شهدت القاهرة مباحثات سياسية ودبلوماسية مكثفة, فقد عقد الرئيس حسني مبارك مباحثات قمة مع الرئيس جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة تركزت علي العلاقات الثنائية ووسائل تعزيزها في مجالات الزراعة والري والطاقة. كما بحث الرئيس مع رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا العلاقات الثنائية بين مصر وكينيا والتعاون بين دول حوض النيل وبخاصة في مجالات الري والزراعة. كما استقبل الرئيس مبارك وزراء خارجية إسبانيا ميجيل أنخيل موراتينوس والذي تتولي بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي وألمانيا الاتحادية جيدو فيستر فيله, وباكستان مخدوم شاه محمود قريشي, حيث تركزت اللقاءات علي استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. فقد عقد الرئيس حسني مبارك مباحثات قمة مع الرئيس جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة تركزت علي العلاقات الثنائية ووسائل تعزيزها في مجالات الزراعة والري والطاقة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة في هذا الشأن والاعداد للجنة المشتركة بين البلدين. كما تطرقت المباحثات إلي تطورات الأوضاع علي الساحة الإفريقية وفي منطقة حوض النيل. وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس كابيلا, حيث كان في استقباله الرئيس حسني مبارك, كما عزفت الموسيقي السلام الوطني لمصر والكونغو واستعرض رئيس الكونغو حرس الشرف وصافح الرئيس مبارك أعضاء الوفد الكونغولي فيما صافح الرئيس كابيلا كبار مستقبليه واستضاف الرئيس مبارك ضيفه إلي الصالون الرئيسي لتبدأ علي الفور قمة مبارك وكابيلا الثنائية. وقد امتدت المباحثات إلي جلسة موسعة علي مأدبة غداء أقامها الرئيس مبارك للرئيس كابيلا والوفد المرافق له جري خلالها استكمال مناقشة القضايا التي تم تناولها خلال القمة, حضرها المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي, ود. بطرس غالي وزير المالية, ود. سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي, ود. حسن يونس وزير الكهرباء, والسيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي, وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية, ود. حاتم الجبلي وزير الصحة, ود. محمد نصر الدين علام وزير الري والموارد المائية, والوزير عمر سليمان, ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية, وحضرها من الجانب الكونغولي ريموند تشيبايندا وزير التعاون الدولي وجيلبه واتومبا وزير الطاقة ونورييه بازنجيزي وزير الزراعة وفيكتور ماكونج وزير الصحة, وندويكو بوتو سفير الكونغو بالقاهرة, وجوستاف بياسيكو مدير مكتب الرئيس كابيلا, وليوناردو نوجوي مستشار الرئيس للشئون السياسية والدبلوماسية, والسفير المتجول سيرافيد نجويج. كما استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا الذي يزور مصر حاليا, حضر المقابلة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط, ووزير الزراعة أمين أباظة, وحضرها من الجانب الكيني المستشارة الاقتصادية لرئيس الوزراء وسفير كينيا في القاهرة دانيال ماكدواك. تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين مصر وكينيا والتعاون بين دول حوض النيل, خاصة في مجالات الري والزراعة, بالإضافة إلي أبرز القضايا علي الساحة الإفريقية. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينجا أكد اليوم بعبارات واضحة خلال لقائه مع الرئيس حسني مبارك أنه لا كينيا, ولا أي من دول المنبع لنهر النيل يمكن أن تتجه أو تفكر في الإضرار بمصالح مصر المائية. وردا علي سؤال بشأن توقيت زيارة رئيس الكونغو ورئيس وزراء كينيا, وهل كان هناك طلب لزيارة مصر, صرح السفير سليمان عواد بأن الزيارة كانت مقررة سلفا, مشيرا إلي أن العلاقات بين مصر وبين دول حوض النيل علاقات لم تنقطع وعلي أعلي مستوي ومتواصلة سواء علي المستوي السياسي أو التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري. وقال عواد إنه ليس مستغربا أن يأتي رئيس الكونغو الديمقراطية ورئيس وزراء كينيا, مشيرا إلي أن مصر كانت قد استقبلت منذ أشهر قليلة وقبل تطورات توقيع الاتفاقية الإطارية رئيس رواندا ونائب رئيس بوروندي وإذن فالعلاقات متواصلة ومستمرة. وردا علي سؤال عما إذا كان توقيع الاتفاق الإطاري لدول منابع حوض النيل يشير لانفراط العقد السياسي بين مصر وهذه الدول وكيف سيكون تعاون مصر مع هذه الدول فيما بعد, قال السفير عواد: إنني أحذر من التهويل والمبالغة في الموقف الحالي, فيما يتعلق