* قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كان لا يخطئ رسول الله[ ان يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار, إما بكرة, وإما عشية, حتي اذا كان اليوم الذي آذن فيه لرسول الله [ في الهجرة, أتانا رسول الله[ بالهاجرة منتصف النهار, في ساعة كان لا يأتي فيها, فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث فلما دخل وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي اسماء, فقال رسول الله[: أخرج عني من عندك: فقال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي( وكان الرسول قد عقد علي عائشة), وماذاك؟ فداك أبي وأمي فقال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة قال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله قال: الصحبة.. قالت السيدة عائشة: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن احدا يبكي من الفرح, حتي رأيت أبابكر يبكي يومئذ.. وعاد الرسول إلي بيته. وكان سيدنا أبو بكر قد أعد لهذا اليوم كل ماله وناقتين تركهما في رعاية عبدالله بن أريقط دليلهما في الهجرة. * فعندما بلغ عمر النبي[53 عاما بعد أن مر13 عاما علي نبوته جاءه سيدنا جبريل عليه السلام في ليلة27 من شهر صفر سنة41 من عام الفيل حيث كان العرب يؤرخون به الموافق12 سبتمبر622 ميلادية ليبلغه بالأمر الإلهي: لاتبت هذه الليلة علي فراشك الذي كنت تبيت عليه وأخبره بمؤامرة قريش وتكتلها لقتله. * فقد اجتمع وجهاء قريش للشوري في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب جد الرسول[ حيث لا يقضون امرا إلا فيها.. واتفقوا بمعاونة إبليس الذي حضر معهم في صورة شيخ عربي من نجد علي قتل النبي بعد أن سفه لهم إبليس خطورة إبعاده لأنه سوف يعود ومعه اتباعه ليبيدهم.. وتهكم عليهم إن سجنوه لأن أفكاره وأنصاره سوف ينتصرون في النهاية وسيخرجونه من محبسه.. خاصة انه قد سبق إلي المدينة جمع من انصاره. * وعند نزول الليل اجتمع حول دار المصطفي[ أحد عشر زعيما من مشركي قريش وهم أبو جهل عمرو بن هشام والحكم بن أبي العاص وعقبة بن ابي معيط والنضر بن الحارث وامية بن خلف وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي, وأبو لهب عمه وأبي بن خلف ونبيه بن الحجاج, واخوه منبه بن الحجاج. ووقف ابو جهل في وسطهم مختالا وقال لهم في سخرية: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه علي امره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكن جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها.. فخرج الرسول [ وأخذ حفنة من تراب في يده وقال: أنا أقول ذلك أنت أحدهم ووضع التراب علي رءوسهم جميعا وهو يتلو من سورة يس وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون صدق الله العظيم. * كان موعد اغارتهم علي بيت النبي بعد منتصف الليل وقت خروج النبي لصلاة القيام بالكعبة.. وكادوا يدخلون قبل خروجه من فوق الجدران وقبل أن يأمر سيدنا علي بن ابي طالب بالنوم مكانه والتغطي ببرده الحضرمي الأخضر.. ولكنهم سمعوا صوت امرأة بالداخل فقالوا لبعضهم والله إنها لسبة في العرب أن يتحدثوا عنا أنا تسورنا الحيطان علي بنات العم وهتكنا ستر حرمتنا. * مر رجل علي عصابة الكفر حول بيت رسول الله وقال لهم ما تنتظرون؟ قالوا محمدا قال خبتم وخسرتم قد والله مر بكم وذر علي رءوسكم التراب وانطلق لحاجته قالوا والله ما ابصرناه وظلوا ينفضون التراب من فوق رءوسهم ولكنهم نظروا من ثقوب الباب فقالوا والله ان هذا لمحمد نائم ولما اصبحوا وقام علي ابن ابي طالب من الفراش اصابهم ذهول وسألوه عن الرسول فقال لا علم لي به.. فأخذوه إلي الكعبة وعاقبوه لمدة ساعة لعله يبوح بمكانه فما أجاب. * كان الرسول[ قد خرج ومعه سيدنا ابو بكر من باب خلفي من بيت الصديق قبل الفجر في الطريق إلي غار ثور وحدهما علي الأقدام. ووقف النبي صلي الله عليه وسلم حزينا علي ربوة عندما خرج من مكة ونظر إلي الكعبة وقال: والله إنك لأحب أرض الله إلي, وإنك لأحب أرض الله إلي الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ونزل قوله تعالي: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم [email protected]