د. شكرى عياد صرح الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة الدكتور عماد أبو غازي بأن المجلس اتفق مع أسرة الناقد الراحل دكتور شكري عياد علي اصدار طبعة كاملة لمجمل أعماله وكتاباته النقدية وترجماته, ويسهم فيها المركز القومي للترجمة بإصدار ترجماته وتصدر بمواكبة الاحتفال بالذكري التسعين لميلاده العام المقبل, وقال خلال ندوة عقدتها لجنة القصة بالمجلس أكس لمناقشة انتاج الدكتور شكري عياد الفكري والنقدي والادبي وترجماته أن: الدكتور شكري عياد طرح مشروعا ابداعيا ونقديا امتد منذ الاربعينيات وحتي وفاته في نهاية التسعينيات, وكان نداؤه الأخير باصدار مجلة فكرية وابداعية حالت القيود البيروقراطية دون اصدارها بالشكل الذي تمناه. واستعرضت الندوة أطروحات الدكتور عياد النقدية والفكرية والابداعية فقال الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة: عياد كانت له فتوحات في منتهي الجرأة, إذ درس وصف يوم الحساب والجزاء في القرآن الكريم, وتأثير منطق أرسطو في الثقافة العربية, هو صاحب معارك تأسيسية في العصر الحديث, وكان يأخذ بمقولة الشيخ محمد عبده أن الثوابت والنصوص موجودة لكننا نختلف في التفسير. وأكد الناقد الدكتور حسام عقل أستاذ الأدب بكلية التربية جامعة عين شمس أن عياد جاوز ما قدمه طه حسين من اسهامات أدبية قائلا: فضل عياد أن يتعامل مع فن السيرة الذاتية باعتباره لونا من هتك الذات, وباعتبارها نوعا من الجرأة في الانكشاف وإماطة اللثام عما نؤثر حجبه عن العيون وقد جرت العادة أن نقول بدأت الترجمة الذاتية عام1926 عندما قرر طه حسين املاء سيرته الايام, لكن هذا الأمر يحتاج الي مراجعة, فلماذا قفزت الحركة النقدية فوق سيرة( العيش علي الحافة) ووقفت عند سير مثل أدونيس وجبر ابراهيم جبرا وغيرها وهي أقل قيمة من سيرة عياد وقد شغل المشاركين في الندوة موقف شكري عياد من مفهوم الحداثة الادبية وما بعدها, فأشارت الدكتورة أماني فؤاد الي اعتقاد البعض أن الدكتور عياد رفض الكتابات الحداثية, إلا أنها أوضحت أن الحداثة ظلت موضع تساؤل دائم في كل كتاباته, منذ كتابه تجارب في الأدب والنقد عام1959, حيث صنع عياد مايشبه مسحا كاملا للمجتمع الادبي المصري منذ الاربعينيات وحاول وصف التيار الحداثة العربية الناشيء, وقالت: لم يرفض عياد الدعوة في مجملها بل خشي الانفلات غير المحسوب للفكر العربي, وانطلقت آراؤه عن الحداثة العربية من توجسه من اثرها علي التقاليد وغيرته علي التراث, وفي الوقت نفسه رغبته في التجديد وارساء قواعد هذا التيار وقد كان غضا وأضافت الدكتورة اماني أن عياد انتبه مبكرا إلي الفجوة بين الأدب الحداثي والقاريء العربي. وفي كلمته استند الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب بجامعة القاهرة الي وصف عياد لنفسه في أحد مقالاته ب( الناقد الهاوي) وقال: أولي سمات هذا الناقد الهاوي وهو وصف أطلقه علي نفسه أنه لايتخذ من النقد حرفة ويسعي لكتابته لامتاع نفسه والاخرين وكأنه يكتب نوعا آخر من الادب,فهو يكتب أدبا حرا كما أسماه وأضاف: توقف عياد كثيرا عند فكرة تأصيل الأنواع الأدبية, بعكس الكثير من أبناء جيله وقدم في أطروحته أن هذا التأصيل ينهض علي علاقة النص مع التراث, وعلاقته مع الحركة الأدبية في أوروبا,فيقول عياد ان مايفتقده الأدب العربي الحديث هو الاستمرار والتواصل, ويفند مقولة العقاد حول أنه لم يتعلم شيئا من مطران وأن هيكل لم يستفد من حديث عيسي ابن المويلحي, قائلا لو استفاد من المويلحي لإختلف تاريخ الرواية العربية كله. واتفق معه الدكتور سامي سليمان أستاذ الأدب بجامعة القاهرة اذ أكد أن خصوصية النص الادبي الحديث عند شكري عياد, تتأسس علي أن الجدل علي مستوي البنية والنوع الادبي مع الأنواع الموروثة والممتدة من الادب العربي القديم والوسيط وجدله النصي مع نظائره في الاداب الأوروبية الحديثة. وأشار الدكتور سليمان الي تحولات الدكتور عياد الفكرية قائلا: تستطيع أن تدلل علي هذه التحولات اذا ما وضعت كتاباته في وصف القرآن إلي جوار دراساته الاخيرة في دوائر الابداع وأوضح: في دراسته لنص القرآن ينطلق عياد من مقولات الشيخ أمين الخولي ليبين حقيقة الجمال القولي في الاسلوب القرآني, ومعرفة الفنون القرآنية, أما في الثمانينيات فقد استفاد الدكتور عياد من علم الاسلوب الذي كان من رواده, وكان طبيعيا أن يستخدم الادوات التي اعطاها له هذا العلم في تحليل النصوص الابداعية