بدول حوض النيل وأضاف أن كلمة انفراط العقد كلمة كبيرة لأن علاقات مصر بدول حوض النيل وعلاقاتها أيضا بكل دول إفريقيا علاقات وثيقة, وأنه لا يجب الاستماع لمن يقول إن علاقات مصر مع دول إفريقيا تتراجع, وأضاف عواد أن ملف دول حوض النيل يتم تناوله الآن ويعالج علي مستوي وزراء الري, وإنني علي ثقة أن ما يسمعه الرئيس مبارك من القيادات السياسية لهذه الدول كفيل بأن يتم التوصل لاتفاق بين الإخوة الأشقاء من منظور قيادات سياسية واعية وحكيمة بعيدا عن الخلافات حول الصيغ القانونية حول هذه المادة أو تلك, وأشار السفير عواد إلي أنه قد سبق وحضر لقاءات عديدة للرئيس مبارك مع القيادات الإفريقية من بينها رئيس وزراء إثيوبيا ولقاءات عديدة للرئيس مبارك مع قيادات دول حوض النيل ولقاءات عديدة للرئيس مبارك مع مختلف القيادات الإفريقية في العديد من المؤتمرات كما سوف يلتقي الرئيس مبارك مع هذه القيادات خلال قمة نيس الفرنسية الإفريقية المقبلة نهاية الشهر الحالي, وأعرب عن أمله في إلا يتم تناول ملف حوض النيل بالتهويل أو التأويل. وأكد عواد أن الرئيس مبارك يتابع هذا الموضوع متابعة علي مدار الساعة باعتباره وثيق الصلة بالأمن القومي المصري وأن الرئيس يتلقي تقارير من رئيس مجلس الوزراء د.أحمد نظيف علي مدار الساعة باعتباره رئيس اللجنة العليا لمياه النيل بالإضافة لتقارير وزيري الخارجية والري. وقال عواد: إن الرئيس مبارك يتابع هذا الموضوع وهو علي ثقة واطمئنان كاملين وإنه عندما يتم ترفيع الموضوع للمستوي الرئاسي ومستوي القيادات السياسية لدول حوض النيل فسوف تلتقي هذه الدول علي كلمة تجمع الأشقاء من منظور حكيم لقيادات سياسية تعلم أن تاحقيق الاستقرار والتنمية والتعاون رهن بالتوصل لاتفاق عبر توافق الآراء وليس بإجراءات أحادية الجانب, وقال عواد إنه لا ينبغي علي الاطلاق أن يتدخل الإعلام للتضخيم من حجم الموضوع وإنني أعبر عن أسفي لما قامت به صحف مصرية محترمة من النقل عن بعض المقالات الصحفية في دول المنبع حيث إننا لا ينبغي أن نتوهم أن هذه المقالات تعبر عن الآراء والمواقف السياسية لهذه الدول ولا ينبغي أن ننساق إلي تصعيد الموقف إعلاميا علي نحو يؤدي إلي المساس بالحوار الدائر علي المستوي السياسي بين دول حوض النيل. وردا علي سؤال حول إن كانت لقاءات الرئيس مبارك مع الرئيس كابيلا ورئيس وزراء كينيا ستؤدي لعودة المفاوضات مع دول حوض النيل, قال عواد إن هذه الزيارات كانت معدة ومن الخطأ أن نفسر أي تحرك مصري إفريقي باعتباره أنه يتصل فقط بملف حوض النيل فعلاقات مصر الإفريقية قديمة وتعود إلي الحقبة الاستعمارية حينما دعمت مصر هذه الدول في الاستقلال وحاليا تطلعنا المشترك للتنمية ولذلك لا ينبغي تحميل الأمور أكثر مما تحتمل فهذه الزيارات لرئيس وزراء كينيا أو رئيس الكونجو كانت مقررة سلفا تضمنت تشاورا سياسيا حول قضايا عديدة وتشاورا حول سبل تحقيق التعاون في مجالات التنمية والاستثمار والتجارة, وأشار عواد إلي أن هذه اللقاءات كانت ودية للغاية وتأتي اتساقا مع كل ما نلمسه في اتصالات مع الأفارقة الأشقاء سواء من دول الحوض أو خارجه من علاقات تعكس حجم التعاون والتقدير الذي يكنونه لمصر كدولة كبيرة وشقيقة وتمثل ثاني اقتصاد إفريقي بعد جنوب إفريقيا, بالإضافة إلي التقدير الذي يكنونه بصفة خاصة للرئيس مبارك. فيما يتعلق بالقمة المصرية الكونغولية أوضح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن القمة اتاحت للرئيس مبارك إجراء مشاورات مهمة ومفيدة للغاية تطرقت إلي مجالات التعاون القائم حاليا في إطار العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو, وكذلك التعاون في إطار اتفاقية الكوميسا, والتعاون في مجالات عديدة, ومنها مجالات عسكرية وأخري تنموية. وأضاف أن الرئيس استطلع خلال اللقاء الموقف في الكونغو الديمقراطية, والاضطرابات التي تعرضت لها منطقة شرق الكونغو, والتي أدت إلي نشر قوات لحفظ السلام تحت مظلة الأممالمتحدة تشارك فيها قوات مصرية منذ العام الماضي, حيث أكد الرئيس مبارك دعم مصر للاستقرار والتنمية في الكونغو. وأضاف عواد أن رئيس الكونغو أكد من جانبه مجددا حرص بلاده علي عدم الاضرار بأي شكل بمصالح مصر المائية علي النحو الذي أكده رئيس الوزراء الكيني للرئيس مبارك, حيث أكد الرئيس الكونغولي اقتناع بلاده التام بأن أي اتفاق بين دول حوض النيل ينشيء مفوضية مبادرة حوض النيل لابد أن يتم بتوافق الآراء, ولابد أن يحقق المصالح المتبادلة لدول حوض النيل, بما في ذلك دول المنبع والمصب وفقا لمبدأ لا ضرر ولا ضرار.