أكد السفير دانيال مكدوليو.. سفير كينيا بالقاهرة أن العلاقات بين مصر وكينيا متميزة علي كل المستويات.. وان بلاده لاتسعي لإحداث أي ضرر بمصر فيما يتعلق بمياه النيل او غيرها من القضايا بل تسعي لتدعيم التعاون مع القاهرة في كل المجالات خاصة التعاون الاقتصادي.. وفتح آفاق استثمارية جديدة.. وتحدث في حواره مع الاهرام المسائي حول مستقبل مياه النيل والأزمة الحالية وكيفية حلها. ** بعد مرور4 سنوات علي عملك كسفير لكينيا بالقاهرة كيف تقيمون التعاون بين البلدين؟ * السفير دانيال: العلاقات السياسية متميزة للغاية فهي علاقات تاريخية حيث ساعدت مصر كينيا للحصول علي الاستقلال ثم ساندتها بعد الاستقلال بدعمها تجاريا وفتح آفاق تجارة جديدة لها, وكذلك اقامت مصر بتدريب الشرطة والجيش الكيني وكذلك دربت الكوادر الدبلوماسية. وقال إن القاهرة قدمت لكينيا مساهمات ومساعدات كثيرة في مجالات الزراعة والصحة والتنمية البشرية مشيرا الي وجود120 طالبا كينيا يدرسون في الأزهر والجامعات المصرية الاخري. وأضاف ان هناك تنسيقا بين الجانبين في كل المحافل الدولية مثل الأممالمتحدة وغيرها حيث تساند كينيا المرشحين المصريين للمناصب الدولية كما تساند مصر مرشحي كينيا أيضا. ** وهل التعاون الاقتصادي يسير علي نفس مستوي العلاقات السياسية؟ * السفير دانيال: هناك تعاون اقتصادي جيد بين القاهرة ونيروبي.. فمصر هي الدولة الأولي المستوردة للشاي من كينيا.. كما أن مصر وكينيا هما اللاعبان الرئيسيان في منظمة الكوميسا ولهما دور رئيسي في تنمية التعاون بين دول المنظمة ليس في افريقيا فقط بل في مناطق أخري من العالم. ** هل هناك مجلس لرجال الأعمال بين البلدين؟ * حتي الآن لايوجد مجلس لرجال الأعمال ولكننا ناقشنا الفكرة مع الجانب المصري وسوف يتم تأسيس هذا المجلس في المستقبل حتي تكون هناك خطوات فعالة وملموسة في اطار الكوميسا لدعم التبادل التجاري بين مصر وكينيا. وأشار الي ان بلاده تسعي لعقد اتفاق وزارة التعاون الدولي بهدف ارسال رجال اعمال مصريين الي كينيا لاستكشاف فرص الاستثمار بها خاصة وان هناك فرصا حقيقية للاستثمار ونحن نرغب في دخول المستثمر المصري الي نيروبي. وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل الي250 مليون دولار وهو حجم ضئيل للغاية نسعي لزيادته بصورة كبيرة.. وقال إن هناك مشروعات استثمارية لمصر في كينيا ولكنها قليلة للغاية في الوقت الذي نسعي لزيادتها وتكثيفها. وقال السفير دانيال ان رئيس الوزراء الكيني خلال لقائه بالرئيس حسني مبارك والدكتور احمد نظيف في زيارته الشهر الماضي لمصر طلب زيادة الاستثمارات المصرية في كينيا ووجود رجال الأعمال المصريين بها. ** علاقات سياسية متميزة.. وتعاون اقتصادي.. ولكن هناك أزمة حقيقية فيما يتعلق بمياه النيل.. كيف ترون الموقف الآن؟ * السفير الكيني: لابد من الحديث عن جذور الموضوع أولا.. فهناك اتفاقية بين دول حوض النيل تم توقيعها عام1929 وكنا خلال تلك الفترة تحت الاحتلال ولم تكن لدينا أي مشاكل في عملية الاستفادة من المياه او استغلالها واستمر هذا الوضع حتي بعد الاستقلال. وقال حتي سنوات قريبة كانت كينيا تحصل علي الطاقة من أوغندا ولكن أوغندا اخبرتنا بانها تحتاج الي الطاقة ولن تعطينا كل ما نحتاجه لذا كان لابد من التفكير في بدائل للطاقة وبالطبع فان ذلك لن يأتي إلا من خلال الاستفادة من تدفق مياه النيل واقامة سدود لتوليد الطاقة منها. ** ولكن هناك اتفاقيات تحكم اقامة المشروعات بين دول حوض النيل؟ * كما قلت ان هذه الاتفاقيات التي تم توقيعها مر عليها ثمانون عاما ولذا لابد ان تتغير خاصة في ظل تغير الواقع فقد زاد عدد السكان في كينيا وفي مصر أيضا وكذلك في دول الحوض الأخري.. ونحن نعلم أن الاتفاقية تنص علي عدم اقامة أي مشروعات دون موافقة مصر ولكن هذا غير منطقي.. لأننا نحتاج الي هذه المشروعات. وأضاف السفير الكيني ان هذا لايعني اننا ضد مصر. فنحن لسنا ضد مصر ولانسعي للتأثير علي حقها في مياه النيل.. ولكن ما حدث هو رسالة لمصر بان تجلس وتستمع للآخرين وتنظر الي مصالحهم أيضا. ** كينيا من الدول التي وقعت علي ما يسمي بالاتفاق الجديد لدول حوض النيل.. وهناك دول أخري لم توقع.. كيف ترون الحل لتلك الأزمة؟ * السفير دانيال: نعم نحن وقعنا والدول التي لم توقع سوف توقع لأنها لم تعترض.. وأري ان الحل بالطبع ليس في الحرب ولكن في المفاوضات والتعرف علي احتياجات كل طرف من دول حوض النيل.. فالعلاقات بيننا ودية ونحن نتعامل بشكل ودي ولسنا اعداء كما يردد البعض.. وكل ما نحتاجه هو التعرف علي بعضنا عن قرب ومساعدة بعضنا البعض لحل الأزمة.