغت مندوبة إسرائيل لدي الأممالمتحدة جابر ييلا شاليف الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أن بلادها تحتفظ بحقها بموجب القانون الدولي في استخدام القوة اللازمة لمنع ناشطات لبنانيات يعتزمن الإبحار من لبنان إلي قطاع غزة لكسر الحصار المفروض علي القطاع. وقالت شاليف في تصريح أورده راديو( سوا) الأمريكي أمس' إن ثمة شكوكا في الأهداف الحقيقية لتلك الحملة التي ربما يكون لحزب الله دور في تنظيمها'. وكان منظمو الرحلة قد صرحوا في وقت سابق بأنهم يرفضون نقل المساعدات عبر معبر رفح البري لانهم لا يعترفون بإسرائيل, مضيفين أنه لا علاقة لهم بحزب الله. كما أعلن حزب الله أنه لا علاقة له بإرسال السفن إلي غزة تجنبا لإعطاء إسرائيل ذريعة لمهاجمة السفينة. في الوقت نفسه, جدد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون تمسكه بتشكيل لجنة تحقيق دولية بمشاركة مراقبين أتراك وإسرائيليين وأمريكيين وأوروبيين إزاء الهجوم الإسرائيلي علي قافلة أسطول الحرية. ووصف مون في تصريح خاص لراديو( سوا) الأمريكي أمس اللجنة التي شكلتها إسرائيل بأنها لا تحظي بمصداقية بحسب رأيه ورأي أغلبية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.وأضاف السكرتير العام للأمم المتحدة:' تعلمون أن مجلس الأمن الدولي دعا إلي إجراء تحقيق فوري نزيه شفاف يتسم بالمصداقية ويتماشي مع المعايير الدولية في أقرب وقت ممكن, وقد اقترحت تشكيل لجنة دولية يتولاها طرف ثالث بدعم تركيا ومشاركة إسرائيل وسأواصل بذل جهودي لتحقيق ذلك'. وكانت منظمة العفو الدولية قد انتقدت في وقت سابق التحقيق المقترح من جانب إسرائيل بشأن الهجوم العسكري ضد أسطول الحرية للمعونات لشعب غزة يوم31 مايو الماضي, واستبعدت أن يضمن محاسبة المسئولين عن مقتل تسعة من النشطاء خلال تلك العملية. من ناحية أخري, أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, أمس, الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس( الداعي إلي رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة, وتحديدا الحصار الإسرائيلي عبر فتح) المعابر بين القطاع وإسرائيل, وإدخال جميع المواد والكميات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في القطاع من أجل الأمور الحياتية والمعيشية وإعادة الأعمار وسواها من الاحتياجات الأساسية والضرورية. ورحبت اللجنة, خلال الاجتماع الذي عقدته أمس برئاسة عباس, بوجود مراقبين دوليين علي المعابر مع إسرائيل لضمان رفع الحصار واستمراره, وكذلك وجود أجهزة السلطة الوطنية المختصة لخدمة هذا الغرض أيضا. ورفضت اللجنة التنفيذية أي اشتراطات أو قيود إسرائيلية علي أي مواد, وخاصة مواد الأعمار والتنمية الاقتصادية والزراعية, لأنها تناقض القانون الدولي والإنساني وبيان مجلس الأمن الأخير, وإرادة الغالبية العظمي من دول العالم ومؤسساته الإنسانية والحقوقية والسياسية. و أكدت ألمانيا تمسكها مع شركائها الأوروبيين بضرورة الفتح الكامل والدائم لمعابر قطاع غزة, معتبرة قرار الحكومة الإسرائيلية المبدئي الذي يقضي بفتح جزئي للمعابر من أجل إيصال البضائع والسلع الإنسانية والمدنية إلي السكان' بادرة أمل'. وقالت الناطقة بلسان الحكومة الألمانية سابينه هايمباخ إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رحبت بالقرار, مؤكدة ضرورة وضع لائحة محدودة من السلع والبضائع الممنوعة. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه إلي أن حكومته تحض الحكومة الإسرائيلية علي اتباع خطوتها الأولي بخطوات أخري الأمر الذي يفترض تنفيذ القرار المبدئي لتحسين وضع سكان القطاع ومعيشتهم, لافتا إلي أن الموقف الألماني جزء من الموقف الأوروبي والدولي. وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله أجري مع نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان محادثة حول ضرورة تخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة. وقال فيله' إنه ينتظر تسهيلات ملموسة علي المعابر', مضيفا' هدفنا يبقي العمل بالتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي علي إنهاء حصار قطاع غزة'.ووصف قرار الحكومة الإسرائيلية ب'خطوة أولي' فقط, مشددا علي' أن الحاسم في الأمر هو حصول تحسن ملموس وسريع علي المعابر مع غزة'. ميدانيا, أعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين اثنين اصيبا أمس برصاص جنود اسرائيليين علي الحدود بين الدولة العبرية وقطاع غزة بعد تجاهلهما اوامر بعدم التقدم والعودة أدراجهما.وعمد الجنود الي اطلاق نيران تحذيرية عندما دخلت مجموعة من الاشخاص المنطقة المحظورة بين قطاع غزة واسرائيل بحسب المتحدث. وقال متحدث' اطلقت عيارات نارية فوق رءوسهم, وعندما واصلوا الاقتراب أصيب اثنان في الصدر', مضيفا أن شخصين اصيبا ثم غادرت المجموعة المنطقة. وأعلنت مصادر طبية في غزة ان ثلاثة رجال اصيبوا بجروح طفيفة قرب مدينة بيت حانون علي الحدود الشمالية لقطاع غزة. وأصيب الاشخاص الثلاثة بشظايا قذيفة, كما اكدت المصادر الفلسطينية, في حين قالت المصادر العسكرية الاسرائيلية ان الجنود لم يستخدموا سوي أسلحة نارية. كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مسيرة عراق بورين السلمية الأسبوعية بنابلس, وأحرقت نحو10 دونمات مزروعة بالقمح.وقال مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن جنود الاحتلال قمعوا المسيرة بعد دقائق قليلة من انطلاقها صوب الأراضي المهددة بالمصادرة.وأضاف دغلس أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز السام صوب المتظاهرين ما أدي إلي إصابة عدد منهم بالاختناق, مشيرا إلي أن حقل حبوب احترق نتيجة لذلك.