ظهرت في الفترة الأخيرة أغنيات جماعية عبرت عن بعض الأحدث المهمة مثل تسلم الايادي و وأخر نفس فيا وهذه مصر و وطني وطن الثورة وغيرها من الأغاني لمجموعة من نجوم الغناء وأطلق أصحاب هذه الأغنيات أسم أوبريت. وهذا ما نفاه صناع الأغنية واعتبروه تضليلا وطالبوا بإعطاء الأشياء أسمائها حيث وصفوها بأنها أغنية جماعية تضم عددا من المطربين بلحن واحد مؤكدين أن الأوبريت له مواصفات أخري تعتمد علي وجود حدث ومشاهد تمثيلية تتخلل مقاطع الأغنية وحول هذا رصدنا رأي عدد من صناع الأغنية في السطور التالية. يقول هاني مهني الأوبريت يعتمد في تقديمه علي الحدث في الغناء, فهو الذي يخلق المصداقية في صناعة الأوبريت ويحتاج أيضا إلي الكلمة الصادقة والأداء المقنع أما ما يقدمه الآن بعض الفنانين من أغنيات ويطلقون علية أوبريت مثل تسلم الأيادي وأوبريت مصر وغير ذلك فهو أغنية جماعية ولكن البعض يطلق عليها كلمة أوبريت من باب الاستسهال فالأوبريت حالة أخري غير ما يقدمون ولا يجب أن نخلط الأمور ببعضها وأضاف مهني فن الأوبريت من الفنون الراقية الجميلة ولكنها تحتاج تمويل كبير ولابد وأن تعود الدولة للحافظ علي هذا النوع من الغناء إلي إنتاج العديد من الأوبريتات ولدينا من الأمكانيات ما يؤهلنا لعمل ذلك فمصر مليئة بكتاب الأغاني الموهبين وملحنين كبار يمكنهم عمل أبريت ناجح. وأكد المطرب أحمد إبراهيم أن الأوبريت فن قائم بذاته وهو عمل غنائي استعراضي بطله مطرب ومطربة ومجموعة من الممثلين أما ما يقدم الأن فهو أغنية يغنيها أكثر من مطرب أو صورة غنائية تعد أوبريت أو اسكتش وقد أشيع هذا الفن قديما حيث قدم سيد درويش وزكريا أحمد وغيرهم العديد من الأوبريتات مثل العشرة الطيبة وشهرزاد وليلة من ألف ليلة وقصمة ونصيب ويوم القيامة وكلها أعمال من التراث وللأسف لم يتصدي أحد لهذا الفن الجميل كما ينبغي واضاف إبراهيم لقد تصديت أنا لعدد من المسرحيات الغنائية تعد أوبريت منها يس وبهية للكاتب نجيب سرور والست هدي لسمير العصفوري وليلة أنس التي ظلت تقدم لسنوات علي مسرح البالون من إخراج عادل عبده وطالب إبراهيم المسئولون عن الفن بضرورة رعاية هذا النوع من الفن بمزيد من الأعمال وقال للأسف تم اخصاره علي الحفلات الوطنية والمناسبات مع أنه فن يمكنه أن يجذب شريحة كبيرة من الجمهور إذا قدم بشكل جميل وطالب الفنانين بالحفاظ علي هذا النوع من الفن الجميل متمنيا أم يعود المسرح إلي سابق عهده لأنه المكان الذي يمكنه تقديم هذا الفن بشكل جيد. ويري الموسيقار فاروق البابلي رئيس فرقة الموسيقي العربية للتراث أن وصف الأغاني الجماعية علي أنها أوبريت تضليل لا يجوز مؤكدا بأنه لا يمكن أن نعتبر أغنية وطني حبيبي التي تغني بها عدد من المطربين علي أنها أوبريت أو أغنية تسلم الأيادي التي لحنها مصطفي كامل لعدد من المطربين علي أنها أوبريت وقال الأوبريت أغاني يتخللها مشاهد تمثيلية وهو الآن أختفي كما أختفت الطقطوقة والدور لأنهما فن صعب لا يحبه ولا يقترب منه إلا عشاق الموسيقي والغناء الحقيقيون الذين يعرفون جيدا أن الفن يقدم رسالة, وخلاف ذلك فهي أغاني جماعية يخطيء من يطلق عليها أوبريت ولا يعلم ما هو الأوبريت بالأساس وعول البابلي علي الأغاني الأخري التي تقدم بشكل سهل بعيدا عن حرفية الطرب والغناء وقال ما نراه الآن للأسف في بعض الأغاني نوع من الاستسهال في الكلمة واللحن وبسبب غياب الدراسة إذ كنا نري من أعطاهم الله موهبة الموسيقي والصوت الجميل يثقلون مواهبهم بالدراسة وهذا ما افتقدناه وصار المطرب حين يصل للشهرة يعتقد أنه وصل إلي غايته ويهمل الدراسة ولهذا يختفي سريعا هو واغانية ويبقي في النهاية الجيد والمدروس من الغناء. رابط دائم :